تركيا

سياسية تركية تتهم أردوغان بصناعة محاولة انقلاب 2016

لا تزال محاولة الانقلاب الفاشل في صيف العام 2016 على نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تثير الجدل حول توقيتها وأهدافها والجهات التي تقف وراءها، بينما الشيء الأكيد والواضح في خضم روايات متناقضة هو أن أكبر مستفيد من تلك المحاولة كان أردوغان ذاته، فقد استثمر الانقلاب الفاشل وحوله إلى مكاسب سياسية لشخصه وحزبه بأن وظفه للتخلص من خصوم سياسيين ومن كثير من معارضيه.

وكان قد أطلق حملة تطهير واسعة لم تنه بعد باستهداف كل من يعتقد أن له صلة من قريب أو من بعيد بمحاولة الانقلاب ولتصفية شبكة خصمه فتح الله غولن الذي يتهمه بتدبير محاولة الانقلاب ونجح كذلك في استهداف الموالين له في تركيا وخارجها.
ولا يختلف اثنان في أن أردوغان تعرض لمحاولة انقلاب وسط تململ في الجيش من سياساته الداخلية والخارجية، لكن هل كان على علم مسبق بالخطة واستعد لها لإفشالها في فصلها الأول مع مشهد درامي ومأساوي استدر به تعاطفا محليا وخارجيا وأتاح له قلب كل الموازين لصالحه.

ويذهب كثيرون إلى نظرية تآمر أردوغان ذاته واشتراكه في ما يعتبرونها مسرحية سيئة الإخراج لانقلاب يوليو 2016 الذي انتهى بمقتل العشرات وبالزج بالآلاف في السجون في حملة التطهير العشوائية.

وتقول مصادر محلية إن حملة التطهير العشوائية صنعت مئات المآسي في تركيا لعائلات أودع معيلوها في السجون بدعوى التورط في المحاولة الانقلابية.

وتتهم نهال أولشوك التي فقدت زوجها ونجلها في محاولة الانقلاب الفاشلة، أردوغان بتدبير محاولة الانقلاب، متسائلة بحسب ما ورد في تقرير نشرته صحيفة ‘زمان’ التركية، “لماذا فعل هذا؟ كي يحظى بكل ما يحظى به حاليا. من يقدر على الانقلاب على حكومة قائمة منذ 12 عاما؟ ليلة الخامس عشر من يوليو هي السبب في كل ما نتذمر منه اليوم ولن يتغير شيء في تركيا طالما لم يتم الكشف عن ملابساتها”.

واعتبرت أولشوك وهي عضو مؤسس بحزب المستقبل، أن أردوغان فقد ثقة وحب المواطنين بعد ليلة الانقلاب،مضيفة أن “ما يجيده حزب العدالة والتنمية الحاكم بالوقت الراهن هو التبرير”.

وقالت “لديهم مبررات لكل شيء يحدث. وبطريقة ما يلتفون على كل شيء ويقودون وعي المواطن إلى اتجاهات محددة، فهذا نتاج الخامس عشر من يوليو”، مدعية أن أردوغان أخذ علما بمحاولة الانقلاب في 11 يونيو أي قبل أكثر من شهر من المحاولة الانقلابية، مضيفة “في ليلة الخامس عشر من يوليو كانت الكتلة قد اتسعت وكان لابد من السيطرة عليها”.

ورواية أولشوك واحدة من كثير من الروايات التي تشكك في حقيقة المحاولة الانقلابية، لكن معظم التحليلات تشير إلى أن الرئيس التركي عرف كيف يستثمرها في حملة ممنهجة لفتح الطريق نحو سلطة استبدادية والتفرد بالحكم وهو ما حدث من خلال الإجراءات التي اتخذها خلال السنوات التي تلت الانقلاب الفاشل، حيث عدل الدستور بما سمح له بتوسيع صلاحياته الرئاسية ونشط قانون حالة الطوارئ ووظف قانون الإرهاب في تصفية خصومه السياسيين.

مشاركة المقال عبر