شمال وشرق سوريا

رفض دولي للعملية العسكرية التركية على شمال وشرق سوريا يقابل صمتها حيال الطائرات المسيّرة

تهدد الدولة التركية بمواصلة شن هجمات جديدة على شمال وشرق سوريا بالتزامن مع تكثيف قصفها على مناطق آهلة بالسكان في أرياف عين عيسى وتل تمر وزركان ومناطق الشهباء وريف عفرين. أميركا وروسيا وعدة دول أخرى أعلنت عن رفضها للعملية العسكرية التركية المزمعة محذرة من عواقبها الوخيمة على استقرار المنطقة، فيما يلتزم المجتمع الدولي بالصمت حيال الطائرات المسيّرة التي تستهدف وبشكل متعمد أبناء وقياديين في الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية لشمال وشرق سوريا.

وبعد نحو شهرين من إطلاق الرئيس التركي أردوغان عن نية بلاده بشن عملية عسكرية على شمال وشرق سوريا بحجة حماية أمنها القومي والتي في حقيقة الأمر هو لفرض منطقة عازلة بينها وبين الأراضي السورية تتحكم فيها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية والفصائل الموالية لها للتحرك بكل حرية فيها وإعادة إحياء التنظيم من جديد الذي هُزِم أمام قوات سوريا الديمقراطية.

وتثير الهجمات المتكررة للقوات التركية والفصائل الموالية لها القلق في شمال وشرق سوريا وبخاصة مع إحجام غالبية الدول عن استلام رعاياها من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية المحتجزين في مخيمي الهول وروج وعدد من السجون، وتجاهل المطالبات بمحاكمتهم عبر إقامة محكمة دولية في المنطقة.

فيما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، عن رفع الجاهزية وإتمام الاستعدادات لمجابهة الاعتداءات التركية بحرب طويلة الأمد واستعدادها للتنسيق مع قوات الحكومة السورية لصدّ أي هجوم تركي محتمل وحماية الأراضي السورية.

وتتواصل ردود الفعل ضد العملية العسكرية التركية المزمعة تنفيذها على المنطقة، فإلى جانب الرفض الشعبي لسكان شمال وشرق سوريا، لاقت التهديدات رفض من قبل 33 حزباً يشكلون معاً الإدارة الذاتية والتي طالبت في عدة بيانات لها الرفض القاطع للعملية العسكرية التركية وتداعياتها الوخيمة على المنطقة، مطالبة المجتمع الدولي بفرض منطقة حظر جوي لحماية السكان الآمنين ودعم استقرار المنطقة الذي يتضمن أكثر من خمسة ملايين شخص.

وإلى جانب ذلك، دعت دول عدة من بينها أمريكا وروسيا وإيران والحكومة السورية وألمانيا عن رفضهم للعملية العسكرية التركية، مشيرين أنها ستؤدي إلى إحياء تنظيم الدولة الإسلامية من جديد، إضافة لوقوع كارثة إنسانية كبيرة.

لكن الدولة التركية مستمرة في هجماتها البرية على مناطق متفرقة في شمال وشرق سوريا عبر وكالائها من الفصائل الموالية لها والطائرات المسيّرة التي تستهدف وجهاء عشائر، مدنيين وموظفين لدى الإدارة الذاتية، قيادات في قوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية المنضوية تحت سقفها، مستغلة الوضع الناجم عن التناقضات الدولية والصمت الدولي.

ويطالب سكان مناطق شمال وشرق سوريا المجتمع الدولي بعدم إلتزام الصمت حيال المسيّرات التركية التي تقتل أبناءها، معربين عن استياءهم لتخاذلهم وتقاعسهم في معالجة فرض منطقة حظر طيران جوي على مناطقهم، مطالبين بإيضاح موقفهم من التصعيد التركي ومواصلة استهداف السكان في شمالي سوريا.

مشاركة المقال عبر