التركسـ ـتاني وباقي الفـ ـصائل الجـ ـها.دية قنـ ـبلة موقـ ـوتة في سوريا
هل تنجح السـ ـلطات في إخـ ـفاء التـ ـركسـ ـتاني دون مواجـ ـهة

بالتزامن مع المساعي الدولية والإقليمية لتعويم والترويج للسلطة السورية الحالية برئاسة أحمد الشرع، ووعود الشرع بالامتثال للمطالب الدولية فيما يتعلق بشكل خاص بوجود الفصائل الأجنبية في سوريا، يبرز موضوع هذه الفصائل كأكبر التحديات أمام السلطات الحالية التي باتت تبحث عن منفذ يخرجها من هذا المأزق دون أن تدخل في مواجهة مباشرة مع الفصائل التي ساهمت أصلاً في صعود هيئة تحرير الشام إلى السلطة.
الحزب الإسلامي التركستاني
ولعل من أبرز تلك الفصائل التي تسلط عليها الأضواء نظراً لأبعادها السياسية الدولية هو تنظيم الحزب الإسلامي التركستاني.
الحزب الإسلامي التركستاني (TIP) هو حركة جهادية يتكلم منتسبوها اللغة الإيغورية وينحدرون من تركستان الشرقية “شينجيانغ” التي تسيطر عليها الصين، وكان للحزب حضور واضح في الحرب السورية منذ منتصف العام 2014م.
عَبَر عناصر الحزب إلى سوريا في تموز عام 2013 ويتواجدون في مناطق إدلب (جسر الشغور، جبل التركمان، جبل الأكراد ومدينة أريحا) بالإضافة إلى منطقة عفرين (ناحية جنديرس، باسوطة، كيمار، وبرج عبدالو). ويتزعمها حالياً المدعو أبو إبراهيم منصور التركستاني. وبحسب تقديرات أخيرة يعيش حالياً نحو 3500 عائلة من الإيغور في سوريا، ويتلقون الدعم العسكري والمالي من الدولة التركية، كما أن التنظيم مدرج على قائمة الإرهاب.
تحرير الشام اعتمدت على التركستاني في تصفية المعارضين
وخلال الحرب السورية استفادت هيئة تحرير الشام من الحزب الإسلامي التركستاني في أكثر من صدام مسلح بينها وبين الفصائل المعارضة، وأهمها الحرب التي شنتها تحرير الشام على “جبهة تحرير سوريا” بداية العام 2018. ولم تسجل أي صدامات، سواء أمنية أو عسكرية، بين الحزب وتحرير الشام في إدلب خلال السنوات الماضية وتكاد لا تذكر.
وبرز دور المقاتلين التركستان في معارك الشمال، وباتت لهم ولعائلاتهم مستوطنات وقرى صغيرة يسكنون فيها بإدلب، مكان السكان الذين تم تهجيرهم، بدعم من تركيا التي قدمت للتركستان التسهيلات سعياً منها لإحداث تغييرات ديموغرافية تصب في صالحها بالشمال السوري.
وفي جسر الشغور والقرى المحيطة، قام مقاتلو “الحزب الإسلامي التركستاني” الأويغور بهدم الكنائس ورفع أعلام الحزب فوق أنقاضها.
كان للحزب التركستاني دور بارز في صعود هيئة تحرير الشام إلى السلطة، لكنه على ما يبدو بات حملاً ثقيلاً يثقل كاهل السلطات خاصة بعد مطالبات دولية بإخراجهم من سوريا.
وأظهرت معلومات ومقاطع فيديو ضلوع عناصر التركستاني في العديد من المجازر التي طالت أبناء الطائفة العلوية في مدن الساحل السوري، مما يشير إلى عدم انصياعه لأوامر وتوجيهات السلطات في دمشق.
هل تنجح السلطات في إخفاء التركستاني دون مواجهة
تحاول السلطات السورية حالياً البحث عن مخرج من مأزق الفصائل الأجنبية دون الخوض معها في مواجهات عسكرية مباشرة، لأن من شأن هذه المواجهات أن تقوّض سلطة الشرع قد تصل إلى حد الانقلاب على السلطة.
ورغم العديد من الأوامر الصادرة عن سلطة دمشق إلا أن الفصائل الأجنبية بما فيها الحزب التركستاني لم تُبدِ أي استجابة، خاصة مع ورود أخبار يومية عن استمرار ارتكاب الانتهاكات الجسيمة في الساحل السوري، وكذلك المضايقات التي يتسبب عناصر الحزب للطوائف الغير مسلمة في مختلف المدن السورية.
ويبدو أن الحل الوحيد أمام السلطات حالياً هو العمل على دمج هذه الفصائل الجهادية في صفوف الجيش ووزارة الدفاع وإبعادها عن المدن وعن الأنظار. إلا أن مراقبون يرون في هذه الخطوة حلاً ترقيعياً، وربما “قنبلة موقوتة” بين الجيش السوري، قد تنفجر في أي لحظة، نظراً لخلفياتها الجهادية وكذلك نظراً لارتباطاتها الخارجية خاصةً مع المخابرات التركية التي قد تحاول إعادة تشغيلهم بما يخدم مصالحها في سوريا.