مخـ ـططات تركية جديدة في سوريا والإدارة الذاتية مجدداً هي الهـ ـدف

كشفت مصادر مطلعة عن تحـ ـركـ ـات مـ ـريـ ـبة وممـ ـنهجة يقودها جهـ ـاز الاستـ ـخبـ ـارات التركي، تستهـ ـدف بشكل مباشر مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وتحديداً منطقتي تل أبيض ورأس العين الخـ ـاضـ ـعتين لسيـ ـطرة تركيا وفصـ ـائل الجيـ ـش الوطني التـ ـابعة لها.

زيارة وفد من سلطة دمشق إلى تل أبيض ورأس العين بطلب من الاستخبارات التركية

وقالت مصادر مطلعة إن وفداً من سلطة دمشق قام خلال شهر تموز الجاري بزيارة إلى منطقتي تل أبيض ورأس العين بناءً على طلب رسمي من جهاز الاستخبارات التركي.

وأكدت المصادر أن الوفد زار بوابتي العبور الحدوديتين في المدينتين، حيث اطلع على الوثائق والسجلات الإدارية الخاصة بهما، واستحوذ عليها، ثم سلّمها لأحد أعضاء الوفد.

تعليمات من استخبارات دمشق بحل المجالس المحلية وتحذير تركي من تنفيذها

ولاحقاً، أبلغ جهاز استخبارات سلطة دمشق أعضاء المجالس المحلية في تل أبيض ورأس العين بأنه يجب عليهم حل مجالسهم والانضمام إلى حكومة دمشق، والتوقف عن العمل كمجالس مستقلة. ولكن، لم يتم تنفيذ هذه التعليمات حتى الآن بحسب ما كشفت عنه المصادر، حيث قام رؤساء المجالس المحلية بإبلاغ الجانب التركي بالتعليمات، الذي بدوره أصدر تحذيراً صارماً مفاده: “لا تتخذوا أي إجراء قبل أن نُعلِمكم”.

ترتيبات مشتركة لإعادة تنظيم المعابر الحدودية

وكشفت المصادر أنه من المتوقع أن يجتمع أعضاء إدارة المعابر في المدينتين مع ممثلين عن سلطة دمشق ومسؤولين من الجانب التركي، بهدف اتخاذ قرارات تتعلق بتنظيم عمليات الدخول والخروج من المعابر وتقليص الضرائب المفروضة فيها.

تحركات مشابهة في جرابلس وإعزاز ومنبج

وأفادت المصادر أن وفد سلطة دمشق سبق أن زار مناطق جرابلس، إعزاز ومنبج، حيث عقد غالبية اجتماعاته مع ممثلي المؤسسات التي شكلتها الاستخبارات التركية في هذه المدن. وأضافت أن جميع المسؤولين الذين تم اللقاء بهم أعربوا عن استعدادهم للتحول إلى مؤسسات تابعة لسلطة دمشق.

مشروع استخباراتي تركي لإعادة تموضع النفوذ في المناطق المحتلة

وأكدت المصادر أن جهاز الاستخبارات التركي ينسق مشروعاً واسع النطاق لربط المؤسسات العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرته بمؤسسات سلطة دمشق الجديدة، وفقاً لخصوصية كل منطقة من الناحية الجيوسياسية والاستراتيجية.

وأشارت المعلومات إلى أن رفض الاستخبارات التركية ربط مؤسسات تل أبيض ورأس العين بسلطة دمشق في الوقت الراهن يعكس أن تركيا تحتفظ بخطط خاصة لهذه المناطق، تتعلق بـ استمرار استهداف مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وأنها لم تنهِ بعد ترتيباتها النهائية بهذا الشأن.

وتشير هذه المعطيات إلى أن تركيا تسعى مجدداً لاستهداف الإدارة الذاتية عبر أدوات سلطوية تتبع لسلطة دمشق، وذلك ضمن مخطط استخباراتي معقّد يهدف إلى إعادة تموضع النفوذ والتحكم بالحدود والمعابر والمؤسسات المحلية. كما تسلط هذه التحركات الضوء على استراتيجية مزدوجة يتبعها جهاز الاستخبارات التركي، فمن جهة يدفع نحو تسليم المناطق لدمشق، ومن جهة أخرى يحتفظ بها كورقة تفاوض أو كأداة لمزيد من الضغط السياسي والعسكري على مشروع الإدارة الذاتية.

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى