فصـ ـل النساء عن الرجال في مصاعد دمشق يشعل جـ ـدلاً على مواقع التواصل
ليست إجراءات تنظيمية بل محاولة لتمرير خطاب متشدد

أثار قـ ـرار فصـ ـل النساء عن الرجال في استخدام مصاعد مبنى مديرية المالية بدمشق جـ ـدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار مقطع فيديو للمحامية عهد خوجا، التي كشفت تفاصيل منـ ـعها من استخدام مصعد مخصص للرجال.
وأكدت خوجا، التي كانت تؤدي واجبها المهني، أن أحد الرجال رفض تشغيل المصعد بوجودها، طالباً منها استخدام مصعد مخصص للنساء، بذريعة “تجنب الاختلاط”. وأضافت المحامية: «ليس الأمر مجرد مسألة راحة، بل تمييز مهني مرفوض، وأنا لست هنا كامرأة فقط، بل كمحامية تؤدي عملها».
وأشعل الفيديو موجة غضب على منصات التواصل، حيث اعتبر الكثير من الناشطين أن هذه الخطوة تؤسس لتمييز منهجي يقلّل من مكانة النساء، مؤكدين أن محاولات عزل المرأة عن الحياة العامة تتناقض مع موروث دمشق الحضاري، حيث كانت السيدات منذ خمسينيات القرن الماضي عنواناً للثقافة والتعليم، وبينهن طبيبات ومهندسات ومعلّمات تركن بصمة كبيرة على المجتمع السوري.
وعلق ناشط على الحدث متهكماً: «المصاعد منفصلة، الرجال وحدهم، والنساء وحدهن، لأن الأمن الأخلاقي قد لا يصمد بين الطابقين»، بينما كتب آخر: «هؤلاء هن سيدات دمشق، ولسن ‘نسوان باب الحارة’ التي يتم ترويجها على الشاشات».
كما حذرت أصوات أخرى من أن محاولات الفصل ليست مجرد إجراءات تنظيمية، بل تندرج ضمن محاولات أوسع لاستغلال المرحلة لتمرير خطاب متشدد، حيث اعتبر ناشطون أن المرحلة تتطلب وعيًا جماعيًا للحيلولة دون خضوع الحياة العامة لقوة أيديولوجية تحد من مكتسبات المرأة السورية.
وتعكس هذه القضية جدلاً عميقًا يشغل السوريين اليوم، حيث تتشابك محاولات الحفاظ على هوية الدولة المدنية مع محاولات بعض الأطراف فرض نموذج اجتماعي مغاير، مما يحتم على الحراك الشعبي تكثيف جهوده للحفاظ على مكتسبات المرأة وضمان عدم تراجع دورها المحوري، وحماية طبيعة الدولة من محاولات الهيمنة الفكرية.