قسد تحـ ـذر: د.ا.عـ ـش توسع نطاق عملياتها في شمال وشرق سوريا

قالت قـ ـوات سوريا الديمقراطية أن خـ ـلايا تـ ـنظـ ـيم د.ا.عـ ـش نفذوا 153 هجـ ـوماً على مناطق شمال وشرق سوريا منذ سقـ ـوط النـ ـظام في 8 كانون الأول 2024 وحتى 20 أيلول الجاري. وحـ ـذرت من أن التنـ ـظيم يحاول توسيع نطاق عمـ ـلياته.

جاء ذلك خلال بيان للقيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية حول مستجدات الحرب ضد مرتزقة داعش في شمال وشرق سوريا.

وجاء في البيان الذي أدلى به الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية، أبجر داوود في مدينة الحسكة:

“منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011، وما رافقها من فراغ أمني، تمدّدت التنظيمات المتطرفة وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي مستغلاً حالة الفوضى، ليشكّل تهديداً وجودياً لشعوب المنطقة، ناشراً القتل والدمار والتهجير. وقد تحوّل إلى خطر عالمي يتجاوز حدود سوريا والإقليم، حيث ارتكب جرائم يندى لها جبين الإنسانية.

في مواجهة هذا التهديد، قادت قوات سوريا الديمقراطية بمشاركة فعّالة من التحالف الدولي، لواحدة من أعقد معارك العصر ضد الإرهاب. فمنذ معركة كوباني التي شكّلت نقطة التحوّل، مروراً بتحرير الرقة عاصمة ما يُسمّى بالخلافة المزعومة، وصولاً إلى معركة الباغوز آخر معاقل الإرهاب، وما تلاه من عمليات مستمرة في دير الزور والحسكة وسائر مناطق شمال وشرق سوريا، أثبت مقاتلونا إرادة صلبة وقدرة عملياتية عالية مكّنت من تفكيك هياكل التنظيم، وتجفيف العديد من موارده بما فيها القضاء على دولته المزعومة.

ورغم الخسائر الفادحة التي مُني بها، لا يزال داعش يسعى إلى إعادة تنظيم صفوفه، مستفيداً من حالة الفوضى القائمة في العديد من مناطق سوريا، ومن بعض البيئات غير المستقرة في المناطق الخارجة عن سيطرتنا. إلا أن العمليات الأمنية والعسكرية النوعية لقواتنا، بالتنسيق مع التحالف الدولي، حالت حتى الآن دون عودته، وأفشلت عشرات المحاولات التي استهدفت أمن واستقرار شعوبنا.

مؤشرات نشاط التنظيم:

خلال الفترة التي تلت سقوط نظام البعث في دمشق في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024 وصولاً إلى 20 أيلول الجاري، نفذت خلايا التنظيم 153 هجوماً في مناطق شمال وشرق سوريا، وهو معدل يُشير إلى محاولة إعادة تنظيم وتوسيع نطاق عملياته.

منذ القضاء على “الخلافة” الإقليمية في معركة الباغوز (2019)، تغيّر نمط عمل داعش من “تنظيم دولة” إلى شبكات خلايا وجماعات حرب عصابات، ما زاد من تكرار الهجمات المحلية والاغتيالات وعمليات التجنيد الخفي. هذا التحول تجلّى في تذبذب أعداد الحوادث، فبعد انخفاض واضح في أعوام 2020–2024، بدأت مؤشرات الهجمات والاعتداءات الإرهابية تسجّل ارتفاعاً ملحوظاً في عام 2025.

إنجازات العمليات ضد داعش:

  • وبالتنسيق المستمر مع التحالف الدولي وبدعم من قواته، نفّذت قواتنا خلال الأشهر العشرة الماضية، سلسلة عمليات ميدانية واستباقية أدّت إلى تفكيك خلايا، والقبض على عشرات المشتبه بهم، وإحباط عشرات المخططات الهجومية، ما أسهم في الحدّ من قدرات التنظيم على شن هجمات كبيرة بامتداد الوقت والمكان.

كحصيلة، نفذت قواتنا بمختلف تشكيلاتها العسكرية بدعم من التحالف الدولي 70 عملية بما فيها ثلاث عمليات تمشيط واسعة النطاق، ألقت خلالها القبض على 95 إرهابياً بينهم 3 متزعمين، كما قتلت خلال العمليات ستة إرهابيين بينهم متزعمان اثنان، وسيطرت على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة والأوراق الثبوتية.

استشهد خلال هجمات داعش الإرهابية 30 من مقاتلينا وأُصيب 12 آخرين، كما أستشهد أيضاً 6 مدنيين.

استناداً إلى ذلك، إننا في قوات سوريا الديمقراطية نؤكد على ما يلي:

  1. استمرارية المعركة ضد داعش: خطر التنظيم لم ينتهِ بعد، وهو لا يزال يمثل تهديداً جدّياً على المستويين المحلي والدولي.
  2. أهمية الشراكة الدولية: التعاون مع التحالف الدولي عنصر حاسم في منع عودة داعش، ونطالب بمزيد من الدعم العملياتي واللوجستي.
  3. الاستقرار والإعمار: محاربة الإرهاب لا تكتمل إلا عبر مشاريع تنموية وخدمية تعيد الأمل لشعوب المناطق المحررة، وتسد الطريق أمام الفكر المتطرف، ولا يمكن أن يتحققا من دون دعم دولي ثابت وطويل الأمد نظراً للظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة جراء الأزمة السورية المستمرة.

تُظهر المؤشرات الحديثة أن داعش لا يزال قوة قادرة على التسبب بأضرار عبر هجمات متفرقة ومخططات معقّدة (153 هجوماً)، بينما تستمر منطقتنا في احتواء أعداد كبيرة من عناصر التنظيم المعتقلين وأسرهم. وبناءً عليه، تبقى الحاجة مُلِحّة لاستمرار الضغوط العملياتية والتعاون الدولي لحسم هذه المعركة على نحو نهائي وآمن.

ختاماً، نتوجه بالتحية والإجلال لأرواح شهدائنا الذين رووا بدمائهم أرض شمال وشرق سوريا دفاعاً عن الحرية والكرامة الإنسانية. ونجدّد العهد بمواصلة حربنا ضد الإرهاب حتى اجتثاثه بشكل نهائي وضمان مستقبل آمن ومستقر”.

 

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى