بطلب من واشنطن… قيادية عسكرية بارزة في وحدات حماية المرأة انضمت إلى اجتماع دمشق الأخير

في خضم التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة السوريّة مؤخراً، استقبل القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، الاثنين الفائت السفير الأمريكي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم باراك برفقة قائد القيادة المركزية الأمريكية‌، الأدميرال براد كوبر على رأس وفد أمريكي من التحالف الدولي.

الاجتماع الذي عُقِد مع المسؤولين الأمريكيين، حضره روهلات عفرين، عضوة القيادة العامة لوحدات حماية المرأة، وإلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، وغسان اليوسف، نائب رئيس مجلس سوريا الديمقراطية، وعبد حامد المهباش، رئيس حزب سوريا المستقبل.

وبعد يومٍ واحد على الاجتماع، توجّه القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، وعضوة القيادة العامة لوحدات حماية المرأة، روهلات عفرين، والرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، إلهام أحمد، بالإضافة إلى المبعوث الأمريكي توم باراك، وقائد القيادة المركزية الأمريكية‌، الأدميرال براد كوبر إلى دمشق، والتقوا خلالها مع الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، بحضور وزير الخارجية والدفاع.

اللافت في الاجتماع الأخير الذي جرى في العاصمة السوريّة دمشق، هو حضور القيادية العسكرية البارزة في وحدات حماية المرأة، روهلات عفرين، ووفقاً لمعلومات خاصة حصلت عليها شبكة “فوكس برس”، فإن حضور “روهلات عفرين” في اجتماع دمشق، كان بطلب مباشر من واشنطن.

إدارة ترامب تُشجّع على دمج قسد ووحدات حماية المرأة في الجيش السوري 

وبحسب المصادر، فإن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تُشجّع على دمج قوات سوريا الديمقراطية ككتلة ضمن صفوف جيش سوريا المستقبلي، لكنها تريد أيضاً الإبقاء على وحدات حماية المرأة داخل البنية العسكرية السوريّة، وهو ما يُعتبر “دعماً من الوزن الثقيل”. خاصةً وأن هذه الوحدات لعبت دوراً بارزاً في الحملات ضدَّ تنظيم”داعش”.

المصادر أشارت أن الحكومة السوريّة المؤقتة، ترفض بشكل غير مباشر ضم وحدات حماية المرأة ضمن القوات المُسلّحة السوريّة، لكنه من الواضح تماماً أنها لا تقبل بذلك من خلال الإيحاءات التي أبدتها خلال الاجتماعات السابقة سواءً مع المسؤولين الأمريكيين أو مع مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية، إلا أنَّ “قسد” جعلت من هذه النقطة “خطاً أحمر” قبل أي عملية دمج، وأعلنتها بكل وضوح “إما أن أن يكون الدمج مع وحدات حماية المرأة أو لا دمج إطلاقاً”. ولهذا السبب دعا المبعوث الأمريكي، توم باراك، القيادية روهلات عفرين، وهي أعلى مسؤولة في صفوف وحدات حماية المرأة، للتوجّه إلى دمشق والمشاركة في المباحثات، ما يؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف تماماً مع طلب قوات سوريا الديمقراطية.

وخلال الاجتماع الذي عُقِد بين قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية من جهة، والرئيس السوري الانتقالي ووزيري الخارجية والدفاع، بمشاركة المبعوث الأمريكي إلى سوريا وقائد القيادة المركزية الأمريكية، فقد تمَّ التطرّق خصوصاً إلى قضية وحدات حماية المرأة (YPJ)، البالغ عددها الآلاف من المقاتلات المدرّبات بشكل احترافي، إضافةً إلى أن هذه الوحدات متمرّسات في القتال ومنظّمة باحترافية عالية، لهذا ترى واشنطن ضرورة في دمجها داخل البنية العسكرية في الجيش السوري.

تأسيس وحدات حماية المرأة، أهدافها ومشاركتها في القتال ضد داعش

تأسّست وحدات حماية المرأة في الرابع من نيسان 2013، وذلك بعد انعقاد كونفرانسها الأول في الـ2 من نيسان 2013 بمدينة المالكية في شمال وشرق سوريا، إلا أن تنظيمها الفعلي كان بداية عام 2011 وذلك على شكل مجموعات صغيرة.

تعتبر وحدات حماية المرأة، من الوحدات المؤسسة لقوات سوريا الديمقراطية، وهي أكبر قوة نسائية مسلّحة ومنظّمة في الشرق الأوسط، ولعبت دوراً فعالاً في العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش وساهمت في هزيمته، إلى جانب مشاركتها القتال ضد القوات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري الموالية لها خلال هجمات الأخيرة على مناطق عفرين ورأس العين وتل أبيض. كما شاركت بشكل كبير في عمليات مشتركة مع قوى الأمن الداخلي (الأسايش) ضدَّ الخلايا النائمة لداعش في مخيم الهول والذي يضم الآلاف من عوائلهم.

ولدى وحدات حماية المرأة أقسام عديدة داخل بنيتها العسكرية تشمل التدريب والقتال والحماية والعلاقات الدبلوماسية.

وتتواجد مقاتلات وحدات حماية المرأة ضمن قوات الكوماندوس ووحدات مكافحة الإرهاب، تلقيّن تدريبات مكثفة ونوعية جعلت منهنَّ القوة الضاربة في أية عملية ضد الإرهاب.

تأسست وحدات حماية المرأة، بحسب قياداتها من أجل تحقيق التغيير المطلوب في النسيج الاجتماعي بمنطقة روج- آفا / شمال سوريا، لدى اندلاع شرارة الثورة فيها، وكانت لأهداف وغايات متعددة منها لأجل الدفاع عن الحقوق الوطنية، وحقوق المرأة، وكذلك تحقيق العدالة الأجتماعية بين كافة مكونات المنطقة.

وخلال لقاء سابق مع عضوة القيادة العامة لوحدات حماية المرأة روهلات عفرين، أشارت إلى أن الوحدات “هي القوة النسائية الوحيدة التي واجهت داعش بكل إمكانياتها، ويجب الحفاظ على خصوصيتها ودورها المستقبلي في حماية جميع النساء السوريات.”، مضيفةً أن من الممكن أن تصبح وحدات حماية المرأة جزءاً من الجيش السوري. في الواقع، يمكن لوحدات حماية المرأة أن تكون بمثابة نموذج للنساء السوريات، حيث تضرب مثالاً على استقلالية المرأة والدفاع عن نفسها. من الممكن أن تتشكل تركيبة الجيش النسائي السوري من خلال هذه الوحدات. وهذا ما يمكنني قوله في هذه المرحلة.

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى