المرصد السوري: 3369 إعـ ـداماً ميـ ـدانـ ـياً منذ فـ ـرار الأسد وغالبية الضـ ـحايا بدوافـ ـع طـ ـائفية

أصدر المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، تقريراً صـ ـادمـ ـاً وثّق فيه وقـ ـوع 3369 حـ ـالة إعـ ـدام ميـ ـداني منذ فـ ـرار رئيس النظـ ـام السابق بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، مشيراً إلى أن غالبية هذه الانتهـ ـاكات ارتُكـ ـبت بـ ـدوافـ ـع طـ ـائـ ـفية ومـ ـنـ ـاطقية، وتركزت بشكل خاص في محافظتي السويداء والساحل السوري.

ضحايا بالعشرات يوميًا… السويداء والساحل في الصدارة

وبحسب التقرير، فإن ما لا يقل عن 2610 مدنيين، بينهم نساء وأطفال، قُتلوا في عمليات تصفية ميدانية استهدفت المدنيين بشكل مباشر، معظمها في السويداء والساحل. وأوضح المرصد أن الانتهاكات ارتُكبت من قبل عناصر أمنية وعسكرية رسمية، إضافة إلى مجموعات مسلحة مدعومة من السلطة وتشكيلات عشائرية في بعض المناطق.

ووثق التقرير مقتل 928 شخصًا في السويداء خلال تموز وحده، بينهم 250 ضحية لعمليات إعدام ميداني مباشر على أيدي عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية.

اللجنة الحكومية للتحقيق “فشلت في الإنصاف”

وانتقد المرصد السوري بشدة أداء لجنة تقصي الحقائق الحكومية التي كُلّفت بالتحقيق في مجازر الساحل، واصفًا عملها بـ”السطحي والشكلاني”. واتهم التقرير اللجنة بتجاهل شهادات ذوي الضحايا في ريف طرطوس واللاذقية، وبـ”طمس الطابع الطائفي” للجرائم، رغم وجود أدلة موثقة بالصوت والصورة تُظهر تنفيذ عمليات إعدام رافقتها شعارات طائفية صريحة.

كما شدد المرصد على أن اللجنة لم تقم بأي تواصل رسمي معه، رغم تطابق أرقام التوثيق تقريبًا، معتبرًا أن تجاهلها المتعمد للأبعاد السياسية والأخلاقية للجرائم يفرغ التحقيق من قيمته كمُرتكز للعدالة.

إحصائيات مفصلة منذ كانون الأول 2024

وقدم المرصد سردًا شهريًا دقيقًا لتوزع الضحايا، كالتالي:

كانون الأول 2024: 160 ضحية

كانون الثاني 2025: 194 ضحية

شباط: 113 ضحية

آذار: 144 ضحية (بينهم 2 سيدات و3 أطفال)

نيسان: 137 ضحية (بينهم 7 سيدات وطفلين)

أيار: 109 ضحية (بينهم 6 سيدات و3 أطفال)

حزيران: 105 ضحية (بينهم 5 سيدات و4 أطفال)

تموز: 104 ضحية حتى 26 تموز (بينهم 5 سيدات و3 أطفال)

إضافة إلى مجازر الساحل التي بدأت في 6 آذار واستمرت حتى أواخر نيسان، والتي راح ضحيتها 1682 مدنيًا، موثّقة عبر 63 مجزرة مسجّلة.

توزيع ضحايا مجازر الساحل حسب المحافظات:

اللاذقية: 872 ضحية

طرطوس: 525 ضحية

حماة: 272 ضحية

حمص: 13 ضحية

السويداء… من الحياد إلى النزيف

وفي تطور لافت، تحوّلت محافظة السويداء، التي لطالما بقيت على هامش الصراع، إلى ساحة نزاع دموية. ومنذ 13 تموز، قُتل ما لا يقل عن 928 شخصًا نتيجة اشتباكات مسلّحة وعمليات إعدام ميداني، من بينهم:

678 من أبناء السويداء، بينهم 145 مدنيًا (بينهم 21 طفلًا و56 سيدة)

250 أُعدموا ميدانيًا، من بينهم 12 امرأة و8 أطفال ورجل مسن

المرصد: العنف الطائفي تحوّل إلى أداة ممنهجة

واختتم المرصد تقريره بالتحذير من أن العنف الطائفي لم يعد مجرد أحد مظاهر الحرب السورية، بل أضحى أداة ممنهجة لإعادة فرض السيطرة وتقويض التنوع المجتمعي. وشدّد على أن غياب العدالة واستمرار الإفلات من العقاب، يقوّض فرص التعايش والسلم الأهلي في سوريا.

كما دعا المرصد إلى فتح تحقيق دولي مستقل في مجازر الساحل والجنوب، محذرًا من تكرار “مهزلة لجنة تقصي الحقائق” في السويداء، ومؤكدًا ضرورة المساءلة الشفافة لضمان عدم تكرار الجرائم.

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى