اختـ ـطاف وغمـ ـوض في دمشق.. وتصـ ـاعد القـ ـتل والاعتـ ـقال الميـ ـداني في ريفها
خلال شهر أيار.. تصفية 109 أشخاص بينهم 6 سيدات و3 أطفال

تشهد مناطق سيـ ـطرة سلـ ـطة دمشق تصـ ـاعداً لافتاً في وتيـ ـرة الحـ ـوادث الأمـ ـنـ ـية، وسط تزايد حـ ـالات الاختـ ـطـ ـاف والقـ ـتل والاعتـ ـقـ ـال خـ ـارج الأطـ ـر القانونية، مما يعكس تنـ ـامي الفـ ـوضـ ـى الأمـ ـنـ ـية والانتـ ـهاكـ ـات المتواصلة بحـ ـق المدنيين، وسط دعوات متكررة لوضـ ـع حـ ـد لهذه الانـ ـتهـ ـاكات ومحـ ـاسـ ـبة المسـ ـؤولين عنها.
اختطاف سبعة علويين ومصير مجهول!
ففي حادثة تُثير القلق في العاصمة دمشق، اختطف سبعة مواطنين من أبناء حي عش الورور، فجر الإثنين، أثناء عودتهم من عملهم في أحد مطاعم منطقة مساكن برزة، حيث فُقد الاتصال بهم قرابة الساعة الثالثة صباحاً، بعد مغادرتهم موقع عملهم على متن مركبة نقل جماعية “فان”، مخصصة لتوصيلهم يومياً إلى منازلهم في الحي المذكور.
ووفقاً لمصادر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن الاتصال بالضحايا انقطع قرب الحي ذاته بشكل مفاجئ، في ظروف غامضة، قبل أن يُعثر في وقت لاحق من صباح ذات اليوم على المركبة متوقفة دون ركاب بالقرب من مشفى الشرطة على الأوتوستراد الدولي، ما زاد المخاوف حول مصيرهم، خاصة أن المخطوفين ينتمون للطائفة العلوية، مما يثير تساؤلات حول خلفية الحادث.
إعدامات ميدانية في ريف دمشق
وفي تطور خطير آخر، وثّق المرصد السوري إعداماً ميدانياً لشاب في مدينة قطنا بريف دمشق، على يد مجموعات رديفة لوزارتي الدفاع والداخلية لدى سلطة دمشق، بعد 3 أيام من اعتقاله على خلفية الأحداث التي شهدتها المدينة مؤخراً. وقد تم التواصل مع ذوي الشاب لاستلام جثمانه من المستشفى الوطني في قطنا، ما أثار حالة من الاستنكار بين الأهالي، خاصة في ظل غياب الشفافية بشأن التحقيقات في الحادثة.
ويأتي ذلك بعد توثيق وفاة شاب آخر من بلدة عرنة بريف دمشق تحت التعذيب في أحد مراكز الاحتجاز لدى سلطة دمشق، حيث تسلم ذويه جثمانه، ليرتفع بذلك عدد الضحايا الذين قضَوا تحت التعذيب في معتقلات سلطة دمشق إلى ثلاثة خلال 24 ساعة فقط.
تصاعد في العنف والتصفية
ومن جهة أخرى، سجل شهر أيار تصاعداً لافتاً في عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة، حيث بلغ عدد الضحايا، بحسب المرصد، 109 أشخاص بينهم 6 سيدات و3 أطفال، في ظل استمرار الفوضى الأمنية.
وتوزعت هذه الحالات في عدد من المحافظات، كان أبرزها:
حمص: 27 حالة (بينهم 4 سيدات)
اللاذقية: 23 (بينهم سيدة و3 أطفال)
حماة: 23
ريف دمشق: 10
حلب: 11
طرطوس: 6
دمشق: 4 (بينهم سيدة)
درعا، دير الزور، إدلب: حالات متفرقة
وتفاوتت الدوافع خلف تلك التصفية، ما بين طائفية وانتقامية وتصفية حسابات داخلية، فيما نُسب بعضها إلى مجموعات تابعة لجهات رسمية أو رديفة لها، مما يعكس تفككاً متزايداً في الحالة الأمنية، واستمراراً للانتهاكات ضد المدنيين.
وتعكس هذه الحوادث المتتالية هشاشة الوضع الأمني والإنساني في مناطق سيطرة سلطة دمشق، خاصة في ظل استمرار غياب المساءلة، وتصاعد وتيرة العنف ضد المدنيين بمختلف أشكاله.