مخـ ـطط تركي خطـ ـير: بعد د١عـ ـش.. نقل جـ ـند الأقـ ـصى وحـ ـراس الديـ ـن إلى البادية السورية

تشهد الساحة السورية تحولات خطيرة مع استمرار إعادة انتشار الجماعات المتطرفة في مناطق جديدة، وسط تقارير عن دور استخباراتي تركي في نقلها إلى البادية السورية. ومن أبرز هذه الجماعات جند الأقصى وحراس الدين، اللتان أعلنتا مؤخراً عن حلّ نفسيهما، إلا أن المعطيات تشير إلى أن هذا الحل لم يكن سوى خطوة تكتيكية لإعادة التموضع في مناطق أخرى.
إعادة انتشار جند الأقصى وحراس الدين في البادية السورية
أعلنت جماعتا جند الأقصى وحراس الدين عن حلّ نفسيهما في بيان رسمي، لكن المصادر أكدت أن هذه العملية لم تُنفَّذ فعلياً، بل تم توجيه عناصرهما لإعادة التموضع في بادية تدمر والسخنة. وبحسب مصادر مطلعة، فإن غالبية المقاتلين الأجانب في التنظيمين نُقلوا إلى البادية السورية منذ أوائل آذار 2025، بينما بقي بعض القادة في شمال غرب إدلب.
وفي ظل غياب أرقام دقيقة حول عدد المقاتلين الذين تم نقلهم، أكدت المصادر أن أبو صديق القديس وأبو إخلاص الأوزبكي، وهما من أبرز قيادات التنظيمين في إدلب، لم يعودا موجودين هناك، ومن المحتمل أنهما انتقلا مع عناصر جند الأقصى إلى البادية السورية.
السيطرة على الموارد النفطية
وكشفت المصادر عن تسليم بئر نفطي شمال تدمر لجماعة حراس الدين، حيث يتم استخراج النفط منه بطرق بدائية منذ فترة طويلة. ويُعد هذا التحرك جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى توفير مصادر تمويل لهذه الجماعات، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة.
تعريف بجند الأقصى
وتأسست جماعة جند الأقصى على يد محمد العثامنة المعروف بـ”أبو عبد العزيز القطري”، وهو عراقي قُتل في سوريا عام 2014. وتتمركز هذه الجماعة في إدلب وأرياف حماة، حيث تضم في صفوفها عدداً كبيراً من العناصر الأجنبية.
وارتبطت جند الأقصى فكرياً منذ نشأتها بتنظيم القاعدة وجبهة النصرة، ثم أصبحت لاحقاً حليفاً لتنظيم داعش، لكنها أعادت الاندماج مع جبهة فتح الشام بعد هزيمة داعش. وقد خاضت مواجهات عدة ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ولاتزال عناصرها تنتشر في إدلب ومرتفعات الساحل السوري.
تعريف بحراس الدين
تشكّل تنظيم حراس الدين عام 2018 بعد انشقاقه عن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، ويضم في صفوفه مقاتلين أجانب معروفين بولائهم لتنظيم القاعدة. يُصنَّف التنظيم على أنه قريب من داعش ويتبنى أيديولوجية السلفية الجهادية التي تدعو لمهاجمة الغرب وإسرائيل، بزعم طرد النفوذ الأجنبي من الدول الإسلامية.
وبلغ عدد عناصر حراس الدين ما بين 2000 و2500 عنصر، وكان يتمركز بشكل أساسي في إدلب بالقرب من الحدود التركية، لكنه شن هجمات في الرقة ودمشق عام 2021.
الدور التركي في إعادة تموضع التنظيمات المتطرفة
وبحسب مصادر استخباراتية، بدأت الاستخبارات التركية (MIT)، بالتعاون مع فصيل العمشات الموالي لها، بتهريب عناصر من داعش إلى البادية السورية، وتحديداً إلى بادية تدمر. كما تم رصد انتقال مجموعات مرتبطة بـالقاعدة والتنظيمات المتشددة إلى تلك المنطقة، مما يرجح أن هذه التحركات تتم بتوجيه مباشر من أنقرة.
الأهداف التركية من نقل الجماعات المتطرفة إلى البادية السورية
ووفقاً للمصادر، فإن تركيا تسعى لتحويل البادية السورية إلى مركز رئيسي لتجمع تنظيم القاعدة، داعش، والجماعات الجهادية الأجنبية، ويكمن الهدف الأساسي لهذه التحركات في إبعاد هذه الجماعات عن الحدود التركية، وتجنب أي تهديد مباشر داخل الأراضي التركية. واستخدامها كأداة لتنفيذ هجمات على المناطق الدرزية في الجنوب السوري، كما حدث سابقاً في الساحل السوري.
وأيضاً التحضير لهجمات مستقبلية على مناطق الرقة والطبقة، ضمن مخطط لإعادة رسم الخارطة العسكرية وفق مصالح أنقرة.
ويُشكّل نقل هذه الجماعات المتطرفة إلى البادية السورية تهديداً خطيراً لاستقرار المنطقة، حيث يمكن أن تتحول إلى ملاذ آمن للتنظيمات الإرهابية، ما قد يؤدي إلى تصعيد عسكري جديد خصوصاً مع وجود خلايا داعش في تلك المناطق. كما أن السيطرة على الموارد النفطية تمنح هذه الجماعات موارد مالية لاستمرار هجماتها، مما يزيد من احتمالات عودة نشاط داعش والقاعدة بقوة في سوريا.
وتشير الدلائل إلى أن الاستخبارات التركية تلعب دوراً رئيسياً في إعادة انتشار جماعات القاعدة وداعش في البادية السورية، في خطوة تهدف إلى استخدامهم كأداة في صراعاتها الإقليمية. وفي ظل غياب رد فعل دولي قوي، قد يؤدي هذا المخطط إلى تعقيد الأوضاع الأمنية في سوريا، وتهديد جهود الاستقرار ليس فقط في سوريا بل في الأردن والعراق أيضاً.