الأخبار شمال وشرق سوريا

الصمت الدولي يُشرعن الهجـ.ـمات التركيّة ضدَّ المدنيين والبنى التحتية في شمال وشرق سوريا

تواصل تركيا تصعيد هجماتها على مناطق شمال وشرق سوريا الخاضعة لسيطرة الإدراة الذاتية عبر تنفيذ غاراتٍ جوية بين الحين والآخر تستهدف خلالها البنى التحتية والمرافق الحيوية والمدنيين أمام أنظار العالم أجمع.

ومع غياب المواقف والصمت المُطبق من قبل معظم القِوى والأطراف الإقليمية والدولية والمؤسسات المعنية، بما فيها التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية إزاء التصعيدات العسكرية التركية المستمرة على عموم مناطق شمال سوريا وبشكلٍ خاص على المراكز الحيوية هي شرعنة وموافقة مُسبقة من هذه الأطراف لتركيا لتنفيذ هجماتها، والتي تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحسب القوانين والمواثيق الدولية وفق ما يراه مراقبون.

فشلت تركيا خلال الأعوام الفائتة بأخذ الضوء الأخضر من القِوى الدولية «الولايات المتحدة الأمريكية – روسيا» لشن عملية عسكرية برية ضد مناطق شمال وشرق سوريا على غرار عمليتي ما تُسمّى بـ «غصن الزيتون ونبع السلام»، إلا أن هذه القِوى تواصل فتح المجال الجوي لتركيا لتنفيذ غارات جوية تستهدف بالدرجة الأولى البنى التحتية والمرافق الحيوية بالإضافة لاستهداف المدنيين.

ومع إفساح المجال الجوي لتركيا ازدادت حدة الهجمات عبر الطائرات الحربية والمسيّرة حيث تسعى أنقرة من وراء هذه الاستهدافات التي تطال البنية التحية من «المنشآت الخدمية، الحقول النفطية، محطات توليد الكهرباء و محطات المياه» كورقة ضغط لكسر اقتصاد المنطقة والقضاء على تجربة الإدارة الذاتية الوليدة والتي ازدهرت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأربع الماضية.

وأمس السبت، جددت الطائرات الحربية التركية، استهداف منشآت خدمية ونفطية بريفي القامشلي والمالكية، شمال شرقي سوريا.

واستهدفت الغارات التركية محطة سعيدة الواقعة بالقرب من قرية كرديم بثلاث ضربات،
وحقل عودة والمصرف الزراعي في القحطانية بريف القامشلي، إضافةً لاستهداف محطة 7 بقرية باني شكفتي بريف المالكية أقصى شمالي شرقي سوريا.

كما استهدفت الضربات الجوية التركية معمل البلاستيك جنوب القحطانية بالقرب من كازية شابو.

وتسببّت الغارات بانقطاع التيار الكهربائي في معظم قرى وبلدات نواحي القحطانية والجوادية ومدينة المالكية، إثر استهداف ضواغط الغاز التي تغذي محطات توليد الكهرباء والتي تزود المنطقة بالتيار الكهربائي.

وفي الفترة ما بين 5 و9 أكتوبر / تشرين الأول الفائت، نفّذت تركيا 580 ضربة جوية وبرية من أقصى المالكية / ديرك وصولاً إلى الشهباء لتشمل هذه الضربات عموم مناطق الإدارة الذاتية.

وأودت الهجمات بحياة 44 شخصاً و55 جريح بينهم مدنيين وأطفال وقوى الأمن الداخلي- الأسايش وقوات سوريا الديمقراطية ، منهم 29 من قوات مكافحة المخدرات، بحسب البيان.

ووصل عدد المواقع والمنشآت ومراكز الكهرباء والنفط والتعليم والمياه المستهدفة من قبل القوات التركية إلى 104 مواقع بين مدمر، متضرر وخارج عن الخدمة، بالإضافة إلى 283 موقعاً سكنياً.

وتضرر نحو مليوني شخص من تدمير محطات الكهرباء، بينما يصل عدد المتضررين من استهداف قطاع النفط والغاز إلى خمسة ملايين شخص.

ووفقاً للبيانات التي نشرتها الإدارة الذاتية فإن تركيا استهدفت 17 موقع ومنشآة منها محطة السويدية الحيوية التي تغذي عموم مناطق شمال وشرق بالكهرباء والغاز ومواقع أخرى في ريف القحطانية والجوادية والمالكية.

كما تم استهداف 11 موقعاً لمحطات الكهرباء وتضرر ما يزيد عن مليوني نسمة من هذا الاستهداف في مناطق الحسكة وعامودا ورميلان والقحطانية والقامشلي والدرباسية وأريافهم جميعاً.

في حين تضرر موقعين للمياه أدى لتوقف 18 محطة في منطقة الجزيرة نتيجة الاستهداف وقطع الكهرباء وخرجت عن الخدمة؛ منها محطة علوك الاستراتيجية بالنسبة للحسكة وريفها، إضافة لخروج مشافي عدد 2 عن الخدمة في منطقة الجزيرة وكوباني بشكل كلي.

وأدت الهجمات التركية إلى توقف العملية التربوية وتضرر آلاف الطلاب من اللذين لم يتمكنوا من متابعة تعليمهم نتيجة استهداف 48 موقعاً تعليمياً وتربوياً ، وفقد إثر ذلك طفلين لحياتهما وطفلة أخرى جُرحت وفقدت ساقيها.

وتسببت هذه الهجمات بخسائر مالية وصلت إلى المليار و270 مليون و201 ألف و782 دولار أمريكي، في جميع القطاعات المستهدفة.

وفي الـ19 تشرين الثاني من العام الفائت، شنت تركيا عملية جوية ضد مناطق شمال وشرق سوريا، وعلى مدار 10 أيام، استهدفت مئات القرى والنقاط المدنية والعسكرية والمنشآت الحيوية والمؤسسات الخدمية بأكثر من 100 ضربة، وتسببت بفقدان العديد من المدنيين لحياتهم.

الهجمات التركية أدت إلى تدمير أجزاء واسعة من البُنية التحتية والمنشاَت الحيوية وخلّفت نتائج كارثية على ‎ملايين ‎المدنين العُزل ومنُهم مئات الآلاف من النازحين والمهجرين في المخيمات».

ومع استمرار هذه الهجمات فإن تداعياتها ستشكل تحديات كبيرة في سبيل ترسيخ الاستقرار المُستدام والتي من الصعب تحقيقها في ظل الفجوات الكبيرة الموجودة في العمل الإنساني الدولي في المنطقة.

مشاركة المقال عبر