أعلنت وزارة الدفاع في الحكومة السورية يوم الاثنين، إسقـ ـاط 4 طائرات مسيرة حاولت استهـ ـداف نقاط عسـ ـكرية ومدنية في أرياف إدلب وحماة وحلب، كما أعلنت ولأول مرة أنها أسقـ ـطت طائرة مسيرة في منطقة جورين بريف حماة الشمالي مزودة بمحرك صـ ـاروخي يعمل بالوقود السائل ويبلغ طولها أربعة أمتار وأجنحتها ستة أمتار ومحملة بمئة كيلو غرام من المواد المتفـ ـجرة.
هذه الطائرات المسيرة، أطلقت من مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في شمال غرب سوريا، وهذه المناطق في ذات الوقت خاضعة للسيطرة التركية.
وسبق إسقاط قوات الحكومة السورية لهذه المسيرات، غارات جوية روسية ليل الأحد – الأثنين، استهدفت مقراً عسكرياً لهيئة تحرير الشام، ونقلت وكالات أنباء روسية عن مصادر ميدانية رفيعة المستوى، أن طائرات الاستطلاع الروسية “رصدت آليات تابعة لتحرير الشام تنقل ليلاً مُعدات عسكرية وصناديق يعتقد أنها تحتوي على طائرات مسيَّرة، من أحد مستودعاتها في مدينة سرمدا الحدودية مع تركيا، نحو محيط مدينة إدلب من الجهة الغربية، قبل استهدافها بثلاث غارات”.
ومن جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 8 عناصر في هيئة تحرير الشام قُتلوا في الغارات الروسية التي استهدفت مقراً لهم في إدلب.
ولكن الملفت للانتباه الطائرة المسيرة المزودة بمحرك صاروخي يعمل بالوقود السائل والتي تم إسقاطها، حيث نشرت وزارة الدفاع لدى الحكومة السورية، صوراً للطائرة التي جرى إسقاطها.
إطلاق هذه المسيرة الكبيرة التي تفوق قدرة هيئة تحرير الشام على صناعتها وتوجيهها، جاء بعد حديث مصادر مقربة من هيئة تحرير الشام، بدخول ضابطين أوكرانيين إلى مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام عبر تركيا.
ويدعا الضابطان الأوكرانيان “رومان دورين وإيغورتا تيشكوك”، ودخلا رفقة عنصرين اثنين من كتيبة كابول المنضوية ضمن صفوف الحزب الإسلامي التركستاني واسمهما “ديو ميواي وأنلاي فاي خان”.
وجاء دخول الضابطين بحسب المصادر، لإدارة العمليات العسكرية ضد قوات الحكومة السورية والقوات الروسية المتواجدة في المنطقة، وبشكل خاص تدريب عناصر الهيئة على كيفية استخدام الطائرات المسيرة وتوجيهها في ضرب القواعد الروسية ومواقع قوات الحكومة السورية.
وأكدت أن الأهداف التي سيركز عليها الضابطان الأوكرانيان هي الكلية الحربية في حمص والتي سبق أن تعرضت في الـ 5 من تشرين الأول الفائت لهجوم طائرات مسيرة أثناء حفل تخرج ضباط في الكلية الحربية وأدى إلى مقتل أكثر من 100 عنصر من قوات الحكومة السورية أكثر من نصفهم من المتخرجين إلى جانب مقتل 14 مدنياً من ذوي الضباط الذين حضروا حفل التخرج.
والملفت للانتباه أن الكلية الحربية تعرضت للهجوم بمسيّرة من نوع “بوبير” وكانت الاستخبارات التركية وحدها على علم باستهداف الكلية.
وبعد أن حقق الهجوم هدفه، قدمت تركيا تقنيات وأجهزة تستخدم في صناعة وقيادة الطائرات المسيّرة لهيئة تحرير الشام التي استخدمت العشرات من هذه المسيّرات في شن هجمات على قوات الحكومة السورية بحلب وحمص وحماة.
ومن بين الأهداف التي وضعها الضابطان الأوكرانيان نصب أعينهما بحسب المصادر المقربة من هيئة تحرير الشام، فأن قاعدة حميميم العسكرية والتي تعتبر القاعدة العسكرية الروسية الرئيسية في سوريا هي الهدف الثاني.
أما الهدفان الثالث والرابع، فهما منشآت حيوية في سوريا، وتتمثل بمصفاة بانياس ومحطة حلب الحرارية.
ونوهت المصادر أن الضابطان الاوكرانيان سيعملان على جمع معلومات وافية عن مناطق تمركز القوات الروسية في محيط منطقة خفض التصعيد، من أجل توجيه الطائرات المسيرة لاستهدافها بشكل دقيق، إلى جانب استهداف القواعد الروسية في عمق البلاد خصوصاً أنهما على اطلاع بمكونات الطائرات المسيّرة حيث يتواجد مصنع للمسيّرات في أوكرانيا يوفر قطع الطائرات المسيّرة لتركيا.
وهدف أوكرانيا من إرسال هؤلاء الضباط إلى سوريا هو توجيه ضربة للقوات الروسية التي تشن عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا منذ 24 شباط العام الفائت.
فيما ساعدت تركيا دخول الضابطين إلى مناطق هيئة تحرير الشام وترتيب الحماية لهما بالقرب من قواعدها، في ظل تصاعد الضربات الجوية الروسية ضد الفصائل المدعومة تركياً في المنطقة وذلك من أجل توجيه رسالة إلى روسيا بضرورة الحفاظ على مصالحها في سوريا مقابل عدم استهدافها.
ومن شأن إرسال هذين الضابطين إلى منطقة خفض التصعيد، أن يزيد من التوترات والاستهدافات في المنطقة سواء من قبل هيئة تحرير الشام وتركيا بإشراف الضابطين الأوكرانيين، أو من قبل قوات الحكومة السورية والطيران الحربي الروسي.