تصـ ـاعد غيـ ـر مسبوق في السـ ـرقـ ـات والسـ ـطو المسـ ـلح في رأس العين وريفها

تسجيل 19 عملية سطو مسلح خلال أسبوع فقط!

تشهد مدينة رأس العين وريفها، الخـ ـاضـ ـعة لسيـ ـطرة القـ ـوات التركية والفصـ ـائل المـ ـواليـ ـة لها، مـ ـوجـ ـة متصـ ـاعدة من السـ ـرقـ ـات والسـ ـطو المسـ ـلح، باتت تطـ ـال مختلف القطاعات الحيوية للسكان، في ظـ ـل تـ ـدهـ ـور أمـ ـنـ ـي حـ ـاد.

وتتنوع الانتهاكات المرتكبة بين سرقة الممتلكات العامة والخاصة، والاستيلاء على منشآت زراعية وتجارية، وصولاً إلى السطو على منازل ومرافق مدنية، وسط صمت تام من الجهات المسيطرة، ما أثار حالة من الغضب والخوف بين من تبقى من السكان في المنطقة.

ووفق شهادات من أهالي المدينة، فإن عمليات السرقة باتت منظمة تقوم بها فصائل محددة منضوية ضمن الجيش الوطني الموالي لتركيا، حيث أقدم فصيل “جيش الإسلام” مؤخراً على تفكيك معمل كامل في قرية عطية، شملت سرقة معداته وحتّى الألواح المعدنية التي بُني بها، دون أي تدخل لمنع العملية أو محاسبة الفاعلين.

في السياق ذاته، قام عناصر من فصيل “أحرار الشرقية” بسرقة معدات زراعية وغطاسات آبار من مشاريع زراعية تعود ملكيتها لأهالٍ مسيحيين في قرية داودية، حيث تم نقل المعدات إلى مستودعات داخل مدينة رأس العين، تمهيدًا لبيعها أو استخدامها لأغراض خاصة.

وخلال أسبوع واحد، جرى تسجيل ما لا يقل عن 19 عملية سطو مسلح في المدينة، استهدفت متاجر لبيع المواد الغذائية والأجهزة الكهربائية والهواتف المحمولة، بالإضافة إلى مستودعات تخزين للمحاصيل الزراعية. وتمت غالبية هذه العمليات في وضح النهار، ما يؤكد حالة التراخي والتواطؤ الأمني في التعامل معها.

وامتدت حوادث السرقة والنهب إلى المناطق الريفية المحيطة، حيث تم الاستيلاء على المواشي وممتلكات فلاحين في عدد من القرى، إضافة إلى سرقة قطع غيار ومحركات آبار مياه، ما ألحق أضرارًا كبيرة بالمزارعين وأدى إلى تعطّل العديد من المشاريع الزراعية.

يأتي ذلك في وقت يعيش فيه من تبقى من أهالي في رأس العين حالة من الخوف والقلق، وسط غياب أي آليات محاسبة للفصائل المسلحة أو أطر قانونية تحمي السكان.

وبينما تستمر هذه الانتهاكات على نطاق واسع، يبقى سكان المدينة وريفها، لا سيما أصحاب المشاريع الزراعية والصناعية، أمام واقع فوضوي يهدد مصدر رزقهم الوحيد ويحول دون أي استقرار حقيقي في المنطقة.

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى