هل رفعت الحصانة عن الشرع… خلايا جيش الإسلام داخل قصر الشعب
المخابرات التركية في قلب قصر الشعب

لطالما تكهنت أوساط سياسية ومراقبون أن سلطة هيئة تحرير الشام ورئيسها أحمد الشرع قد تكون محمية ومحصنة بطريقة ما تحت غطاء قوى دولية وإقليمية. إلا أن تطورات لاحقة ربما فندت هذه التكهنات، حيث يجري الحديث عن معارضين من داخل سلطة الشرع للإطاحة به أو ربما إنهاء وجوده.
تكهنات المراقبين والأوساط السياسية لم تكن مجرد رأي أو تحليل عابر، بل استندت إلى وقائع كثيرة، منها بقاء الشرع طيلة السنوات السابقة وسيطرة هيئة تحرر الشام على مناطق في شمال سوريا، وسقوط معارضيه واحدا تلو الآخر بضربات من مسيرات مجهولة ظهر فيما بعد أنها تابعة للتحالف الدولي ضد داعش. وكذلك الزحف الغير منطقي لقوات تحرير الشام على حلب ومن ثم الوصول إلى دمشق خلال أيام قليلة وسط صمت مريب من جهات دولية وإقليمية. كل هذه العوامل كانت كافية لإقناع الرأي العام أن الشرع حصل ربما على غطاء حماية ودعم قوي من جهات دولية وإقليمية نافذة، وبالتالي فإنه وسلطته محصنان ضد أي محاولات للإطاحة بهما.
إلا أن تصريحات، وكذلك تحركات ميدانية أطاحت بهذه التكهنات، ربما كان أبرزها تصريحات توم براك، مبعوث أميركا إلى سوريا وسفيرها في أنقرة، عن وجود مخاوف من احتمال تعرّض الشرع للاغتيال على يد جماعات متطرفة.
وكان قد سبق ذلك تصريحات صدرت عن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ في أيار/مايو الماضي، والتي قال فيها إن “السلطة الانتقالية على وشك الانهيار خلال أسابيع.
وتحدثت أوساط عن معلومات حول اختراق أمني في دمشق، تمثّل في تموضع خلايا لتنظيمات معادية للشرع، في ضواحي العاصمة وبعض أحيائها. كما برزت فتاوى صادرة عن أكثر من تنظيم جهادي تُكفّر الشرع وتعتبره مرتداً بسبب عدم تطبيق الشريعة.
وفي هذا الصدد أيضاً يبرز ملف جيش الإسلام، الذي يعتبر من أهم معارضي الشرع، جراء فكرية وسياسية وميدانية حيث يرى جيش الإسلام أن “تحرير الشام” امتداداً لفكر الخوارج، فيما تصف الهيئة منظّري الجيش بأنهم “غلاة المرجئة” وضالّون.إضافة إلى أن جيش الإسلام حاول التناغم مع السياسات الأميركية والخليجية، بينما ظلت الهيئة أداة تركية خالصة. وعلى الصعيد الميداني أيضاً تنافس الطرفان على النفوذ في الغوطة وعلى السيطرة على أنفاق التهريب، ومراكز النفوذ المحلي.
المخابرات التركية في قلب قصر الشعب
وذكرت مصادر أن فرقة كبيرة من المخابرات التركية نفذت خلال الفترة القريبة الماضية عملية أمنية استهدفت عناصر خلية كانت مكلفة بتنفيذ عمليات اغتيال تطال عدداً من المسؤولين في السلطة السورية الحالية.
وبحسب المعلومات أيضاً فقد تمت العملية عبر 16 عنصراً المخابرات التركية الذي داهموا غرفة العملية الخاصة في قصر الشعب حيث يقيم الرئيس السوري أحمد الشرع، وقاملوا باعتقال عناصر خلية مكلفة بتنفيذ الاغتيالات.
من هم عناصر الخلية
الخلية التي تم القبض عليها من قبل المخابرات التركية ضمت بحسب مصادر كل من:
عبد الحليم نور الدين الأحمد من ريف حلب.
عايد طارق فحام من مدينة أريحا في ريف إدلب.
إبراهيم محمود الوهوب من مدينة مارع في ريف إدلب.
عبد القادر أحمد صفية من جسر الشغور في ريف إدلب.
صالح بدر الدين سلطان من كفر نبل في ريف إدلب.
منصور سالم الهليب من خان شيخون.
وذكرت مصادر أن المعتقلون هم عناصر خلايا تتبع لتنظيم “جيش الإسلام”. وتم القبض عليهم من قبل المخابرات التركية بناء على معلومات سرية تفيد بتحضير عناصر الخلية لتنفيذ عمليات اغتيال داخل قصر الشعب.