مصادر تكشف زيـ ـف ادعـ ـاءات دمشق وحقيقة الجهـ ـات المنـ ـفذة لهـ ـجمـ ـات حلب
مساعي تركية لتلميع صورة هيئة تحرير الشام

كشفت مصادر مطلعة في حلب عن زيـ ـف ادعـ ـاءات سلـ ـطة دمشق حول هجـ ـمـ ـات حيي الجزماتي والحيدرية، وقالت إن تنـ ـظـ ـيـ ـم د..ا..عـ ـش لا يقـ ـف خلف الهـ ـجمـ ـات بل أن عنـ ـاصـ ـر أجنـ ـبيـ ـة ضمن هيـ ـئـ ـة تحـ ـريـ ـر الشـ ـام هي من شـ ـنـ ـت الهـ ـجمـ ـات.
أصدرت وزارة الداخلية في سلطة دمشق، أمس السبت، بيانًا أكدت فيه أن “مديرية أمن حلب بالاشتراك مع جهاز الاستخبارات العامة نفذت عملية مداهمة استهدفت وكراً تتحصن فيه خلية تابعة لتنظيم (داعش)”.
مشيرة إلى أن الاشتباكات التي رافقت العملية أسفرت عن مقتل عنصر من قوى الأمن العام. وأوضحت الوزارة لاحقًا انتهاء العملية التي شملت سبعة عناصر، حيث تم “تحييد ثلاثة منهم، وإلقاء القبض على أربعة آخرين”، مع ضبط عبوات ناسفة وسترة مفخخة وبدلات أمنية خاصة بقوى الأمن كانت بحوزة أفراد الخلية.
الحقيقة بحسب المصادر المطلعة
ولكن مصادر مطلعة على الواقع الميداني في حلب أكدت أن ما وصفته وزارة الداخلية ليس دقيقًا، وأن الهجمات التي استهدفت مراكز الأمن العام في أحياء الجزماتي والحيدرية لم تكن من تنفيذ تنظيم داعش كما ادعت الوزارة. بل أوضحت هذه المصادر أن المنفذين ينتمون إلى أحد التيارات ضمن هيئة تحرير الشام، وتحديدًا المسلحين الأجانب داخل الهيئة، الذين استهدفوا بشكل خاص التيار الموالي لأحمد الشرع ضمن الهيئة.
دور الاستخبارات التركية
وكشفت المصادر أن الاستخبارات التركية في مدينة حلب استنفرت فور وقوع الهجمات، وسارعت إلى تحميل تنظيم داعش مسؤولية هذه العمليات، في محاولة لتلميع صورة هيئة تحرير الشام، وادعاء أنها تخوض مواجهة حقيقية ضد داعش.
هذا التوجه يندرج في سياق مساعٍ تركية وسلطوية مشتركة تهدف إلى إظهار سلطة دمشق (التي يهيمن عليها فعليًا فصيل هيئة تحرير الشام) بأنها تلتزم بشروط الولايات المتحدة الأميركية، التي طالب الرئيس السابق دونالد ترامب رئيس السلطة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع بتنفيذها، وبخاصة المتعلقة بمحاربة تنظيم داعش.
الأسماء التي كشفت عنها المصادر
وكشفت المصادر أسماء العناصر الأجنبية ضمن هيئة تحرير الشام التي شاركت في الهجوم على مراكز الأمن العام في حيي الجزماتي والحيدرية، ومن ساعدهم من السوريين، وهم كل من:
عبد القادر أشروف، 44 عاماً، وهو من الطاجيك، ويعمل منسقاً ضمن هيئة تحرير الشام مع الاستخبارات التركية.
رحمون كريموف، 39 سنة، طاجيكي، وهو من العناصر الأجنبية ضمن هيئة تحرير الشام – فرع الخارج.
سدير أتامبايف، 42 سنة، قرغيزي، وهو من العناصر الأجنبية ضمن هيئة تحرير الشام – فرع الخارج.
محمد عبد القادر مسخادوف، 37 سنة، شيشاني، وهو من العناصر الأجنبية ضمن هيئة تحرير الشام – فرع الخارج.
أحمد عبد الرحمن الفلالي، 36 سنة، مغربي، من كتيبة “المغاربة” التابعة لـهيئة تحرير الشام فرع الخارج.
رؤوف رحيم ميلو، تونسي، من هيئة تحرير الشام – فرع الخارج.
كمال بو مسعودي، تونسي، من هيئة تحرير الشام – فرع الخارج.
أحمد عبيد كاياو جاني، 35 سنة، إندونيسي، من هيئة تحرير الشام – فرع الخارج.
صادق عبيد العزيز سيفويف، 39 سنة، أوزبكي، منسق مع مكتب الاستخبارات التركية في غازي عنتاب.
شوكت محمدوفا، 42 سنة، أوزبكي، من هيئة تحرير الشام – فرع الخارج.
طلال سعيد رباح، سوري، مرتبط بهؤلاء العناصر الأجنبية.
خالد خليل الصاحب، مرتبط بهؤلاء العناصر الأجنبية.
باسط عبد الرحمن الطاهر، من خان شيخون، مرتبط بهؤلاء العناصر الأجنبية.
كيف تُستخدم مكافحة داعش لتلميع صورة هيئة تحرير الشام وإرضاء واشنطن؟
هذه المعلومات تؤكد ما سبق أن كشفت عنه تقارير وتحليلات سياسية وأمنية عديدة حول العلاقة المعقدة والمتشابكة بين هيئة تحرير الشام وتنظيم داعش. فمن المعروف أن داعش نشأ من رحم جبهة النصرة، الاسم السابق لهيئة تحرير الشام، مما يجعل الاتهامات الرسمية التي توجهها سلطات دمشق وتنظيماتها الموالية، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، ضد داعش في هذه العمليات الأمنية غير دقيقة، بل ومضللة في جوهرها.
علاوة على ذلك، فإن التحركات التركية في هذا السياق تحمل أبعادًا سياسية واضحة، حيث تسعى أنقرة إلى إبراز هيئة تحرير الشام كجهة فاعلة في مكافحة تنظيم داعش. يأتي ذلك في إطار مساعٍ لتلميع صورة الهيئة أمام الإدارة الأميركية، وإقناعها بأن سلطة دمشق تلتزم فعليًا بشروط واشنطن، وخصوصًا في ما يتعلق بمحاربة داعش. هذه الخطوة تهدف بشكل مباشر إلى وقف الدعم الدولي، لا سيما من التحالف الدولي، لقوات سوريا الديمقراطية التي تُعد الطرف الأبرز والأكثر فعالية في مواجهة داعش على الأرض السورية.