الأخبار العالم والشرق الاوسط

بعد أكثر من 100 هجـ ـوم على قواعـ ـدها.. أمريكا تستعد للتحـ ـرك ضد إيران وأذ.رعها في سوريا والعراق

بعد أن تعـ ـرضت القوات الأمريكية في سوريا والعراق، لأكثر من 100 هجـ ـوم خلال نحو شهرين (من 17 تشرين الأول وحتى 17 كانون الأول الجاري)، يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، اتخذت أخيراً القرار بالتحـ ـرك عسـ ـكرياً ضـ ـد إيران وأذ.رعـ ـها في سوريا والعراق.

ومنذ أن اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، بدأت المجموعات التابعة لإيران في كل من سوريا والعراق، باستهداف القواعد الأمريكية، في إشارة إلى أنها تدعم حماس، ولكنها على أرض الواقع أرادت تغيير قواعد الاشتباك في كل من سوريا والعراق.

وخلال الفترة الممتدة من 17 تشرين الأول وحتى الـ 17 من كانون الأول الجاري، تعرضت القواعد الأمريكية في كل من سوريا والعراق لأكثر من 100 وتركزت غالبية الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا، خصوصاً مع رفض الحكومة العراقية تحويل أراضيها إلى ساحة صراع بين إيران وأمريكا، ولذلك كانت المجموعات التابعة لإيران في العراق تستهدف القواعد الامريكية في سوريا باستمرار بالصواريخ والطائرات المسيرة.

وعلى الرغم من أن القوات الأمريكية تصدت لمعظم الهجمات التي تبنتها ما تسمى “المقاومة الإسلامية” في العراق، إلا أنه لم يخلو الأمر من إصابة جنود أمريكيين بإصابات خفيفة ومتوسطة، ورغم عدم إفصاح البنتاغون عن عدد الإصابات، إلا أن التقديرات تشير إلى إصابة نحو 60 جندياً أمريكياً.

وتنشر واشنطن نحو 2500 جندي في العراق، في إطار التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية، كما يوجد نحو 900 جندي أمريكي في سوريا.

ورغم أن أمريكا ردت باستهداف بعض مواقع المجموعات التابعة لإيران في سوريا والعراق، إلا أن هجمات أذرع إيران لم تتوقف، بل زادت، ولذلك يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن اتخذت قرارها بالتحرك عسكرياً ضد الموالين لإيران في البلدين.

وفي السياق، تقول المعلومات الواردة، أن إدارة الرئيس جو بايدن، وجهت اليوم الثلاثاء، رسالة عاجلة إلى مقر قيادة وزارة الدفاع “البنتاغون” لاستنفار كافة القوات الأمريكية المتواجدة في الشرق الأوسط.

الاستنفار جاء بعد وصول تعزيزات عسكرية كبيرة للقوات الأمريكية في المنطقة وخصوصاً في سوريا، حيث توالت خلال الأيام الفائتة هبوط طائرات الشحن الأمريكية التي نقلت أسلحة ومعدات عسكرية حديثة بينها أنظمة دفاع جوي وأسلحة ثقيلة تم نشرها في القواعد التي تعرضت للاستهداف، كما أجرت القوات الأمريكية تدريبات على تلك الأسلحة من أجل رفع كفاءة القوات واختبار الأسلحة الواصلة حديثاً.

وتضمنت الرسالة، أوامر بتغيير قواعد الاشتباك مع المجموعات التابعة لإيران عبر استهداف كافة النقاط التي تتمركز فيها تلك المجموعات والمنشآت التي تستخدمها عسكرياً ولوجستياً سواء في سوريا أو العراق.

وبدورها وجه البنتاغون توجيهات إلى قواته في الشرق الأوسط (سوريا، العراق، الأردن، تركيا وقطر) بالاستنفار والاستعداد للتحرك في أي لحظة، وفي السياق، تحركت المدمرة الأمريكية “يو إس إس لابون USS Laboon”، المتواجدة في البحر الأحمر، إلى جانب المدمرتين “USS Mason” و”USS Carney” وبدأت المدمرات بالتركيز على بنك أهداف في سوريا والعراق.

كما بدأت المقاتلات الحربية الأمريكية في قاعدة الأزرق الجوية بالأردن، ومطار أنجرليك في تركيا، وقاعدة حرير في مدينة أربيل بإقليم كوردستان العراق، برفع الجاهزية والاستعداد للتحرك في أي لحظة.

كما بدأت القوات الميدانية في سوريا والعراق، بتعزيز مواقعها وتفعيل أنظمة الدفاع الجوي المتطورة والمحمولة على الأكتاف، تمهيداً للتصدي لهجمات محتملة.

والملفت للانتباه، أن مايكل كوريلا، قائد العمليات الأمريكية في الشرق الأوسط “سنتكوم” قال بأن القوات الأمريكية وبناء على تقارير استخباراتية دقيقة، حددت بنك أهداف تابعة لإيران في كل من سوريا والعراق، من أجل استهدافها.

معتبراً أن تصريحات الرئيس جو بايدن واضحة، ملمحاً إلى إمكانية بدء العمليات العسكرية ضد إيران وأذرعها في أية لحظة.

ويشار أن مايكل كوريلا قد تولى مطلع عام 2022 قيادة العمليات الأمريكية في الشرق الأوسط، وتشير سيرته الذاتية إلى أنه حاصل على بكالوريوس هندسة الفضاء، وشهادة الماجستير في دراسات الأمن القومي من كلية الحرب الوطنية الأمريكية، وله تاريخ طويل في المشاركة بالعمليات الأمريكية الخارجية، إذ قاتل في كوسوفو، وأفغانستان، والعراق، حيث أصيب بجروح خطيرة بالرصاص في ذراعه وساقه، خلال هجوم في الموصل في عام 2005، إذ كان ضمن لواء “سترايكر”.

كما تولى مسؤوليات في هيئة الأركان العامة للجيش الأمريكي، وقاد فرقة المظلات 82 المرموقة والمعروفة بمشاركتها في عمليات الإنزال في النورماندي في عام 1944، كما قاد عدداً من الوحدات الخاصة المحمولة جواً، وشارك في عمليات عدة لحفظ السلام في هايتي وكوسوفو والبوسنة والهرسك.

مشاركة المقال عبر