أهالي عفرين يتطلعون لعودة جماعية وبضمانات أمـ ـنية تكون الإدارة الذاتية جزءًا منها

مخاوف من تكرار مجازر الساحل والهجمات ضد الدروز

تتزايد مخاوف أهالي عفرين في ريف حلب، المهجرين من العودة إلى منازلهم، مع استمرار وجود فصائل موالية لتركيا، خاصة أن أهالي عفرين سبق وأن تعرضوا لانتهاكات جسيمة على يد تلك الفصائل.
في الوقت الذي تروج بعض الجهات، وبعض وسائل الإعلام المقربة من الحكومة السورية المؤقتة أو المقربة من الفصائل الموالية لتركيا، لعودة أهالي عفرين إلى مناطقهم التي هجروا منها جراء سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على المنطقة عام 2018. لا تبدو الظروف على أرض الواقع مهيأة لعودة آمنة.

فمن جهة لا زالت فصائل عسكرية غير منضبطة موالية لتركيا متواجدة في مناطق مختلفة في عفرين، مع غياب سلطة أمنية واضحة وقوية للأمن العام التابع لحكومة دمشق. ومن جهة أخرى لم تتخذ الجهات الأمنية الحكومية أي إجراءات من شأنها طمأنة الأهالي للعودة إلى ديارهم.

أسباب التخوّف

ومصدر تخوف الأهالي هو إلى جانب وجود الفصائل المشحونة أصلاً بسلوك عدائي تجاه أهالي عفرين، الانفلات الأمني في معظم المحافظات السورية وعدم قدرة سلطات الأمن التابعة لحكومة دمشق حتى الآن من وضع حد لانتهاكات وجرائم المجموعات المسلحة التابعة لها.

الأحداث الدامية التي طالت المدنيين في محافظات اللاذقية وطرطوس وبانياس، والتي راح ضحيتها أكثر من 1676 شخصاً، إضافة إلى إلى وجود “آلاف المفقودين، ومئات الجثث المحتجزة في ثلاجات حفظ الموتى” داخل مستشفيات دون تسليمها لذوي الضحايا، وفق توثيقات للمرصد السوري لحقوق الإنسان، وكذلك الأحداث الأخيرة في عدد من مناطق تواجد الدروز، زادت مخاوف المجتمع السوري بشكل عام من عدم قدرة السلطات الأمنية على ضبط الأمن.

فقبل أيام قليلة حدث في عفرين ما يشبه حادثة نشر مقطع صوتي نسب إلى أحد الدروز والتي أدى إلى نشوب حرب طائفية لا زالت قائمة حتى اليوم. حيث هاجم مسلحون مجهولون مقراً تابعاً للفصائل الموالية لتركيا والمحسوبة الآن على قوات حكومة دمشق وقتلوا عدداً من العناصر، مما أدى إلى تصاعد موجة خطاب تحريضي يدعو إلى قتل الكورد في عفرين.

تجربة ناجحة

في المقابل فإن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا تسعى إلى التوصل مع حكومة دمشق إلى صيغة معينة من الاتفاق يضمن لأهالي عفرين حماية محلية من أبناء المنطقة. حيث يبدو أن صيغة التوافق التي تم التوصل إليها في حيي الشيخ مقصود والأشرفية كانت تجربة ناجحة بددت مخاوف الأهالي من أية اعتداءات.

أهالي عفرين بدورهم يتطلعون من الإدارة الذاتية التوصل إلى اتفاق مشابه، ويفضلون أن يتم تشكيل قوات أمن داخلي من أهالي عفرين ممن لديهم خبرات في هذا المجال خلال فترة وجود الإدارة الذاتية في عفرين قبل عام 2018.
إن مثل هذا الاتفاق سيساهم في تعزيز الأوضاع الأمنية بما يخدم توجهات حكومة دمشق التي تتعرض لانتقادات إقليمية ودولية بسبب الفلتان الأمني في البلاد.

وفي ظل ما تشهده البلاد من فلتان أمني، واعتداءات ومجازر تطال السوريين على خلفيات قومية وطائفية سواء في الساحل السوري أو في مناطق تواجد الدروز، سيكون من الصعب إقناع أهالي عفرين بالعودة، دون ضمانات أمنية تكون الإدارة الذاتية وقواتها الأمنية ممثلةً بقوى الأمن الداخلي (الأسايش) جزءًا منها.

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى