الأخبار سوريا

مجدداً صـ ـراع الأجنحة يعود إلى أروقة فروع الأمـ ـن في الحكومة السورية بالقامشلي

يعود صـ ـراع الأجنحة ضمن أروقة فروع الأمـ ـن لدى قوات الحكومة السورية في مدينة القامشلي، بين الحين والآخر مع سعي كل طرف لفـ ـرض سيـ ـطرته وسطـ ـوته في المنطقة من أجل جـ ـني المال وإدارة شبـ ـكات التهـ ـريب والدعـ ـارة والحصول على رضى ضباط المركز في دمشق.

والصراع قديم يتجدد بين الحين والآخر مع قيام كل جناح بخطوات على الأرض ضد الجناح الآخر. وهذا الصراع يدور بين قطبي الأمن في مدينة القامشلي، مسؤول فرع الأمن العسكري العميد حكمت الرفاعي ورئيس فرع المخابرات الجوية أحمد شعبان.

كلا الضابطان يتبعان لجهة مختلفة -روسيا وإيران- والصراع بينهما يكشف حجم الصراع الخفي بين طهران وموسكو لفرض سطوتهما على الأفرع الأمنية لدى قوات الحكومة السورية التي لم يبقى سوى اسمها فقط مع فقدانها القدرة على اتخاذ القرارات مع وجود ضباط موسكو وطهران على الأرض.

والمعروف بأن العميد حكمت الرفاعي مسؤول الأمن العسكري هو الرجل الأول لمدير مكتب الأمن الوطني علي مملوك، وهو من تابعي محور موسكو، أما رئيس فرع المخابرات الجوية أحمد شعبان فهو مدعوم من قبل اللواء غسان اسماعيل مدير إدارة المخابرات الجوية وهو تابع لإيران.

الصراع بين موسكو وطهران للسيطرة على الأفرع الأمنية يلقي بظلاله على علاقة قطبي الأمن في مدينة القامشلي، فكل طرف يتحرك بأوامر ضباط من الطرفين.

مصادر خاصة أكدت لموقع “فوكس برس”، أن الخلاف بين الرفاعي وشعبان تجدد، مع تلقي كل طرف تعليمات من قيادتهما باتخاذ خطوات على الأرض من أجل تمكين الجناح في المنطقة، حيث بدأ الطرفان بعقد اجتماعات للعشائر العربية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة السورية بريف القامشلي الواقعي جنوب شرق المدينة في المنطقة الواقعة في مثلث القامشلي – تل حميس – تل براك.

مصادر خاصة شاركت في الاجتماعات التي دعا إليها كل من الرفاعي وشعبان، أشارت بأن كل طرف في اجتماعه حرّض ضد الطرف الآخر، وحاول استمالة العشائر إلى جانبه، عبر اتهام الآخر بالتبعية والعمل مع الإدارة الذاتية، وأن تحركاتهم تعادي العشائر العربية.

ولفتت المصادر، أن الطرفين طالبا العشائر بتجنيد شبانها ضمن شبكة عملاءهما وشبكات التهريب والدعارة التي أنشأتها قوات الحكومة السورية في المنطقة من أجل جني الأموال.

وأوضحت المصادر أن الرفاعي هاجم الإدارة الذاتية وحاول تشويه سمعتها عبر الادعاء بأنها تعادي العرب وبأن عليهم تحريض أبناء العشائر ضدها، وبأن فصيل شعبان يتعاون مع الإدارة.

هذه الاجتماعات التي عقدها الرفاعي وشعبان ليست الأولى في المنطقة، حيث سبق لهما أن عقدا العديد من الاجتماعات، شارك ضابط روسي في إحداها، حيث داس الضابط ببوطه العسكري على مجلس أحد شيوخ العشائر العربية في المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة السورية مما أثار حفيظة الحضور بعدم مراعاة الضابط الروسي للعادات والتقاليد العربية وحديثه الذي تضمن إصدار أوامر للشيوخ وكأنهم أطفال صغار.

ويدير الرفاعي وشعبان شبكات دعارة تم إنشاءها في المربعات الأمنية الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة السورية في مدينة القامشلي في ظل سعي الإدارة الذاتية القضاء على هذه الشبكات لما تسببه من فساد في أخلاق المجتمع.

ويجني الطرفان آلاف الدولارات من هذه الشبكات شهرياً، حيث يستغلان الظروف المادية السيئة في بقية المناطق السورية ويجلبان الفتيات منها ويعملان على تشغيلهم ضمن شبكات الدعارة تلك.

ولا تقتصر شبكاتهما على الدعارة فقط، بل لهما شبكات تهريب البشر، حيث تتواصل تلك الشبكات مع الفصائل الموالية لتركيا في المناطق الخاضعة لسيطرتها في الشمال السوري، خصوصاً في رأس العين وجرابلس، وهي بذات الوقت على تنسيق مباشر مع شبكات موجودة في مناطق سيطرة الحكومة السورية، حيث ينقلون السوريين الهاربين من الظروف الاقتصادية السيئة إلى مناطق شمال وشرق سوريا عبر مطار القامشلي ومن هناك يؤمنون وصولهم إلى مناطق سيطرة تركيا، حيث يقع المواطنون ضحية عمليات النصب والاحتيال من قبل الشبكات التي أنشأتها الفصائل.

وللضباط الروس والإيرانيين نصيب كبير من ما تجنيه شبكات الرفاعي وشعبان، حيث يستقوي كل طرف بالطرف الذي يدعمه، ومع كل ميلان كفة لصالح موسكو أو طهران يصبح الطرف الآخر أكثر قوة.

العميد حكمت الرفاعي وبحسب المصادر التي شاركت في اجتماعاته، أكدت بأنه طالب العشائر العربية بالسعي لخلق الفتن بين الإدارة الذاتية ومكونات المنطقة عبر اعتراض طرق الوجهاء والادعاء بأنهم يعملون لصالح قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية من أجل تشويه سمتهم.

كما طالب بنشر الإشاعات التي تظهر تذمر الأهالي من الخدمات التي تقدمها الإدارة الذاتية.

وأشارت أن اجتماعات أحمد شعبان كانت مختلفة نوعاً ما، حيث طالب المجتمعين بالحفاظ على الوضع القائم، وعدم التحريض ضد أحد، كما وجه شعبان انتقادات للرفاعي على سعيه لضرب النسيج الاجتماعي في المنطقة، ونوه بأن الوضع متأزم في سوريا ككل ولا يتحمل المزيد من التصعيد في ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي يعيشها الجميع، وطالبهم بالتركيز على تجنيد الشبان ضمن شبكاته والابتعاد عن كل ما يمكن أن يؤثر على عمل هذه الشبكات.

ولفتت المصادر، أن غالبية الحضور لم يقتنعوا بحديث الرفاعي، وطالبوه بدلاً من ذلك بتوفير الخدمات في مناطقهم، حيث لا يتوفر لديهم المازوت لري أراضيهم، ويعانون من نقص كبير في مادة الخبز، ويعتمدون على الإدارة الذاتية لتأمين احتياجاتهم من تلك المواد.

كما طالب الحضور بتحسين رواتبهم، خصوصاً أنها لم تعد تكفي لسد حاجاتهم لمدة أسبوع، علاوة على إشارتهم إلى أن الأفرع الأمنية تتعامل بتحيز معهم وتغلق الباب بوجههم بحجة أنهم تابعون لهذا الجناح أو ذاك.

 

مشاركة المقال عبر