الأخبار سوريا

السوريون بين مرارة اللجوء وفرحة العيد

يأتي عيد الأضـ ـحى المبارك، في ظل ظروف يمكن وصفها بالأصعب على الأسر اللاجئة السورية في مخيمات اللجوء وخارجها، ومع هذه التحديات يأبى الأهالي وبخاصة الأمهات أن تمر أيام العيد دون بث البهجة في نفوس الأطفال الذين يرون بالعيد فرحة استثنائية يحتاجونها.

تجد أم شريف شبانة وهي أم لطفلين مستقرة في مخيم الزعتري منذ عام 2013، أن الأطفال ينتظرون يوم العيد، ومن هنا فإن الأمهات يبتكرن أساليب لإسعادهم بأبسط الأدوات الممكنة، مثل تزيين المنزل وشراء الحلويات المتنوعة وزيارة الأقارب والأصدقاء والسهر معهم، في حين أن مهمة شراء الملابس والأضحية باتت من المهمات الصعب تحقيقها على الأهالي.

تقول أم شريف بحسب صحيفة البيان: “ككل الأمهات أحاول إقناع أطفالي بأن يرضوا بما هو متوفر، فالإمكانيات المادية ضعيفة، ومعظم الأسر لديها ديون متراكمة، ولا فرص عمل ولا دخل ثابت معنا يمكن الاعتماد عليه من أجل تلبية ما هو مطلوب وما هو متمنى، الأطفال في هذه المخيمات يشعرون أن هنالك فروقات بينهم وبين الأطفال الآخرين، لا سيما أنهم يتابعون وسائل التواصل الاجتماعي، وينظرون لهذه الاختلافات في مستويات المعيشة، لذا فإن الأب والأم عليهما مسؤولية كبيرة لمواجهة هذه الفروقات وتوعيتهم بالظروف التي تمر عليهم».

وتتذكر أم شريف العيد في أيام سوريا، وتقول إن هنالك فرقاً شاسعاً بين الأعياد في مخيمات اللجوء والأعياد في سوريا، حيث الجمعات العائلية الكبيرة، والقدرة على شراء الأضحية بسهولة، والعديد من الذكريات والمحطات التي لا يمكن نسيانها.

يواجه الآباء في هذا العيد مسؤولية تأمين هذه الالتزامات الكبيرة، ولكنهم يعلمون أن هذا الحال ينطبق على جميع اللاجئين، وفي هذا العيد يوجد نسبة قليلة تستطيع تأمين سعر الأضحية التي تقدر بما يقارب 250 دولاراً، وهذه الأسر عددها محدود وتأتي بهذه الإمكانيات من دخل يأتيها من الأبناء ممن يعيشون خارج الأردن.

وعلى وقع هذه المعطيات فإن الأسر اللاجئة تعاني من تراجع القدرة الشرائية، ومن ارتفاع معدلات التضخم، ووفقاً لدراسات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن معظم اللاجئين على وشك الوقوع في براثن الفقر، وإن أكثر من نصفهم يعيشون حالياً على أقل من 4 دولارات في اليوم. بالإضافة إلى ذلك، تقول 90 % من عائلات اللاجئين إنهم يستخدمون استراتيجية واحدة على الأقل للتكيف السلبي، مثل الحد من تناول الطعام أو شراء السلع المنزلية عن طريق الدين الآجل، من أجل الاستمرار في حياتهم اليومية.

مشاركة المقال عبر