ابتـ ـزاز واستـ ـغلال… المواطن رهـ ـين جـ ـشع أصحاب المولدات في شمال وشرق سوريا

تبقى أزمة كهرباء “الامبيرات” معاناة مستدامة لأهالي مدن الحسكة والقامشلي ومناطق أخرى في شمال وشرق سوريا، تستنزف أموال المواطنين الذين لا حيلة لهم نظراً لانقطاع الكهرباء “النظامية”، كما حلول البلديات وقراراتها لم تنجح حتى الآن من ردع أصحاب المولدات.
تعتمد معظم المدن السورية على الكهرباء المولدة من المولدات الكهربائية بعد انهيار قطاع الكهرباء في سوريا بشكل عام مع بدء الأزمة السورية عام 2011.
ويباع التيار الكهرباء للأهالي بالأمبيرات، وهو الاسم المتداول حالياً لكهرباء المولدات.
رغم أن كهرباء الأمبيرات ساهمت خلال سنوات الأزمة في تسيير حياة الأهالي وكذلك إنعاش القطاع الصناعي والحرفي في المنطقة، إلا أنها من جهة أخرى تحولت إلى مصدر لابتزاز واستغلال أصحاب المولدات، خاصة أن المواطن، وتحديداً ذوي الدخل المحدود لا يجد بديلاً لها.
وللحد من ظاهر الابتزاز والاستغلال وتخفيض سعر الأمبيرات، قررت الإدارة الذاتية منح أصحاب المولدات مادة المازوت بسعر مدعوم، لتغطية 8 ساعات من الكهرباء يوميا. إلا أن ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة السورية، وارتفاع سعر المازوت المدعوم، حال دون الاستقرار على سعر موحد للأمبيرات.
واستقرت الأسعار بحسب قرارات الإدارة الذاتية على سعر 90 سنتاً للأمبير الواحد بالنسبة للمشتركين بـ 8 ساعات، إلى أن أصحاب المولدات الذين يستلمون هذا المبلغ بالليرة السورية يعمدون إلى رفع السعر في حال ارتفع سعر الدولار، بينما يحافظون على السعر في حال تراجع سعر الدولار.
يقول مواطنون أن قطاع “الأمبيرات” أصبح خارج سيطرة ومراقبة الجهات المعنية في الإدارة الذاتية، ولا توجد قوانين رادعة. ولا توجد جهة معينة يمكن أن يتوجه إليها بالشكوى، كما أن قوانين الإدارة لا تحمي حقوق المشتركين في حال أقدم صاحب الأمبيرات بقرار مزاجي أو كيدي على قطع التيار الكهربائي عن أي مشترك.
كما استصدر أصحاب المولدات قرارات خاصة دون الرجوع إلى البلديات، وهو أن يدفع كل مشترك لأول مرة مبلغ 10 دولار عن كل أمبير لمرة واحدة. ورغم أن البلديات تعلم بهذا الإجراء إلا أنها لا تتدخل ولا تتخذ أي إجراء بصدد ذلك.
المشكلة الأكبر هي لدى المشتركين بفئة 16 ساعة و 24 ساعة، حيث يتم احتساب أسعار الأمبيرات بسعر المازوت الحر، لأن البلديات لا تمنح المازوت المدعوم إلا لتشغل المولدة لمدة 8 ساعات في اليوم.
ومع عم استقرار أسعار المازوت وأسعار الدولار، يبقى المشترك رهين القرارات المزاجية والكيفية لأصحاب المولدات.
ومؤخراً قرر أصحاب المولدات في قرار مفاجئ رفع سعر الأمبير الواحد للمشتركين من فئة 24 ساعة من 10 دولار إلى 18 دولاراً، بدون قرار رسمي من الجهات المعنية، الأمر الذي اثار استياء المشتركين.
ومع استمرار تجاهل البلديات لحالات الاستغلال والابتزاز يبقى المواطن من ذوي الدخل المحدود رهين جشع واستغلال أصحاب المولدات.