الأخبار العالم والشرق الاوسط تركيا سوريا

أميركا تُعزّز قواعدها العسكرية في الشرق الأوسط بما فيها سوريا رداً على التهديدات الإيرانية التركية

شهدت منطقة الشرق الأوسط مؤخراً تسارعاً في الأحداث، حيث ارتفع منسوب التوتر من خلال الهجمات الجوية التركية على شمال وشرق سوريا بالطائرات الحربية والمسيرة في الـ5 أكتوبر الجاري والتي استهدفت البنى التحتية وإسقاط الولايات المتحدة الأمريكية في ذات اليوم طائرة مسيرة لحليفتها في حلف الناتو «تركيا» عندما اقتربت من إحدى قواعدها العسكرية والتي شكّلت تهديداً جدياً للقوات الأمريكية في المنطقة.

وثانياً من خلال التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران والتي ازدادت بشكل خاص مع إطلاق حركة حماس عملية “طوفان الأقصى” ورد إسرائيل عليها بعملية “السيوف الحديدية” في السابع من تشرين الأول الجاري حيث أعلنت أمريكا وقوفها بجانب الأخيرة ما زاد من مخاوفها من استغلال مقاتلي حزب الله اللبناني الموالي لإيران في جنوب لبنان والمجموعات الموالية لإيران في سوريا والعراق لتوسيع نطاق النزاع وزيادة الضغوط على القوات الأمريكية.

وفي الـ 5 أكتوبر الجاري أسقطت الولايات المتحدة الأمريكية طائرة مسيرة تركية عندما اقتربت من إحدى قواعدها العسكرية أثناء هجماتها الأخيرة على شمال وشرق سوريا.

إذ أسقطت الطائرات الأمريكية المسيرة التركية من أجل منع اكتشاف الأسلحة الموجودة في قواعدها خصوصاً أن تركيا تجمعها علاقات جيدة مع روسيا ويمكن أن تكشف عن نوعية تلك الأسلحة مع الاجتماعات والاتصالات الكثيرة التي يجريها أردوغان مع فلاديمير بوتين.

ومع توتر العلاقات التركية الأمريكية على خلفية تحليق مسيرة تركية بالقرب من قاعدة أمريكية في شمال وشرق سوريا وإسقاط الأخيرة للطائرة، أعلن الرئيس جو بايدن تمديد حالة الطوارئ في سوريا رابطاً قراره بمخاطر الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية لشن هجوم عسكري في شمال شرق سوريا، وأنها تقوض الحملة الرامية إلى هزيمة تنظيم داعش في العراق وسوريا، ويعرض المدنيين للخطر، ويهدد بشكل أكبر تقويض السلام والأمـن والاستقرار في المنطقة، ولا تزال تشكل تهديدًا غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.

أما على صعيد الجبهة الإيرانية والمجموعات الموالية فقد ازدادت الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، حيث بلغ حصيلة الإصابات في صفوف الجنود الأمريكيين خلال الأسبوع الفائت 24 جندياً وذلك عبر شن المجموعات الإيرانية هجمات بالطائرات المسيرة وفق ما أعلن عنه القيادة المركزية الأمريكية لشبكة إن بي سي نيوز أمس الثلاثاء.

وفي ضوء مجريات الأحداث وتصاعد حدة التوتر بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وبين إيران والمجموعات الموالية لها وأميركا من جهة أخرى، عززت الولايات المتحدة الأمريكية قواعدها العسكرية في الشرق الأوسط بما فيها قواعدها المنتشرة في شمال وشرق سوريا، حيث اتخذ البنتاغون قراراً بإرسال منظومة الدفاع الجوي الصاروخي (ثاد) المعروفة باسم نظام الدفاع ضد الأهداف التي تطير على ارتفاعات عالية ومنظومة باتريوت للصواريخ الاعتراضية، وأيضاً وضع قوات أمريكية إضافية على أهبة الاستعداد للانتشار.

هذا القرار جاء بعد إرسال الولايات المتحدة لقوة بحرية كبيرة إلى الشرق الأوسط في الأسابيع القليلة الماضية بما شمل حاملتي طائرات والسفن المرافقة لهما ونحو 2000 من قوات مشاة البحرية.

في العام السابق 2022 شنت تركيا في شهر تشرين الثاني هجمات على شمال وشرق سوريا، وقصفت طائراتها المسيرة نقاطاً مشتركة بين القوات الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية، ولكن حينها لم تتحرك أمريكا لإسقاط المسيرات التركية، ولكن الآن مع إرسال أسلحة متطورة إلى المنطقة وتدعميها نارياً لم تنتظر التعليمات التركية لمسيراتها بالانسحاب من المنطقة بل استهدفتها بشكل مباشر، هذه الرسالة كان رسالة لأصدقاء أمريكا قبل أعداءها بأنه يمنع منعاً باتاً الاقتراب من قواعدها.

وللتذكير فإن القمة الثلاثية التي عُقدت في العاصمة الإيرانية، طهران، في التاسع عشر من تموز/يوليو 2022، بين رؤساء إيران إبراهيم رئيسي، وتركيا رجب طيب أردوغان، وروسيا فلاديمير بوتين، حيث تم توكيل مهمة إخراج أمريكا من سوريا إلى تركيا.

وتجلى ذلك من خلال التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، إثر إجابته عن أسئلة الصحفيين على متن الطائرة لدى عودته من زيارته الرسمية إلى إيران مطالبًا القوات الأمريكية إلى مغادرة سوريا على الفور.

وبدت لافتة جداً، تصريحات أردوغان أن مطالبة أميركا بالخروج من الأراضي السورية لم يكن وارداً الاقتصار في التعامل معها على أساس أنها مجرد تصريحات تجامل شريكي أستانا وخصمي أمريكا التقليديين، روسيا وإيران، بل كان واضحاً أنها تتجاوز ذلك وأنها باتت حليفاً رئيسياً في المحور المناهض للولايات المتحدة الأمريكية.

ما هو نظام الدفاع الجوي “ثاد”؟

منظومة ثاد الصاروخية هي واحدة من أكثر أنظمة الدفاع الجوي الأميركية تقدمًا، إذ “تتحرّك بسرعة ميل في الثانية”.

ونظام “ثاد” متاح للاستخدام العسكري منذ عام 2008، ويتمتّع برادار قوي، كما أنه قادر على التصدّي للصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، حسب شركة لوكهيد مارتين المطوّرة، وصحيفة “وول ستريت جورنال”.

ونظام “ثاد” هو النظام الأميركي الوحيد المصمم لاعتراض الأهداف خارج وداخل الغلاف الجوي.

ولدى نظام “ثاد” 5 مكونات رئيسية وتتمثّل في قاذفات محمولة على شاحنات تحمل كل منها 8 صواريخ اعتراضية.

كما يحتوي رادارًا ووحدة تحكم في الحرائق، ومعدات دعم تتحرك الصواريخ بسرعة أكثر من ميل في الثانية ولا تحتوي رؤوسًا حربية متفجرة، وهي مصممة لتقليل خطر الانفجار النووي، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.

مشاركة المقال عبر