العالم والشرق الاوسط

اليونان وقبرص تضغطان على تركيا عبر البوابة السورية

يعمد خصوم تركيا إلى إعادة ربط علاقات مع الحكومة السورية بعد 10 سنوات من القطيعة نتيجة تداعيات الحرب الأهلية في سوريا.


وتستعد كل من اليونان وقبرص إلى استئناف العلاقات مع الحكومة السورية رغم ان القرار يتعارض بشكل كبير مع سياسات الاتحاد الأوروبي الذي يطالب بتغييرات سياسية حقيقة في سوريا والمرور نحو نظام ديمقراطي تعددي.
لكن يبدو أن أثينا ونيقوسيا في خضم خلافهما مع الجانب التركي تريدان الضغط على أنقرة من البوابة السورية وهو ما أكدته صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية التي افادت بان جميع تحذيرات الدول الغربية لم تصمد في مواجهة عامل قوي هو العداء لتركيا.
واليونان وقبرص تريدان الضغط على تركيا التي تصر على نهجها وانتهاكاتها شرق المتوسط كما تصر على استغلال ملف الهجرة كورقة لابتزاز الدولتين.
ومن مصلحة اليونان وقبرص عودة الاستقرار والهدوء إلى سوريا وسيطرة الحكومة السورية على كل أراضيها لأنه سيؤدي إلى خفض أعداد النازحين واللاجئين الفارين من الحرب إلى أوروبا عبر تركيا ويفرض علي السوريين العودة إلى بلادهم وبالتالي نزع ورقة كانت تستعملها أنقرة لابتزاز الغرب. 


ويبدو ان روسيا لعبت دورا في اعادة علاقات الحكومة السورية بعدد من الدول ومن غير المستبعد ان يكون لموسكو دور كذلك في نوايا نيقوسيا واثينا لاستئناف العلاقات مع دمشق.
وكانت عدد من الدول العربية غيرت مواقفها من التطورات في سوريا عقب الاجتياح التركي للشمال السوري ودعم فصائل توصف بالمتشددة.
واستأنفت دولة الإمارات العربية المتحدة، رسمياً، عمل سفارتها في العاصمة السورية كما ان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يفكر في تطبيع العلاقات السعودية السورية وهو امر رحبت به أطراف داخل الحكومة السورية.
وفي المقابل لوحظ اهتمام اليونان وقبرص بمناطق تعتبر مجالات حيوية لتركيا على غرار كردستان العراق ومنطقة الخليج والشرق الأوسط ككل.
وعمدت اليونان الى تطوير علاقاتها العسكرية مع دول خليجية مثل الإمارات والمملكة العربية السعودية تزامنا مع تدهور علاقات تركيا مع تلك الدول وصلت الى حد المقاطعة للسلع والبضائع التركية ما اثر سلبا على الوضع الاقتصادي التركي.
ومما لا شك فيه أن حالة العزلة وتراجع الهيمنة التركية دفعت الرئيس رجب طيب اردوغان الى إعادة ترميم علاقاته بعدد من الدول العربية كمصر والسعودية لكنه استثنى سوريا حيث ترفض أنقرة تسوية الخلافات مع الحكومة السورية مستفيدا من الفوضى لبسط مزيد من النفوذ في الشمال السوري. (حسب وصف الموقع)

المصدر: أحوال تركية

مشاركة المقال عبر