اقتحام قرى وحرق منازل وجهاديون أجانب .. ماذا يحدث في السويداء

مع ارتفاع أعداد القتلى جراء الاشتباكات الدامية في السويداء، تصاعدت حدة الاشتباكات مع بدء وصول قوات تابعة للحكومة الانتقالية في سوريا وشن هجوم واسع قالت مصادر أنها آزرت المجموعات المسلحة المهاجمة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد اليوم بارتفاع ارتفـ ـعت حصـ ـيلة الضـ ـحايا جـ راء الاشتـ ـباكات المسلـ ـحة والقـ ـصف المتـ ـبادل في حي المقوس شرقي مدينة السويداء ومناطق بالمحافظة إلى 37 قتـ ـيلا بينهم طفلين، بالإضافة إلى نحو 50 جر.يحاً بينهم أطفال وآخرين بحـ ـالات حر.جة.
وجاءت هذه التطورات على خلفية حادثة احتجاز متبادل بين مسلحين محليين وأبناء العشائر، أعقبت اعتداء مسلح على شاب من أبناء السويداء على الطريق العام قبل أيام، ما أدى إلى حالة من التوتر العام وتبادل عمليات الخطف، وقطع الطرق، أبرزها طريق دمشق – السويداء الرئيس، الذي شهد سلسلة من المواجهات العنيفة في الساعات الأخيرة.
اقتحام قرى وإحراق منازل…. حالة ذعر بين الأهالي
ونشرت مصادر محلية ونشطاء أخبار ومقاطع مصورة تظهر مشاهد صادمة من قرية الطيرة، حيث أُحرقت منازل بالكامل، في حين تكررت محاولات اقتحام قرى كناكر، وحرّان، والدور، وتعارة باستخدام المدرّعات.
مصادر أهلية كشفت أيضاً أن موجة العنف انفجرت من جديد في ريف السويداء الغربي، بعد تعرض عدد من القرى لهجمات مباغتة بالطيران المسير في ساعات الفجر الأولى، تزامناً مع تقدم لمصفحات وآليات عسكرية من جهة ريف درعا الشرقي، ما أدى لسقوط عدد من الضحايا، واندلاع اشتباكات مسلحة بين القوات المهاجمة من جهة، والفصائل المحلية والسكان المحليين الذين يدافعون عن قراهم من جهة أخرى.
شكوك حول حقيقة تدخل القوات الحكومية لفض النزاع
دفـ ـعت وزارة الدفـاع السورية بأرتال عســكرية إلى السويداء، وتضم الارتال مختلف أنواع الأسـ ـلحة وعشـ ـرات العنــاصر لتعزيز الحـ ـواجز الأمنـ ـية بعد تعـ ـرضـ ـها للهـ ـجوم. بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بعض تشـ ـكيلات وزارة الدفاع يشارك فعليا في الاقتــتال ضد المسلـحين الدروز في ريف السويداء.
وأظهرت مقاطع مصورة استخدام المهاجمين لسيارات تعود للأمن العام، فيما أكد شهود عيان وجود مقاتلين أجانب من جنسيات أوزبكية بين الأسرى الذين وقعوا في قبضة الأهالي، ما يثير تساؤلات مقلقة حول الأطراف المتورطة والداعمة لهذا الهجوم المركّب.
بيان الحكومة ذريعة للسيطرة على السويداء
أصدرت وازارة الدفاع السورية بيانً لمحت فيه إلى “أن الفراغ المؤسسي الذي رافق اندلاع هذه الاشتباكات ساهم في تفاقم مناخ الفوضى الأمنية وزاد من معاناة الأهالي”.
وأعلنت الوزارة المباشرة بالتنسيق مع وزارة الداخلية “نشر وحداتها العسكرية المتخصصة في المناطق المتأثرة”.
إلا شهود عيان ووقائع على الأرض أشارت إلى قتال القوات الحكومية إلى جانب المجموعات المهاجمة مستخدمة المدرعات والمصفحات والمسيرات.
مراقبون أشاروا إلى خطاب الحكومة المتمثل ببيان وزارة الدفاع ربما يشير إلى تورط قوات الحكومة في النزاع، لخلق ذريعة للسيطرة على مدينة السويداء التي تدار أمنيا من قبل أنبائها بموجب اتفاق سابق بين الأهالي الحكومة. وخاصة منذ اتفاق التهدئة بين ممثلين عن الحكومة السورية وأعيان دروز بعد اشتباكات عنيفة بين الدروز وقوات الأمن في نيسان وأيار الماضيين، وأوقعت عشرات القتلى.
تخوف من مجازر شبيهة بمجازر الساحل
أهال ومراقبون أعربوا عن تخوفهم من إقدام المجموعات المسلحة على ارتكاب مجازر في ريف قرى السويداء شبيهة بتلك التي وقعت في الساحل السوري خلال شهر آذار الماضي. خاصة مع ورود مقاطع مصورة تظهر مسلحين أجانب وجهاديين يقاتلون إلى جانب المجموعات المهاجمة.