بوجه جديد وسط شبـ ـكة نفـ ـوذ متجددة.. عودة شخـ ـصية مثـ ـيرة للجـ ـدل إلى وزارة الاقتصاد

في ظل مشهد اقتصادي متـ ـقلب ومتشابك في سوريا، عاد اسم شخـ ـصية مثـ ـيرة للجـ ـدل إلى الواجـ ـهة مجدداً، إذ تشكل هذه العودة حالة استـ ـياء واسعة بين المواطنين الذين يرون في تـ ـدويـ ـر الأسماء نفسها تعميقاً لأزمـ ـة الفـ ـسـ ـاد واستمرار شبـ ـكات النـ ـفـ ـوذ المعقدة.

الشخص المعني، المعروف اختصاراً بـ (ه.خ)، يُعد من أبرز رجال الاقتصاد الذين جمعوا خلال سنوات الحرب بين نفوذ واسع وعلاقات متشابكة مكنته من السيطرة على قطاعات استراتيجية حيوية، مستغلاً شبكة من الصفقات والعقود التي رسخت مكانته رغم كل التحديات والأزمات التي مرت بها البلاد.

وفي الفترة الأخيرة، عاد (ه.خ) بقوة إلى المشهد الاقتصادي السوري ولكن بملامح وأدوار جديدة، إلا أن شبكة العلاقات المشبوهة التي رافقته سابقاً لا تزال تلعب دوراً بارزاً في نشاطاته. ويحصل حالياً على عقود وصفقات ضخمة داخل وزارة الاقتصاد، لا سيما في مجال توريد الخميرة من إيران، حيث تُدار هذه الصفقات عبر أسماء مستعارة. كما يجري التفاوض لمنحه إدارة عدة أفران رئيسية في دمشق، أبرزها فرن “ابن العميد”، ويعمل ضمن الوزارة تحت جناح شخصية معروفة باسم “أبو المعتز”.

شبكة عقود واحتكار

سبق لـ (ه.خ) أن حصل على عقود حصرية في مجالات الأدوية والإمداد والتموين الخاص بالجيش السوري في ظل النظام السابق، عبر صفقات أثارت جدلاً واسعاً مع (ي.إ)، المسؤول المالي والاقتصادي في القصر الجمهوري والمقرب من رأس النظام. وتم تنفيذ هذه الصفقات بتنسيق مع قيادات “الفرقة الرابعة” التي كان يقودها ماهر الأسد شقيق بشار الأسد، ما مكّنه من السيطرة على دخول بعض المواد الأساسية إلى المحافظات الشرقية واحتكارها عبر المعابر التي تسيطر عليها “الفرقة”، مقابل إتاوات مالية مرتفعة.

تورط في تهريب المخدرات

وتُشير مصادر خاصة إلى تورط (ه.خ) في عمليات تهريب المخدرات، مستفيداً من علاقاته وعقوده مع وزارة الصحة، وبالتنسيق مع ضباط من المخابرات الجوية، حيث أسس شبكة توزيع واسعة لتعزيز نفوذه ومكاسبه غير المشروعة.

احتكار وتهريب أدوية نوعية

كما يُتهم (ه.خ) باحتكار أدوية نوعية وتهريبها إلى العراق، ما أدى إلى حرمان سكان محافظة الحسكة من هذه الأدوية الحيوية. وقدمت “نقابة الصيادلة” في الحسكة شكاوى رسمية ضده، إلا أن تدخلات مسؤولين نافذين داخل النظام حالت دون اتخاذ أي إجراءات حقيقية بحقه.

دعم ميليشيات ومشاريع عسكرية

امتد نشاط (ه.خ) ليشمل دعم وتمويل ميليشيات “الدفاع الوطني” في المحافظات الشرقية، إلى جانب الميليشيات الإيرانية و”حزب الله”. ويشارك بانتظام في فعاليات تكريم ذوي قتلى الجيش والمسلحين الموالين للنظام، التي كانت تحظى برعاية خاصة في عهد النظام السابق.

استمرار الحماية والتكيف مع المتغيرات

وتثير عودة (ه.خ) إلى المشهد، حتى وإن جاءت بوجه جديد، تساؤلات كبيرة حول استمرار الحماية التي تحيط به، خاصة وأن ملفه الرسمي لا يزال محجوزاً في الأدراج. في الوقت نفسه، ترسم الوقائع الميدانية صورة رجل بارع في التكيف مع المتغيرات، يوسع نفوذه في مختلف القطاعات بلا توقف، مستغلاً شبكة نفوذ متجددة تسمح له بالمناورة والحفاظ على مصالحه.

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى