الاتفاق الإبراهيمي يجذب الشـ ـرع نحو إسرائيل.. فهل سيـ ـسلـ ـمها القـ ـيادات الفلسطينية

سابقة خطيرة في انتهاك قوانين دولية تتعلق بحق اللجوء

بالتزامن مع ورود معلومات عن اتصالات مباشرة بين دمشق وتل أبيب، شهدت دمشق في الآونة الأخيرة انسحاب قادة فصائل فلسطينية كانت مقربة من النظام السوري السابق ومدعومة من إيران، وسط تضييق السلطات الجديدة عليهم ومصادرة ممتلكاتهم. فهل ستسلم سلطات دمشق الفلسطينيين إلى إسرائيل؟

وذكرت مصادر فلسطينية في دمشق اعتقال قوات الأمن السورية قياديين فلسطينيين اثنين، ليل الأحد الفائت . وقالت المصادر إن “قوات الأمن السورية اعتقلت مسؤول حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في سوريا خالد خالد، ومسؤول اللجنة التنظيمية للساحة السورية أبو علي ياسر، في دمشق”.

وأكدت المصادر أن اعتقال خالد جاء بعد أقل من 48 ساعة من زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى دمشق، ولقاء الرئيس السوري أحمد الشرع.

وحركة الجهاد من الفصائل الفلسطينية التي لم تغادر سوريا بعد سقوط نظام الأسد، باعتبارها لم تكن تقف إلى جانبه وتقاتل معه مثل بعض الفصائل التي غادرت البلاد.

إلى ذلك أكد قيادي فلسطيني سابق في دمشق أن “معظم قادة الفصائل الفلسطينية التي تلقت دعماً من إيران غادروا العاصمة”، متوجهين إلى دول عدة بينها لبنان.

وشملت قامة المغادرين خالد جبريل، نجل مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/القيادة العامة، وخالد عبد المجيد، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي في سوريا، وزياد الصغير، الأمين العام لحركة فتح الانتفاضة.

وأشار القيادي إلى أن الفصائل تواجه تضييقات شديدة تشمل مصادرة ممتلكات واعتقال زملاء”، على حد تعبيره، حتى أصبحت محظورة من العمل “بحكم الأمر الواقع”.

وتأتي هذه التطورات بشكل عام بعد أن طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أحمد الشرع خلال لقائهما في الرياض ترحيل قادة الفصائل الفلسطينية، وهو ما تزامن مع ضغط إسرائيلي وعسكري لطرد تلك الفصائل.

كما ربط مراقبون هذه التطورات بموافقة الرئيس السوري أحمد الشرع على الانضمام إلى الاتفاق الإبراهيمي، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة على دمشق خلال جولته الخليجية في وقت سابق من شهر أيار، والتي التقى خلالها بالرئيس الانتقالي السوري، أحمد الشرع، وحثه على التطبيع مع إسرائيل.

كما كشفت مصادر مطلعة “لرويترز” عن عقد إسرائيل وسوريا خلال الأسابيع الماضية لقاءات مباشرة وجهاً لوجه، في محاولة لخفض التوترات ومنع اندلاع صراع في المنطقة الحدودية بين البلدين.

مجمل هذه التحركات والتحولات الكبيرة في سياسة دمشق حيال إسرائيل تثير تساؤلات جملة حول مصير الفلسطينيين في سوريا، خاصة أن اعتقال بعض القادات بدلاً من الطلب منهم مغادرة البلاد، يثير الشكوك حول صفقة معينة مع إسرائيل لتسليم القيادات الفلسطينية إلى إسرائيل.

ويرى مراقبون وحقوقيون أن تسليم قيادات فلسطينية إلى إسرائيل سيعتبر سابقة خطيرة في انتهاك قوانين دولية تتعلق بحق اللجوء، خاصة أن الوجود الفلسطيني في سوريا مرتبط باتفاقيات إقليمية ودولية تتعلق بحق اللجوء السياسي والإنساني.

كما يتخوف مراقبون من مواقف منحازة من قبل الرأي العام الدولي وخاصة الاتحاد الأوروبي وأمريكا حيال موضوع تسليم القيادات الفلسطينية وذلك بناء على مصالح استراتيجية تتعلق بإرضاء إسرائيل والضغط على إيران.

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى