سوريا

رسائل متبادلة وبوادر خلافات روسية تركية قد تكتب نهاية اتفاق التهدئة في إدلب!

يشهد الملف السوري على الصعيدين الميداني والسياسي حاليا تطورات جديدة مع عودة ملف “ادلب” إلى الواجهة مجدداً خاصة مع التصعيد الروسي على المنطقة وذلك بعد فترة طويلة من الهدوء النسبي.

ويربط عدد من المحللين التصعيد الروسي الأخير بفشل الجولة التي أجراها وزير خارجية روسيا “سيرغي لافروف” إلى الخليج قبل أيام، وعدم قدرة القيادة الروسية على إقناع العواصم الخليجية بإعادة التطبيع مع الحكومة السورية، أو تحصيل أي دعم مالي لاقتصاده المنهار.

فيما يرى العديد من الخبراء العسكريين السوريين أن روسيا أرادت من خلال هذا التصعيد أن تبعث برسالة واضحة المعالم لتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، مفادها أنها مازالت متمسكة بوجهة نظرها تجاه الحل في سوريا.

وضمن هذا السياق، يشير الباحث في مركز “جسور” للدراسات “وائل علوان” أن الخطوة الروسية الأخيرة في إدلب مرتبطة بشكل مباشر بالتطورات التي شهدتها المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا.

وتوقع “علوان” أن لا يتأثر اتفاق التهدئة في إدلب بالتصعيد الروسي، مشيراً إلى احتمال تطور الوضع الميداني في المنطقة إلى محاولات تقدم محدودة أو توسع دائرة القصف، الأمر الذي سيفتح المجال أمام مفاوضات جديدة بين أنقرة وموسكو.

من جهته، اعتبر الكاتب والباحث “حسام محمد” في حديث لموقع “نداء بوست” أن ما حصل في إدلب يمكن تصنيفه ضمن الرسائل الدولية.

ولفت أن التصعيد الأخير يدل على عمق الخلافات، ووصول مسار الحل السياسي المتعلق بالملف السوري إلى طريق مسدود.

ونوه أن بوادر الخلافات بين روسية وتركية بدأت تظهر بوضوح في منطقة شرق الفرات، خاصةً مع عدم التزام الجانب الروسي بتعهداته بشأن إخراج قوات سوريا الديمقراطية “قسد” من بعض المناطق شرق الفرات بموجب اتفاق “سوتشي” الموقع بين الطرفين.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن الخلاف الروسي التركي الجديد يتمحور حول طلب تركيا من روسيا رفع يدها عن قوات “قسد” وإبعادها عن حدودها، وبعض المناطق مثل “تل رفعت” و”منغ” و”عين العرب” بريف حلب و مدينة “عين عيسى” شمال محافظة الرقة.

وقد بدأت معالم الخلاف بين الجانبين تظهر للعلن مؤخراً مع استهداف الطائرات التركية لمواقع “قسد” بالقرب من “عين عيسى”، الأمر الذي قابلته روسيا باستهداف عدة مناطق بريفي حلب وإدلب.

من جانبه، يرى الصحفي السوري “عقيل حسين” أن التصعيد الروسي عبارة عن عمل يستهدف مجدداً التهدئة وقطع الطريق على الآمال بمنح الجهود السياسية القائمة فرصة، في إشارة منه إلى إمكانية أن تؤثر الخطوة الروسية الأخيرة على التفاهمات مع تركيا في إدلب.

تجدر الإشارة أن وزارة الدفاع التركية كانت قد أصدرت يوم أمس بياناً طالبت فيه القيادة الروسية بضرورة وقف استهـداف المناطق في الشمال السوري بشكل فوري.

ونوهت الوزارة في بيانها أنها أعطت الأوامر لوحداتها العسـكرية المنتشرة في المنطقة باتخاذ التدابير اللازمة، مشيرة أنها تواصل متابعتها للتطورات.

مشاركة المقال عبر