الأخبار العالم والشرق الاوسط

ملامح خريطة أفغانية جديدة بدأت بالتشكل

مع استمرار انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، تحضيراً لاستكمال الانسحاب في 11 أيلول/سبتمبر كما وعد الرئيس جو بايدن، بدأت ملامح خارطة جديدة بالتشكل في أفغانستان مع سيطرة طالبان على مناطق حدودية ومعابر.

وتحظى أفغانستان بحدود مشتركة مع 6 دول هي (باكستان وإيران وتركمانستان وأوزبكستان وطاجيكستان والصين)، ومع ذلك فإن أفغانستان دولة حبيسة لا سواحل لها على البحار وتعتمد على المنافذ في حركة التنقل مع دول الجوار بشكل كبير.

وتزايدت المخاوف مع إعلان طالبان، سيطرتها على أكثر من 70 % من الحدود المشتركة بين أفغانستان وطاجيكستان.

ولكن على ضوء النكسات المتتالية للجيش الأفغاني ولا سيما في الولايات الشمالية، أعلن البنتاجون عن احتمال “إبطاء” العمليات، بحسب تقرير لشبكة العين الإماراتية.

ولم يستبعد القائد الأعلى للقوات الأميركية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر الثلاثاء شن ضربات جوية ضد طالبان.

وفي خطوة لوقف فرار جنود أفغانستان إلى طاجيكستان المجاورة، أصدر الرئيس الطاجيكي تعليمات بحشد 20 ألف جندي احتياطي لتعزيز الحدود.

وأجبرت طالبان أكثر من ألف جندي أفغاني على الفرار إلى طاجيكستان المجاورة ليل الأحد/ الإثنين بعد معارك طاحنة، مستمرة منذ أعلنت قوات أميركية وغربية عزمها الرحيل عن البلاد.

وقال بيان صادر عن الخدمة الصحفية للرئاسة في طاجيكستان: “أصدر الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن تعليمات لحشد 20 ألف جندي خلال اجتماع لمجلس الأمن”.

وأضاف البيان أنه جرى خلال الاجتماع مناقشة مسألة ضمان الأمن في المناطق الحدودية واتخاذ إجراءات لتعزيز حماية حدود البلاد.

وأعلنت لجنة الأمن القومي الأفغانية وأجهزة الأمن في طاجيكستان بشكل منفصل فرار مئات الجنود من القوات الحكومية إلى أراضي طاجيكستان للنجاة بحياتهم بعد مواجهات مسلحة مع طالبان.

وتسيطر حركة طالبان منذ نهاية يونيو/حزيران، على المركز الحدودي الأكبر مع طاجيكستان، وعلى المعابر الأخرى المؤدية إلى هذا البلد، كما تسيطر على مناطق محيطة بمدينة قندوز التي تبعد حوالي 50 كيلومترا.

وفي باكستان، أعلنت إسلام آباد الثلاثاء إغلاق معبر حدودي رئيسي مع أفغانستان، وهو ما نجم عنه آلاف المسافرين العالقين على جانبي الحدود، وإن كان السبب المعلن “مواجهة كورونا”.

وأعلن وزير الداخلية الباكستاني، الشيخ راشد أحمد، قرار إغلاق معبر تورخام، شمال غربي باكستان، دون إعطاء إطار زمني لإعادة فتحه.

واتخذ القرار وفقا لإرشادات مركز القيادة والتشغيل الوطني، وهو الهيئة المسؤولة عن مواجهة وباء كورونا في باكستان.

ويأتي هذا التطور بعد أيام من إعلان باكستان اعتقال المشتبه به الرئيسي في انفجار وقع الشهر الماضي في لاهور، وهو من أصل أفغاني وكان يعيش في مخيم للاجئين بباكستان.

وتتبادل باكستان وأفغانستان اتهام بعضهما بعضا بإيواء جماعات إرهابية تشن هجمات على الدولة المجاورة.

وفي آذار/مارس 2017، بدأت باكستان إقامة سياج على حدودها مع أفغانستان، بطول 2600 كيلومتر لتقييد حركة المسلحين الإرهابيين ووضع حد للاتهامات بالتوغل عبر الحدود.

أما في طهران، فقد كشفت وسائل إعلام إيرانية، أن عناصر حركة طالبان الأفغانية سيطرت على أهم المنافذ الحدودية بين أفغانستان وإيران.

ونشرت المصادر ذاتها مقطع فيديو يظهر مسلحي حركة طالبان وهم يستقلون دراجات نارية ويحملون الأسلحة وينتشرون في معبر “دوغارون” الحدودي مع إيران.

ويعد منفذ “دوغارون” الحدودي الذي يبعد بمسافة 18 كيلو متراً عن مدينة تايباد التابعة لمحافظة خراسان رضوي شمال شرق إيران، من أهم المنافذ الحدودية التجارية مع أفغانستان كما أنه معبر لعبور المسافرين بين البلدين.

وكانت إيران أعلنت، الإثنين، إغلاق قنصليتها في مدينة مزار شريف شمال أفغانستان بسبب تقدم عناصر حركة طالبان نحو هذه المدينة، فيما قامت طهران بنقل دبلوماسييها إلى العاصمة كابول.

وكعادته دفع نظام رجب طيب أردوغان للبحث عن ساحات الصراع حول العالم، لوضع موطئ قدمٍ؛ وقوده ووسيلته دائما المرتزقة السوريّون.

فمن سوريا نفسها، إلى ليبيا مرورا بناغورني قره باغ، وأخيرا أفغانستان، استمرت أنقرة في إرسال شحنات من المرتزقة في رحلاتها العابرة للقارات، المتعطشة للنفوذ، وكسر العزلة الدولية.

تقارير إعلامية جديدة كشفت أن تركيا تعمل على قدم وساق لإرسال مئات من عناصر مرتزقتها إلى أفغانستان، وبدأت التحضير لذلك باجتماع مع قيادات الفصائل الموالية لأنقرة في سوريا أواخر الشهر المنصرم.

وقال مركز “الفرات الإعلامي” السوري إن تركيا تجري تحضيرات لإرسال 2000 عنصر من المرتزقة إلى أفغانستان.

ونقل المركز عن مصادر محلية أن أنقرة طلبت من قيادات في فصائل المعارضة السورية الموالية لها، تحضير العناصر للمهمة الجديدة.

 المصدر أوضح أن اجتماعا عٌقد في منطقة حوار كلس بتركيا، حضره ضباط في جهاز الاستخبارات التركية (MIT) وقيادات فصائل معارضة بسوريا للتحضير لإرسال المسلحين إلى أفغانستان.

وكشف المركز الإعلامي أسماء القيادات التي حضرت الاجتماع؛ وهم بعض قادة ألوية وفرق المرتزقة، سيتولون تحضير الدفعة الأولى المهيأة لملء فراغ انسحاب القوات الغربية من أفغانستان، ضمن دور تسعى تركيا للعبه هناك.

ووفق المصدر فقد طلب قادة الفصائل مبلغ 3000 دولار أمريكي كراتب شهري لكل عنصر مقابل السفر للقتال في أفغانستان.

وختم المصدر بأن “فصائل المعارضة الموالية لتركيا لا تتردد في إرسال عناصرها للقتال خارج سوريا مقابل الحصول على أموال، وسبق أن قام قادة الفصائل بسرقة الرواتب المخصصة للعناصر”.

وأضاف رئيس المرصد السوري أن أنقرة تعمَد إلى هذه الطريقة “الرسمية”، حتى لا يقع على عاتقها انتقاد المجتمع الدولي بالاستمرار في إرسال المرتزقة كما حدث في ساحات حرب أخرى.

واستبعد رامي عبدالرحمن أن تنطلي هذه الطريقة، و”تمويه المرتزقة” على الولايات المتحدة، والدول الأوروبية، التي سترفض الخطوة التركية من أساسها.

ومؤخرا عرضت تركيا القيام بحراسة وتشغيل مطار العاصمة الأفغانية كابول، بعد الانسحاب الدولي من أفغانستان.

وسبق أن نقلت رويترز عن مسؤولين أتراك أن أنقرة قدمت العرض في اجتماع لحلف الأطلسي في مايو/أيار عندما اتفقت الولايات المتحدة وشركاؤها على خطة لسحب القوات بحلول 11 سبتمبر/ أيلول، بعد 20 عاما على بدء الحرب في أفغانستان.

ووفق مراقبين فإن لتركيا هدفين من وراء العرض أولهما كسر العزلة وإنهاء حالة الجمود مع أوروبا وواشنطن، بأن تكون بديلا لهما في الدولة المضطربة، وكذلك موطئ قدم جديد للنظام الحاكم لإلهاء الشعب عن أزماته الداخلية.

مشاركة المقال عبر