نشاط متزايد لحركة “مهـ.ـاجري أهـ.ـل سنـ.ـة إيران” الجهـ.ـادي في المناطق الجبلية السورية… ما الهدف؟

أفادت مصادر مطّلعة عن وجود تحركات متزايدة لجماعات جهادية متطرفة في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، بهدف إقامة معسكرات تدريب جديدة، وتجنيد عناصر جدد، وخاصةً الشباب الكورد الذين يدخلون سوريا عبر تركيا، تمهيداً لإرسال قسم منهم لاحقاً إلى إقليم كوردستان والمناطق الحدودية في إيران والإبقاء على القسم الآخر في سوريا.
مهاجري أهل السنة… تحركات مريبة
وبحسب المصادر فقد شهدت مناطق في جبل الزاوية بمحافظة إدلب تحركات مكثفة لمجموعات جهادية أبرزها حركة “مهاجري أهل سنة إيران وكوردستان” والذي يترأسه المدعو أبو صفية الكوردي. وهي حركة متطرفة موالية لتنظيم القاعدة وبايعت هيئة تحرير الشام.
وظهر أبو صفية الكوردي مؤخراً في زيارات إلى مناطق جسر الشغور وجبال اللاذقية.
معسكرات تدريب وتجنيد عناصر جدد
وذكرت المصادر أن الهدف من الزيارات المكثفة والمتزايدة للمدعو أبو صفية الكوردي إلى هذه المناطق هو إنشاء معسكرات تدريب جديدة، لتجنيد وتدريب عناصر جدد، وبشكل خاص الشباب الكورد من إيران، والذين يعبرون إلى سوريا بسهولة عبر الأراضي التركية.
وأضافت المصادر أنه وبعد الانتهاء من تدريب العناصر سيتم إرسال قسم منهم إلى إقليم كوردستان والمناطق الحدودية في إيران، فيما سيتم الإبقاء على القسم الآخر في سوريا لتنفيذ مجازر بحق أبناء الطائفة العلوية وذلك بالتنسيق مع الاستخبارات التركية التي تريد من وراء ذلك تحويل معاناة المدنيين إلى أدوات سياسية وأوراق تفاوض.
ولفتت المصادر أن المدعو الملا أحمد الكوردي يُشرف على معسكرات التدريب، حيث يقوم بتجنيد شبان كورد جهاديين ومتطرفين. ويتم تدريب المُجندين وفق مهام وأقسام، منها القسم الأمني، القسم العسكري والقسم الإعلامي، يُشرف على كل مجموعة مسؤول ميداني.
من هم مهاجري أهل سنة إيران
أسس حركة مهاجري أهل سنة إيران فرعاً له في سوريا عام 2013، وتحديداً في مناطق إدلب، وترأس الحركة المدعو ملا عبد الرحمن فتاحي الملقب بـ “أبو صفية الكوردي”. وضم الفصيل 150 مسلحاً معظمهم من كورد إيران والبلوش.
وبايعت الحركة تنظيم القاعدة وهيئة تحرير الشام. وشارك في العديد من المعارك ضد قوات النظام السوري السابق، وبشكل خاص في حصار حلب ومعارك شمال حماة.
وظهر أبو صفية الكوردي مع زعيم تحرير الشام أبو محمد الجولاني خلال لقائه بعدد من قادة الجماعات الكوردية في أحد مساجد إدلب منتصف حزيران/يونيو 2021.
كان ظهر أبو صفية مرة أخرى في العام ذاته، وذلك في تسجيل مصور نشرته مؤسسة القادسية الإعلامية التابعة للحركة، وتحدث فيه عن فضائل القتال والجهاد. وكانت تلك البداية الفعلية لمساعي الجولاني الهادفة إلى استقطاب باقي الجماعات السلفية الكوردية وتجنيد المزيد منهم تحت مظلة التشكيلات الكوردية المطواعة التي جرى دعمها، والاهتمام أكثر بمعسكراتها وبعمليات التجنيد والانتساب لصالحها، وأهمها حركة صلاح الدين الكوردي والجبهة الإسلامية الكوردية.
وقُتل العديد من قيادات الحركة خلال هذه المعارك مثل أبو الدرداء الكوردي، أبو بكر التوحيدي ومولوي عبد الكريم بلوشي.
وتعتبر مناطق جسر الشغور وحارم في ريف إدلب معقلاً رئيسياً لهذه الجماعة.
لماذا تم فتح معسكرات تدريب في هذه الفترة؟
ووفقاً لمصادر المطلعة فإن تزايد حركة الجماعة المتطرفة ربما يكون مرتبطاً بتداعيات الحرب الإسرائيلية الأمريكية ضد إيران، مما يرجح احتمال تنشيط المجموعة بتوجيهات مباشرة من تنظيم القاعدة، ما يعني البدء بتنشيط فروعها العسكرية، تمهيداً لأية تغييرات على الأرض في إيران جراء الحرب الأخيرة.
كما أن فتح معسكرات تدريب إضافية قد يعني تزايد عبور العناصر من إيران إلى سوريا، كما يشير إلى تواطؤ وتورط تركي مباشر، خاصة أن المعلومات تفيد بأن تركيا تسهل عبور المتطرفين من أراضيها إلى سوريا.
وحذّرت المصادر أن الهدف الأخطر من قيام حركة مهاجري أهل السنة السلفية بفتح المزيد من المعسكرات وتجنيد الشباب في إدلب هو إخضاع المناطق العلوية في الساحل السوري تحت سيطرتها وارتكاب المزيد من المجازر بحق أبناء الطائفة العلوية، وبعد قيام الحركة السلفية بهذه المجازر سيتم القضاء عليها من قبل تحرير الشام تحت مسمى “ارتكابهم المجازر” والهدف من كل هذا هو كسب العلويين وإظهار الجولاني هو المخلص والحامي لهم بما يتوافق مع المصالح التركية وخاصةً في الساحل السوري.