الوضـ ـع مـ ـأزوم.. عمـ ـلـ ـيات قتـ ـل ميـ ـدانية واشتـ ـباكـ ـات دامـ ـيـ ـة في ريف دمشق والسويداء

الطائفية تعود للواجهة وسط غياب أي حلول سياسية

شهدت مناطق ريف دمشق والسويداء خلال الساعات الـ48 الماضية تصـ ـعيداً غيـ ـر مسـ ـبوق في التـ ـوتـ ـرات الطـ ـائـ ـفية، تمثّل في اشتـ ـباكـ ـات دمـ ـوية وعمـ ـلـ ـيات قتـ ـل ميـ ـدانـ ـية وكمـ ـائـ ـن مسـ ـلـ ـحة، راح ضـ ـحيتـ ـها ما لا يقل عن 47 قـ ـتيـ ـلاً، معظمهم من المدنيين والشبان الدروز، وسط اتهـ ـامـ ـات باستهـ ـداف ممنـ ـهج لأبناء الطـ ـائفة الدرزية في تلك المناطق، في سياق ينـ ـذر بانفـ ـجـ ـار أوسع في البنية المجتمعية السورية الهـ ـشة.

عمليات إعدام ميداني وتصعيد عسكري في صحنايا وجرمانا

في واحدة من أبرز الحوادث، أقدمت مجموعات مسلحة رديفة تابعة لقوات وزارة الدفاع لدى سلطة دمشق على إعدام مواطنين اثنين من الطائفة الدرزية داخل مدجنة على أطراف بلدة صحنايا بريف دمشق، في حادثة أثارت موجة غضب في الأوساط المحلية.

في الوقت ذاته، سيطرت قوات وزارة الدفاع على منطقة أشرفية صحنايا بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مسلحة محلية من أبناء الطائفة الدرزية، ما أسفر عن مقتل 16 عنصراً من الأمن العام، و6 مسلحين دروز. وأكدت مصادر محلية أن القوات الحكومية أغلقت مداخل البلدة بشكل كامل، وانتشرت في الأحياء السكنية لملاحقة المطلوبين ومصادرة الأسلحة، وسط تحليق طائرات مسيّرة وضربات جوية إسرائيلية هزت المنطقة.

وفي حي جرمانا، تجددت الاشتباكات بين القوات الرديفة للسلطة ومسلحين محليين دروز، ما أسفر عن مقتل 10 عناصر من القوات الرديفة و7 مسلحين دروز.

كمين دموي على طريق دمشق–السويداء

وفي تطور خطير آخر، نفذت قوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية السورية، إلى جانب مجموعات مسلحة موالية، كميناً ضد رتلٍ من الشبان الدروز أثناء توجههم من السويداء إلى صحنايا بهدف دعم المجموعات المحلية. وأسفر الكمين عن مقتل 6 شبان وإصابة آخرين، تم نقلهم إلى مشفى شهبا الحكومي، وفق ما أكدته مصادر طبية.

استهداف قرى درزية بالقذائف والرشاشات

بالتزامن مع تصاعد الأحداث، استهدفت قوات موالية للسلطة بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة قرى رساس والصورة الكبيرة في ريف السويداء، من مواقع تمركزها في محيط القريتين. القصف العشوائي أثار الذعر بين المدنيين، واعتُبر رسالة ضغط على الأهالي في ظل ارتفاع حدة التوتر في مناطق النفوذ الدرزي.

حصيلة القتلى خلال 48 ساعة

وفي المجمل، بلغ عدد القتلى المؤكَّدين خلال أقل من يومين:

16 قتيلاً من الأمن العام في أشرفية صحنايا

6 قتلى من المسلحين الدروز في أشرفية صحنايا

2 قتلى أُعدموا ميدانياً داخل مدجنة في صحنايا

10 قتلى من القوات الرديفة للسلطة في جرمانا

7 قتلى من المسلحين الدروز في جرمانا

6 قتلى من الطائفة الدرزية على طريق دمشق–السويداء.

دلالات واستنتاجات أولية

الاستهداف المنظم لأفراد من الطائفة الدرزية، سواء في القرى أو عبر الطرقات أو داخل مناطق النزاع، يعكس تفاقماً خطيراً في البعد الطائفي للنزاع السوري.

انخراط مجموعات رديفة لوزارة الدفاع، يثير أسئلة حول وجود قرار مركزي بتصفية جيوب المقاومة المحلية، خصوصاً تلك التي ترفض الخضوع التام لسيطرة دمشق.

تصعيد المواجهات في مناطق مثل جرمانا وصحنايا، ذات التركيبة السكانية المختلطة، يعيد إشعال فتيل حرب أهلية مصغّرة بعد سقوط النظام البعثي.

ختاماً؛ لا يمكن عزل هذا التصعيد عن السياق الأوسع للأزمة السورية، حيث تزداد ملامح التفكك الوطني وغياب الحلول السياسية الشاملة بالتزامن مع إقصاء سلطة دمشق الأطراف غير السنية من المرحلة الانتقالية. إن استهداف فئات بعينها على خلفيات طائفية أو مناطقية مثلما حصل للعلويين في الساحل والآن الدروز في ريف دمشق والسويداء، وفي ظل غياب المساءلة، قد يقود البلاد نحو مرحلة أكثر دموية واحتقاناً.

وفي ظل هذا المشهد، تبدو الحاجة ملحّة لتدخل دولي يضمن حماية المدنيين، ويفرض تحقيقاً مستقلاً في هذه الانتهاكات، قبل أن يتسع حريق العنف ليشمل مناطق أخرى من الجغرافيا السورية المتأزمة.

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى