الأخبار العالم والشرق الاوسط شمال وشرق سوريا

الهجـ.ـمات التركية على البنى التحتية يقوّض جهود “قسد” في محـ.ـاربة خـ.ـلايا تنـ.ـظيم د١عـ.ـش

بعد فشل تركيا في الحصول على موافقة دولية لشن هجمات برية على مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، على غرار عمليتي ما تسمى “غصن الزيتون” 2018 وتهجير أكثر من 350 ألف كوردي من مدينة عفرين، و “نبع السلام” 2019 والذي تسبّب أيضاً في تهجير آلاف العائلات الكوردية والعربية من مدينتي تل أبيض ورأس العين وإجراء عمليات تغيير ديمغرافي واسعة في تلك المناطق وبناء العشرات من المستوطنات، شنّت القوات التركية خلال عام 2023 هجومين عنيفين بالأسلحة الثقيلة، وعبر الطائرات الحربية والمسيرة المذخرة والمفخخة استهدفت خلالها البنى التحتية والمدارس والمستشفيات ومنشآت الطاقة والمعامل والمصانع والتي يعتبر استهدافها جريمة حرب وفق القانون الدولي.

الهجومين حصلا في تشرين الأول وكانون الأول من العام الفائت، حيث استهدفت تركيا 74 منشأة، منها 18 منشأة نفطية، و7 استهدافات لمحطات تحويل الكهرباء، واستهدافين للمدارس و5 استهدافات للمشافي و5 استهدافات لمحطات المياه و10 استهدافات طالت معامل ومصانع في المنطقة.

ويرى مراقبون أن تركيا تهدف من مواصلة استهداف المنشآت الحيوية، إلى تهجير السكان وإحداث تغيير ديمغرافي وخلق حالة دائمة من عدم الاستقرار، إضافة لخلق بؤر صراع دائمة تقوّض أمن المنطقة على المدى الطويل حيث تستفيد منها خلايا تنظيم الدولة الإسلامية الذي يزيد من نشاطه، وهذا ما سيؤثر على الأمن الإقليمي والعالمي.

ففي الـ8 حزيران 2023، اجتمع وزراء خارجية التحالف الدولي لهزيمة داعش في الرياض بعضوية 86 دولة، وأكدوا دعمهم المستمر لبرامج مكافحة الإرهاب في أفريقيا والعراق وسوريا وجنوب ووسط آسيا وجهود تحقيق الاستقرار في المناطق التي جرى تحريرها من داعش في العراق وسوريا.

ورغم صدور بيان مشترك لوزراء خارجية دول التحالف فيما يتعلق بسوريا، حول العمل لدعم تسوية سياسية دائمة تماشياً مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، ومواصلة دعم الاستقرار في المناطق المحررة من داعش والدفع بجهود المصالحة وإعادة الإدماج لتعزيز الظروف المواتية لتحقيق حل سياسي للنزاع على مستوى البلاد. وتحقيق الاستقرار للمجتمعات المحررة من داعش في جميع أنحاء شمال شرق سوريا منخلال تقديم الدعم اللازم للمؤسسات التي تخدم المنطقة، إلا أن تركيا تواصل العمل في تدمير هذه المؤسسات عبر استهدافها المستمر للبنى التحتية والمرافق الخدمية والمنشآت، وتداعياتها على السكان، وجهود قوات سوريا الديمقراطية في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، كما أنها تؤثر على أمن المنطقة والعالم خاصةً وأن هذه الهجمات تتيح لتنظيم الدولة مساحةً أوسع لزيادة عملياتها.

ورغم خطورة الهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا التي تفتح الأبواب على مصراعيها لزيادة خلايا تنظيم الدولة الإسلامية من تحركاتها وهجماتها إلا أن التحالف الدولي يتحلى بالصمت حيال هذه التجاوزات والاستهدافات.

القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، قال في مقابلة على موقع “المونيتور” الأميركي في الـ30 كانون الأول الفائت، تعليقاً على حملة قصف جوي تشنها الطائرات التركية على شمالي سوريا منذ الأسبوع الفائت، أن “الصمت المخزي في مواجهة الهجمات المستمرة ضدنا يثير الشكوك في أن تركيا تهاجمنا بالفعل بموافقة غير رسمية من شركائنا”.

واعتبر عبدي، أن الهجمات التركية على شمالي سوريا بموافقة أميركية “غير رسمية”، ومرتبطة بتساهل واشنطن مقابل موافقة أنقرة على عضوية السويد بـ “الناتو”.

وكشف قائد قسد، مظلوم عبدي، أنه كان على اتصال مع مسؤولين أميركيين، أعربوا له عن قلقهم حيال الهجمات التركية على شمالي سوريا، وتداعياتها على السكان، وجهود القوات العسكرية في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

ومع خطورة الوضع والتصعيد التركي المستمر الذي يؤدي بشكل مباشر إلى تزايد نشاط التنظيم ومع تأكيد المسؤولين الأمريكيين من قلقهم حيال الهجمات التركية وتأثيره على جهود قسد في حملتها ضد تنظيم داعش هل سيتحول “القلق الأمريكي” من الأقوال ويُترجم على أرض الواقع..؟!

مشاركة المقال عبر