تشهد مخيمات وقرى وبلدات منطقة الشهباء بريف حلب الشمالي، التي يتواجد فيها عشرات الآلاف من مهجري عفرين وسكان المنطقة الأصليين شللاً تاماً بسبب فرض قوات الحكومة السورية منذ الـ 20 من نوفمبر / تشرين الثاني الفائت حصاراً خانقاً عليها، وسط تداعيات إنسانية خطيرة ومخاوف كبيرة من خروج المشافي ومناهل المياه عن الخدمة بشكل نهائي.
يدخل الحصار المفروض على منطقة الشهباء من قبل قوات الحكومة السورية أسبوعه الثالث في ظل شلل تام تعانيه جميع القطاعات بما فيها الصحية والخدمية بعد قطع جميع الإمدادات الحيوية من خلال إغلاق المعابر والحواجز المؤدية إلى المنطقة، ومنع دخول المواد الأساسية والأدوية والمحروقات.
وتعيش المنطقة في ظلام دامس منذ 12 يوماً، حيث أدى فقدان المحروقات إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي في المنطقة بعد أن توقفت مولدات توليد الكهرباء في المنطقة عن العمل بسبب فقدان المازوت اللازم لتشغيلها، كما أعلنت بلدية الشعب تعليق كافة الأعمال الخدمية حتى إشعار آخر، كما باتت مناهل المياه مهددة بالخروج عن الخدمة بشكل نهائي، إضافة إلى شلل كامل في حركة التنقل بسبب الحصار.
وقال إداري من مشفى آفرين بمنطقة الشهباء لـ «فوكس برس» أن المشفى يشهد نقصاً حاداً في المحروقات والأدوية ما أجبرها عن قطع الكهرباء عن معظم أقسام المشفى باستثناء قسم العناية المركّزة وحواضن أطفال حديثي الولادة.
وأضاف الإداري أن المشفى ونتيجةً لذلك توقّف عن استقبال المرضى باستثناء الحالات الطارئة وسط تخوّفهم من نفاذ مخزون مادة المحروقات والأدوية وتأثيره على حياة المرضى مما سيخلق كارثة إنسانية وشيكة.
وناشد الإداري المنظمات الدولية والإنسانية بالتدخل الفوري والضغط على قوات الحكومة السورية لفك الحصار وتقديم الدعم والمساعدات لمنع حدوث كوارث إنسانية.
وفي مدينة حلب، علقت بلدية الشعب في حيي الشيخ مقصود والأشرفية كافة الأعمال الخدمية عبر بيان لها يوم السبت تاريخ 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري ، حتى إشعار آخر، وذلك بسبب حصار الحكومة السورية للمنطقة وفق ماورد في البيان.
وجاء في البيان، أن الحكومة السورية تمارس سياسة تجويع الشعب وفرض الحصار الجائر على مناطق الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية؛ لكسر إرادة الشعب وفتح الطريق أمام تهجيرهم.
والملفت للانتباه أن الحصار المشدد يأتي مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة بشكل كبير جداً وسط عدم تمكن الأهالي من تأمين مادة المحروقات للتدفأة.
ويتخوف الأهالي من تكرار سيناريو العام السابق، عندما منعت الفرقة الرابعة دخول المحروقات إلى الحيين ما أدى مفاقمة أوضاع الأهالي نتيجة البرد، إذ فقد طفلان أحدهما رضيع حياتهما برداً بعد عدم تمكن الإدارة الذاتية من إيصال مازوت التدفئة إليهما نتيجة تعنت الفرقة الرابعة.