ظهور فادي صقر.. نسـ ـفٌ للعدالة الانتقالية

زاد من شكوك السوريين حول جدوى مزاعم العدالة الانتقالية

في الوقت الذي تتواصل فيه الانتهاكات والجرائم بحق المدنيين من أهالي الساحل السوري بحجة ملاحقة “فلول النظام”، وكذلك الحديث عن ما يسمى بالعدالة الانتقالية، أثار ظهور المدعو فادي صقر بين أوساط الحكومة، موجة غضبٍ واستنكار بين السوريين.

فادي صقر، وهو الذي يلقبه ناشطون بـ “سفاح سوريا”، عُرف بارتكاب مجزرة التضامن عام 2013، حيث نفذت مجموعاته المسلحة التابعة لجيش النظام السابق إعدامات جماعية بحق المدنيين.

ظهر “صقر” بعد سقوط النظام السوري في حي التضامن، في تصرف وصفه ناشطون باستفزاز مشاعر الأهالي الذين عايشوا ويلات الجرائم التي ارتكبها سابقاً.

وظهر صقر برفقة محافظ دمشق ماهر مروان وعضو اللجنة العليا للسلم الأهلي حسن صوفان خلال تقديم العزاء في حي عش الورور بدمشق إثر مقتل 5 شبان خُطفوا أثناء عودتهم من عملهم بأحد مطاعم العاصمة.

ظهور فادي صقر من جهة، وحديث حسن صوفان عن دوره البارز في الإفراج عن بعض الضباط الموقوفين والمنتمين إلى نظام بشار الأسد وكذلك مدحه بأنه قام بدور إيجابي في البلاد خلال الفترة الماضية وأن القيادة تعلم ذلك، وأن الإدارة السورية منفتحة على التعاون مع أي شخص تنطبق عليه مواصفات محددة، أثار جملة تساؤلات حول جدوى مزاعم العدالة الانتقالية التي تروج لها الحكومة المؤقتة في دمشق.

من هو فادي صقر؟

فادي صقر، أو فادي مالك أحمد، من أهالي مدينة جبلة في محافظة اللاذقية، ملقب بـ فادي صقر، أو صقر الدفاع الوطني، وكان مقرباً من القصر الجمهوري وبصلاحيات واسعة، من أبرز الشخصيات التي اقترن اسمها بأسواء مراحل العنف في الأزمة السورية. في عام 2012 كان قائداً لميليشيا تتبع للدفاع والوطني وموالية لإيران، ثم تسلم قيادة ميليشا الدفاع الوطني في العاصمة دمشق، شارك بشكل كبير في حصار الأحياء الجنوبية من دمشق، وعرفت مليشياته بجرائم قتل المدنيين وهدم المنازل وارتكاب المجازر.

صحيفة الغارديان البريطانية نشرت عام 2022 مقطعاً مصوراً لمجزرة نفذتها مجموعة من عناصر نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد بحق مجموعة من المدنيين في حي التضامن في العاصمة السورية دمشق.
وأفادت الصحيفة حينها بأن المجزرة حدثت عام 2013، وتعرفت على بعض مرتكبيها مثل أمجد يوسف وفادي صقر.

ظهور فادي صقر تساؤلات كثيرة لدى أوساط واسعة في سوريا، حيث يتحدث ناشطون عن ازدواجية في التعامل مع أنصار النظام السابق، حيث تستمر من جهة المجازر بحق المدنيين في الساحل السوري بحجة ملاحقة فلول النظام، ومن جهة أخرى يتم تعويم وشرعنة وجود شخصيات ثبت بالدليل ارتكابها للمجازر بحق السوريين خلال الأزمة السورية.

كما أن ظهور “صقر” زاد من شكوك السوريين حول جدوى مزاعم العدالة الانتقالية، وقال نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن العدالة الانتقالية طالت فقط المدنيين والأبرياء حتى الآن. في إشارة إلى عدم ظهور أية نتائج عن لجنة التحقيق التي شكلتها الحكومة للتحقيق في جرائم الساحل السوري.
وذكر نشطاء أيضاً أن العدالة الانتقالية تتجاهل أصوات الضحايا وتفتح الباب لتكرار الإفلات من العقاب.

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى