مستشار سابق لترامب: الفيدرالية ليست مستحيلة وأكثرية أميركية لا تريد نزع سـ ـلاح قسد

قال وليد فارس، المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن “هناك أكثرية واضحة أميركية لا تريد نزع سلاح قوات سوريا الديمقراطية”، إلا إذا ثبت لها أن “هناك نظاماً تعددياً آمناً يشمل الجميع، وهو أمر لم يُحسم بعد لدى الرأي العام الأميركي”.

وكان سفير الولايات المتحدة في تركيا ومبعوثها إلى سوريا قد اعتبر في مقابلة مع شبكة الإعلامية في (9 تموز 2025)، أن قوات سوريا الديمقراطية، “بطيئة في الاستجابة والتفاوض والمضي قدماً” في مسار “دولة واحدة، أمة واحدة، جيش واحد، حكومة واحدة”، وأن “هناك طريقاً واحداً فقط، وهذا الطريق يؤدي إلى دمشق”.

وفي أحدث تصريح له لوكالة الأناضول التركية، رأى باراك أن عملية اندماج قسد في الجيش السوري “ستسغرق وقتاً”، معللاً ذلك بغياب الثقة بين قسد والحكومة السورية، فيما أشار إلى أن واشطن تبذل محاولات للتوصل إلى اتفاق “ناجح وجميل” للطرفين.

في حديث لشبكة رووداو الإعلامية من واشنطن، اليوم السبت (12 تموز 2025)، قال وليد فارس، المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترمب إن هذا الموقف مدعوم أيضاً من شرائح واسعة داخل المجتمع الأميركي، لا سيما الجاليات ذات الأصول الشرق أوسطية، قائلاً: “هناك أجزاء من هذا الرأي العام الأميركي، أكانت جاليات من أصل شرق أوسطي، أكانت الجالية ربما اليهودية، أو أهم من ذلك الطائفة المسيحية الكبرى التي تخاف على الأقليات، كل هذا الرأي العام يعتبر قسد حليفاً وشريكاً”.

وأضاف: “إذا كان هناك من تغييرات لتحصل في دولة سورية جديدة يُنظر بالموضوع، ولكنني لم أسمع هذا النقاش لا في الإعلام ولا في الكونغرس، إذن على أميركا أن يكون لها نقاش كبير قبل أن يُقال إن أميركا قد اختارت هذا المشروع أو ذاك”.

 

“ما هي السياسة الأميركية؟”

عن الموقف الأميركي من النظام السوري، قال فارس: “لنشرح قليلاً ما يجري من موقع المراقبة هنا في واشنطن، لأن المنطقة تتساءل: حلفاء أميركا يتساءلون، وحتى أخصام أميركا يتساءلون: ماذا يجري؟ ما هي السياسة الأميركية حالياً؟”.

وتابع: “إذا وضعنا هذه السياسة المؤلفة من عدة قرارات، نرى أن القرار الأول كان عندما كان الرئيس ترمب يزور الخليج، استقبال رئيس النظام القائم الآن، السيد الشرع، في المملكة العربية السعودية. هذا كان اعترافاً بأمر واقع بأن السلطة القائمة الآن في دمشق بعد سقوط سلطة الأسد، هي سلطة أمر واقع. لم تكن هناك انتخابات، ولم تكن هناك حتى استفتاءات. إذن، المصوغ القانوني الوحيد أن هذه سلطة الأمر الواقع، وعليها أن تتقيّد بالقانون الدولي”.

وأضاف: “الرئيس ترمب يأمل بأن تكون لهذه السلطة استجابة للقوانين الدولية وبالتالي التعاطي معها. بعد ذلك، رُفعت العقوبات التي كانت قد وضعتها هذه الإدارة وإدارات سابقة على الدولة السورية، مما يعني النظام السوري السابق. هذه العقوبات لم تُوضع بعد كانون الأول 2024، كانت موجودة منذ سنوات، ورُفعت هذه العقوبات للسماح للمجتمع الدولي والأميركيين، وللإدارة وربما شركاتها الخاصة، بأن تبدأ بالتعاطي مع الواقع السوري على الأرض”.

وأشار إلى أن “هذا لم يكن يعني أن هناك مشروعاً أميركياً مفصّلاً حول نظام سوريا الآتي أو حول أي من الأمور والخيارات الكبرى. هذا هو الواقع حتى الآن”.

 

العلاقة مع “قسد” تاريخية

وأكد فارس أن للولايات المتحدة علاقة طويلة مع مكونات الشعب السوري، وخصوصاً الكورد، قائلاً: “هناك تاريخ طويل من قبل الشعب الأميركي مع مكونات سوريا، وأهم هذه المكونات التي لنا شراكة تاريخية معها ضد الإرهاب، ومزج الدم الأميركي مع الدم الكردي وسائر الفصائل والمجموعات، هو الشعب الكوردي”.

في هذا السياق، أشار إلى أن ” كان شبّانها أو بناتها خدموا مع قوات التحالف يعرفون تماماً هذا الوضع. إذن، لا يمكن لهذا التاريخ أن يتغيّر بين ليلة وضحاها، وهناك أصدقاء، وهناك رأي عام كبير وواسع في الولايات المتحدة الأميركية يؤيد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)”.

وشدد على أن هذه الرأي العام لا يؤيد قسد وحسب، “بل كل أصدقاء أميركا والحرية والديمقراطية ومواجهة القوى الجهادية، وهي سياسة ثابتة للولايات المتحدة، ولا سيما ضد داعش”، منوّهاً إلى موضوع “نزع سلاح قسد” لم يطرح داخل الولايات المتحدة “على المستوى القومي”.

بشأن مستقبل القوات الأميركية في سوريا، أوضح المستشار السابق للرئيس الأميركيأن “القوات الأميركية تأخذ أوامرها من الإدارة ومن رئيس البلاد. الرئيس ترمب هو الذي سوف يقرّر في نهاية المطاف، ويكلّف من يريد أن يكلّفه من مندوبين ووزارة خارجية وسفراء وقيادة سنتكوم. هذا قرار يأخذه الرئيس ويطبقه الجميع، ليس فريقاً معيناً دون غيره”.

لكنه لفت إلى أن سنتكوم والقوات الأميركية ووزارة الدفاع “التي خصصت دعماً كبيراً هذا العام لقوات قسد”، يعتبرون قسد “حليفاً لهم حتى هذه اللحظة”، مضيفاً: “لا أرى أن هناك عقد تحالف مع أي طرف عسكري آخر، حتى مع النظام، ولو كان هناك انفتاح سياسي”.

وأضاف: “أما إذا حدثت آلية أخرى، وأتى الرئيس شخصياً وقال يجب على كل الميليشيات في سوريا أن تحل نفسها وتندمج، فهذا كلام آخر. ولكن هذا الكلام لم يصدر بعد، لم نسمعه هنا في واشنطن، نسمعه عبر وسائل الإعلام الآتية من الشرق الأوسط وبعض المسؤولين، ولكن لم نسمعه بعد على الصعيد القومي الأميركي”.

 

الفيدرالية في سوريا ليست مستحيلة

في مقابلته مع شبكة رووداو الإعلامية في وقت سابق، رأى توماس باراك أن الفيدرالية “لا تنجح” في دول مثل العراق وسوريا، قائلاً: “ما تعلمناه في كل هذه الدول هو أن الفيدرالية لا تنجح، فلا يمكنك أن تملك كيانات مستقلة ليست دولاً داخل دولة واحدة. لذا، فإن هذا يحتاج إلى وقت كي يتأقلم الجميع،”.

لكن فارس رفض الطرح القائل باستحالة تطبيق الفيدرالية، قائلاً: “لماذا مستحيل أن تكون هناك فيدرالية في سوريا؟ الولايات المتحدة الأميركية دعمت مثلاً كوسوفو، ودعمت البوسنة، ودعمت تيمور الشرقية، ودعمت جنوب السودان”.

وذكّر أن “النظام الأميركي نفسه هو نظام فديرالي”، متسائلاً: “ما هو السبب الذي يجعل الفيدرالية مستحيلة في سوريا؟ إن كان هناك من مكان في الشرق الأوسط حيث الفدرالية لازمة وضرورية وقائمة عملياً بأمر واقع، فهو سوريا والعراق ولبنان والسودان”.

في دول مثل سويسرا وبلجيكا وكندا، “الفيدرالية هي الحل الوحيد”، أشار وليد فارس الذي رأت أن هذا الأمر “يستلزم نقاشاً أكاديمياً واقعياً متزناً، وليس تصريحات نارية”.

في السياق ذاته، لفت إلى أن “هناك صيغاً متعددة للفدرالية، وليست قالباً موحداً يُطبّق في كل مكان. أهم من شكل النظام هو مبدأ الاعتراف المتبادل، أي أن تعترف السلطة المركزية بوجود هذه المكونات بطريقة أو بأخرى، سواء كانت الفوارق لغوية أو دينية أو طائفية أو قومية أو إقليمية”.

وأضاف: “كل هذا يتم التفاوض عليه، لكن المبدأ الذي لا يمكن إلغاؤه هو حق الشعوب في تقرير مصيرها، كما ينص عليه القانون الدولي”.

“الضمانات في النفوس قبل النصوص”

في ختام حديثه، علّق وليد فارس على مسألة “الضمانات” قائلاً إنها في “النفوس قبل النصوص. إذا وُجدت النوايا بالتعددية والاعتراف المتبادل، فمن الممكن أن تُحل قسد يوماً ما عسكرياً، ويُستعاض عنها بحرس وطني في تلك المنطقة، كما هو حال الحرس الوطني في الولايات الأميركية”.

وخلص إلى أنن بإمكان كل المكونات السورية، الكورد، الدروز، العلويين، المسيحيين، “أن يجدوا نموذجهم الخاص في إطار تفاهمات وطنية، ولكن ذلك يتطلب إرادة دولية مساعدة، لا مفروضة”.

 

المصدر: روداو

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى