السويداء.. جـ ـرائم موثقة بالفيديو تكشف الطـ ـائـ ـفية الممنهجة وعنـ ـف سلـ ـطات دمشق

عمليات تصفية طائفية وسرقات والمجرمون هم عناصر وزارة الدفاع!

في واحدة من أبـ ـشـ ـع المجـ ـازر المـ ـرتـ ـكبة بحق المدنيين في السويداء، وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، عبر سلسلة من الفيديوهات، ارتـ ـكـ ـاب قـ ـوات وزارة الدفاع وجهـ ـاز الأمـ ـن العام لدى سلـ ـطة دمشق جـ ـرائم مـ ـروعة في السويداء أثناء الهجمات عليها والتي بدأت في 13 تموز الجاري.

إطلاق نار مباشر وخطف أطفال

المجزرة الأولى التي ارتكبتها قوات وزارة الدفاع والأمن العام راح ضحيتها خمسة مدنيين بينهم سيدتان ورجل مسن، كما تم خطف ثلاثة أطفال أحدهم رضيع، من موقع الجريمة، وأثارت هذه الحادثة غضباً واسعاً واتهامات بتصعيد ممنهج للعنف الطائفي.

ووقعت الجريمة بتاريخ 16 تموز الجاري، قرب كازية الشهباء عند مفرق كناكر، حيث أظهر شريط مصور لحظات إطلاق نار مباشر من قبل القوات الأمنية على سيارة أجرة تقل مدنيين، ما أسفر عن مقتل أربع من ركابها، بينهم سيدتان، فيما قُتل رجل مسن أثناء محاولته الفرار من الموقع.

وتُظهر الفيديوهات قيام العناصر الأمنية بخطف الأطفال الثلاثة من محيط الحادثة، في واقعة هزّت الشارع السويدائي، لا سيما مع غياب أي رواية رسمية أو اعتراف بالجريمة من قبل السلطات، التي لم تفتح تحقيقاً حتى لحظة إعداد التقرير.

جريمة طائفية موثّقة: إعدام منير الرجمة دون محاكمة

وفي مشهد آخر لا يقل رعباً، أظهر فيديو منفصل استجواباً ميدانياً نفذه عنصر من وزارة الدفاع ضد المواطن منير الرجمة (أبو وئام)، الذي يعمل حارساً لبئر مياه في بلدة الثعلة بريف السويداء، وتم توثيق الحادثة أمام مدرسة محمد صالح نصر، حيث طُلب منه تحديد طائفته، وبعد أن أجاب بأنه درزي، تم إعدامه ميدانياً مباشرة بسبب انتمائه الطائفي.

الضحية لم يكن ناشطاً سياسياً ولا مقاتلاً، بل مدنياً أعزل، ما يجعل الجريمة ذات طابع طائفي بامتياز، وفق ما أكده المرصد السوري، الذي حمّل الجهات الرسمية في دمشق المسؤولية المباشرة.

المبعوث الأمريكي في دائرة الاتهام: صمت يُعد تواطؤًا؟

وأثار تصريح توماس براك، المبعوث الأمريكي إلى سوريا، غضباً واسعاً بعد أن نفى مسؤولية وزارة الدفاع السورية عن الحادثة، متجاهلاً الأدلة المصورة. وقد اعتبر ناشطون سوريون ومحامون حقوقيون هذا التصريح بمثابة محاولة لتوفير غطاء سياسي للفاعلين، ما يزيد من خطر الإفلات من العقاب.

ويطرح هذا الموقف تساؤلات جادة حول دور البعثات الدولية، وما إذا كانت لا تزال تملك قدرة أو رغبة في حماية المدنيين، أو أنها أصبحت جزءاً من شبكة الصمت والتبرير التي تُتيح تكرار الجرائم الطائفية.

مشاهد إضافية: نهب المحال وتصفية ميدانية

وفي فيديو آخر، ظهر عناصر من وزارتي الدفاع والأمن العام وهم يكسرون أبواب المحال التجارية ويدمرون كاميرات المراقبة، قبل أن يقوموا بعمليات نهب وسرقة ممنهجة.

كما أظهر مقطع مصور عملية استدراج لرجل درزي من قبل عناصر أمنية، ليتم تصفيته ميدانياً بالرصاص المباشر، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الإنسانية.

دعوات للمحاسبة الدولية

وطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون حقوقيون بفتح تحقيق دولي عاجل في هذه الجرائم، تحت إشراف الأمم المتحدة، وتقديم مرتكبي المجازر للعدالة، مشددين على أن التغاضي والصمت الدولي سيؤديان إلى تكرار هذه الجرائم في مناطق أخرى، ويهددان السلم الأهلي في السويداء وغيرها من المحافظات السورية.

الضحايا ليسوا مجرد أرقام، بل أرواح أُزهقت بدم بارد، والمحاسبة وحدها كفيلة بكسر دوامة الإفلات من العقاب.

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى