عشائر الرقة تتمسك بقـ ـوات سوريا الديمقراطية وترفض الفـ ـتنة

في الوقت الذي تعاني العديد من مناطق سوريا من وطأة أعمال عنف مأساوية طالت العديد من مكونات الشعب السوري، وفي الوقت الذي تسعى فيه العديد من الأطراف إلى زج العشائر في صراع طائفي ومذهبي لصالح السلطات الحاكمة، أعربت عشائر مناطق الرقة عن تمسكهم بدعم ومساندة قوات سوريا الديمقراطية، ورفض أي صيغة لتسليم السلاح.
العشائر ضحية سياسات وصراعات مذهبية وطائفية لصالح السلطة
خلال الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت في مناطق الساحل السوري ضد العلويين وكذلك ضد الدروز في السويداء، عملت السلطات جاهدة على تجييش العشائر في صراع طائفي بعيد من مصالح العشائر وتوجهاتها، وذلك في مصلحة مخططات السلطة لبسط سيطرتها بالقوة على البلاد. ورغم أن العديد من العشائر الأصيلة نأت بنفسها عن هذا التجييش العبثي، أنا التحريض الإعلامي ساهم إلى حد كبير في توريط عدد آخر من العشائر في هذه المجازر والتي لن تستطيع العشائر التخلص من آثارها بسهولة.
هل ورطت الحكومة العشائر؟ الشيباني في مذكرة دبلوماسية يضرب العشائر الموالية له في ظهرها
في تطور لافت، وفي مذكّرة موجّهة من الخارجية السورية إلى أعضاء السلك الدبلوماسي الأجنبي والعربي في دمشق، وُزّعت قبل نهاية الشهر الماضي، وفي سياق دفاع السلطة عن نفسها، أكّد الشيباني عدم مسؤولية قوات الحكومة الحالية عن أي من الانتهاكات. أمّا الجرائم الموثّقة التي ظهرت على العلن، والتي لا تستطيع الخارجية إنكارها، فركّزت مذكّرة الشيباني على حصرها بمسؤولية العشائر، وربط حدوثها بما بعد خروج القوات الحكومية من السويداء ودخول مجموعات من العشائر.
ويجيء في المذكّرة أن عشائر البدو قامت بعمليات انتقامية ضد المجتمعات المحلّية، مستهدفين مدنيين أبرياء، منها حرق بعض القرى وقيامهم بأنفسهم بممارسات خارجة عن القانون. وكان من أشدّ هذه الانتهاكات تقارير موثّقة عن قطع رؤوس الأطفال، في جريمة تهزّ الوجدان الإنساني وتُعدّ انتهاكاً خطيراً للقانون الدُّولي، وبما يتعارض تماماً مع المعايير العالمية، التي تلتزم الحكومة السورية بتطبيقها والحفاظ عليها.
عشائر الرقة تتمسك بقوات سوريا الديمقراطية
كل هذه الأحداث دفعت أبناء العشائر الأصيلة إلى عدم التورط بحسابات ومصالح السلطات، والتمسك بالروابط الاجتماعية بين العشائر والمكونات.
وعشائر الرقة لطالما أعلنت عبر تصريحات الوجهاء والشيوخ عن عمق الروابط التي تربط بينها وبين باقي مكونات سوريا، وخاصة مناطق شمال وشرق سوريا. وعليه أدت تمسكها ودعمها لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية.
اجتماع العشائر مع وفد التحالف الدولي
وعقد وفد من التحالف الدولي، يوم الأحد، اجتماعاً مع شيوخ ووجهاء عشائر الرقة، إضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني والأحزاب السياسية في المدينة، حيث جرى نقاش موسع حول مستقبل الرقة والوضع القائم فيها.
خلال اللقاء، شدد الحاضرون على تمسكهم بـ قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مؤكدين أنها “أبناء المنطقة” وقدمت عشرات آلاف الشهداء في سبيل تحرير الرقة من تنظيم داعش.
وطالب المجتمعون التحالف الدولي بعدم السماح بفرض أي صيغة لتسليم السلاح أو المدينة أو إخراج قسد منها بأي شكلٍ كان.
كما أعرب المشاركون عن رفضهم القاطع لعودة حكومة دمشق إلى الرقة، مشيرين إلى ما وصفوه بـ “المجازر والانتهاكات” التي ارتكبتها بحق أهالي الساحل والدروز ، مؤكدين أن تلك التجارب الدامية لا يمكن أن تتكرر في مدينتهم.