براد كوبر.. “صقر” سنتكوم الجديد على نهج كوريلا

كوبر يدعو لإبقاء القوات الأمريكية في سوريا والعراق

عين مجلس الشيوخ الأمريكي نائب الأدميرال، براد كوبر، قائداً جديداً للقيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، خلفاً لقائدها الحالي مايكل كوريلا، ليواصل بذلك مساراً يشير إلى استمرارية السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط أكثر من كونه تغييراً جذرياً في القيادة.

ويعد كوبر ثاني ضابط بحري يتولى هذا المنصب، الذي يحظى بدعم واسع من وزير الدفاع بيت هيغسيث وكوريلا نفسه، المعروفين بمواقفهم المتشددة تجاه إيران وعلاقاتهما الوثيقة مع الحكومة الإسرائيلية ومستشار الأمن القومي الأمريكي السابق مايك والتز.

يأتي تعيين كوبر في وقت كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد قرر ضرب المنشآت النووية الإيرانية، رغم رغبته الأصلية بتجنب الصراع، بعد ضغوط من مستشاريه المتشددين وعلى رأسهم كوريلا.

في شهادته خلال تأكيد تعيينه، أكد كوبر ضرورة استمرار الوجود العسكري الأمريكي في العراق وسوريا للحفاظ على ما أسماه “هزيمة داعش”، رغم تراجع قدرة التنظيم الإرهابي على تهديد الولايات المتحدة كما أقرّت الإدارة الأمريكية نفسها.

وركز كوبر على أهمية استمرار مبيعات الأسلحة الأمريكية لشركائها الإقليميين لضمان النفوذ الأمريكي، معتبراً أن هذا النفوذ مرتبط بالحفاظ على مصالح الصناعة الدفاعية، رغم الانتقادات التي تواجه هذه السياسة لكونها قد تشجع حلفاء متهورين على تصرفات قد تجر الولايات المتحدة إلى صراعات أو انتهاكات لحقوق الإنسان.

وأشار تقرير لموقع “ريسبونسيبل ستايت كرافت” إلى أن كوبر يدعم إصلاحات الإدارة التي تركز على تسهيل مبيعات الأسلحة الأجنبية وتقليل رقابة الكونغرس وشروط حقوق الإنسان، مما يثير قلقاً حول تداعيات ذلك على الاستقرار الإقليمي.

من ناحية أخرى، أكد كوبر أن امتلاك إيران للسلاح النووي سيغير ميزان القوى في الشرق الأوسط بشكل جذري، وسيجعل طهران قوة مهيمنة عالمياً وإقليمياً لسنوات عديدة. غير أن “ريسبونسيبل ستايت كرافت” وصف هذا التقييم بأنه مبالغ فيه، مستشهداً بضعف النفوذ الإيراني على الأرض وتراجع قوة المحور الذي تقوده إيران بعد الضربات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة.

رغم أن الضربات استهدفت تعزيز الردع الأمريكي والإسرائيلي، فإنها ربما أضعفت إيران عبر استهداف دفاعاتها وقادتها العسكريين والعلماء النوويين، مما يطرح تساؤلات حول قدرة إيران على تحقيق الهيمنة الإقليمية أو العالمية، خاصة في ظل وضعها الاقتصادي الضعيف.

ويؤكد التقرير في ختامه أن تعيين براد كوبر الذي يوصف بأنه “صقر” جديد في مكافحة النفوذ الإيراني، يشكل إنذاراً واضحاً لأولئك الذين يسعون إلى تقليل التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، مؤكداً استمرار النهج الحازم الذي تبناه سلفه كوريلا.

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى