الأخبار تركيا شمال وشرق سوريا

قمّة طهران تُسند مهمّة إخراج «أميركا» من سوريا إلى تركيا… فما هي الخطة..؟!

هيمنَ الملف السوري وتحديدًا كيفية إخراج القوات الأميركية من سوريا على القمة الثلاثية التي عُقدت في العاصمة الإيرانية، طهران، في التاسع عشر من تموز/يوليو 2022، بين رؤساء إيران إبراهيم رئيسي، وتركيا رجب طيب أردوغان، وروسيا فلاديمير بوتين.

كان لافتًا أن الاجتماع الثلاثي في طهران جاء بعد القمة التي عقدها الرئيس الأمريكي جو بايدن مع قادة الدول الخليجية ودول عربية أخرى في مدينة جدة السعودية.

من الواضح أن قمة طهران كان في سياق الرد الجيوسياسي القوي على زيارة الرئيس الأمريكي لشركائه في الشرق الأوسط، إلى جانب الرفض الأميريكي المستمر على لسان مسؤوليه بالخروج من سوريا حتى تحقيق الاستقرار السياسي فيها وهذا ما أزعج الحلف الثلاثي.

وظهرت في مخرجات قمة طهران الانعطافة التركية في الملف السوري، حيث بدا لافتاً وبقوة تركيز مسؤولي وإعلام حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم على مهاجمة الدور الغربي في سوريا، من ضمنها الهجوم اللاذع الذي شنه الرئيس التركي ضد الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب في سوريا.

مصادر خاصة أكّدت لموقع «فوكس برس»، أن من ضمن الاتفاقيات التي جرت بين الدول الثلاث “روسيا، إيران وتركيا” في قمة طهران، تكليف تركيا بمهام إخراج القوات الأمريكية من سوريا.

وتجلى ذلك من خلال التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، إثر إجابته عن أسئلة الصحفيين على متن الطائرة لدى عودته من زيارته الرسمية إلى إيران مطالبًا القوات الأمريكية إلى مغادرة سوريا على الفور.

وبدت لافتة جداً، تصريحات أردوغان أن مطالبة أميركا بالخروج من الأراضي السورية لم يكن وارداً الاقتصار في التعامل معها على أساس أنها مجرد تصريحات تجامل شريكي أستانا وخصمي أمريكا التقليديين، روسيا وإيران، بل كان واضحاً أنها تتجاوز ذلك.

المهمة التركية لإخراج أميركا

وأضافت المصادر أن مهمة تركيا تتمثّل في تنفيذ مخططين اثنين برعاية طهران وموسكو، حيث تتمثّل الخطة الأولى من خلال التهديدات التركية المتكررة وزيادة هجماتها على مناطق شمال وشرقي سوريا، حيث استهدفت في الـ 22 نوفمبر 2022 عبر طائرة مسيّرة قاعدة مشتركة لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لتخطيط وانطلاق العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية، في شمال محافظة الحسكة.

وبعد يوم واحد من الاستهداف التركي، قال المتحدث باسم البنتاغون، البريغادير جنرال بات رايدر، في بيان أوردته “رويترز”، إنّ “الضربات الجوية الأخيرة في سوريا هددت بشكل مباشر سلامة العسكريين الأميركيين، الذين يعملون في سوريا مع شركاء محليين لهزيمة تنظيم داعش والاحتفاظ باحتجاز أكثر من عشرة آلاف معتقل من التنظيم المتشدد”.

أمّا الخطة الثانية، تتمثل في سياق تجنيد تركيا الخلايا المرتبطة بها بهدف استهداف الدوريات الأمريكية في شمال وشرق سوريا، حيث لا يخفى على أحد مدى كثرة الخلايا المرتبطة بتركيا على الأرض مما يساعد في مباشرة الخلايا القيام بمهامها في زعزعة استقرار المنطقة خاصةً مع الهجمات البرية والجوية التي تنفذها باستمرار والتي تسهل أيضًا من تحركات تنظيم الدولة الإسلامية.

تهديد واشنطن بشكل رسمي

وبالعودة إلى تركيز الإعلام التركي المرتبط بحزب العدالة والتنمية الحاكم إلى جانب خروج شخصيات سورية وأخرى تركية على الإعلام في مهاجمة الولايات المتحدة الأميركية في سوريا، كان واضحًا ظهور مدير مركز اسطنبول للفكر، باكير أتاجان، على شاشة قناة “سكاي نيوز عربية”، ودعوته بشكل علني إلى محاربة القوات الأمركية في سوريا ووصفها بأنها “العدوة” لتركيا، مؤكدًا مرارًا بأن هذا هو الموقف الرسمي التركي، ولا يخفى على أحد أن هذه الشخصيات تمثل صراحة الموقف الرسمي التركي وتروج للسياسة التركية.

مشاركة المقال عبر