الأخبار

هل يركب الأتراك صواريخ s-400 للذهاب إلى الشاطئ أم لحمل البطاطا؟

تُعتبر منظومة الدفاع الجوي  S-400 روسية الصنع إحدى منظومات الصواريخ أرض–جو الأكثر تطورا في العالم، وعلى إثر أحداث ما يُسمّى “الربيع العربي” فإنّ التدخل الروسي في سوريا تزامنا مع انسحاب إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما من المنطقة، قلب موازين القوى رأسا على عقب.
ويؤكد بعض الخبراء العسكريين قدرة تلك الصواريخ على اعتراض جميع أنواع الطائرات الحربية، بما في ذلك طائرة الشبح الأميركية التي يُقال بأنها عصية عن الرادارات. وباتت هذه المنظومة من أبرز أدوات تعزيز النفوذ الروسي في الشرق الأوسط.
وتسبب قرار تركيا الخاص بشراء منظومة صواريخ “إس 400” روسية الصنع في توتر العلاقات مع الولايات المتحدة مؤخرا، وتبع ذلك فرض عقوبات على أنقرة، حيث يقول الأميركيون إن تلك المنظومة لا تتوافق مع أنظمة الدفاع لحلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تنتمي إليه تركيا وكذلك الولايات المتحدة.
لكن، وخوفا من فرض المزيد من العقوبات الأميركية، علقت تركيا خططها لتفعيل نظام صواريخ “إس 400”. وعلى الرغم من أن الهدف الرسمي لتفعيل النظام كان أبريل 2020، إلا أن الجيش التركي يبقي على منظومة إس 400 معطلة. وهذا يعني أن أنقرة دفعت مبلغا كبيرا قدره 5ر2 مليار دولار لموسكو مقابل نظام ربما لن تقوم بتفعيله أبدا.
وسخر السفير الروسي لدى أنقرة، أليكسي يرهوف، من تردد تركيا في تفعيل المنظومة الروسية عندما قال: “هذه عملية بيع. لقد استلمنا أموالنا ويمكن للأتراك ركوب الصواريخ للذهاب إلى الشاطئ أو لحمل البطاطا معهم. هذا ليس من اهتماماتنا”. وكان ذلك محرجا للغاية لتركيا.
 لكن العرض مستمر. وفي 21 يونيو، قال إسماعيل ديمير، المسؤول الأول عن المشتريات الدفاعية في تركيا “إن قضية الصناعة الدفاعية قضية بالغة الأهمية في الدبلوماسية”.
ومثّل استحواذ تركيا على بنية الدفاع الجوي الروسية التي تبلغ قيمتها 5ر2 مليار دولار، وعدم قدرتها حتى على تفعيل المنظومة، وعواقب هذا الاستحواذ، برأي مراقبين، أمثلة نموذجية على كيفية إساءة التعامل مع صناعة الدفاع في الدبلوماسية.
وبرأي السياسي والكاتب التركي هالوك أوزدالغا، فإنّ التكلفة السياسية لـ إس 400 في تركيا أعلى بكثير من تلك المليارات، فيما تشير التقارير إلى أن تلك الصواريخ تُركت الآن في المخازن لتتعفن، ما يدل على أنه تمّ إهدار أموال دافعي الضرائب، بينما تُعاني البلاد من أزمة اقتصادية خانقة.
يُذكر أنّه تمّ إحضار بطاريات إس 400 إلى أنقرة في صيف 2019، ووصلت الصواريخ في الخريف، مصحوبة بدعاية كثيرة من وسائل الإعلام التركية الموالية للحكومة. تم تثبيت النظام واكتمال الاختبارات، وأنهى أفراد الجيش التركي المسؤولون عن العملية تدريبهم في روسيا، لكن كل شيء توقف فجأة بحجة أوليّة تمثلت في تفشّي وباء كورونا في البلاد.
ويرى أوزدالغا، أنّه سيتعين على المسؤولين الأتراك الآن ابتلاع كلماتهم “نحن نتجه نحو أسوأ فشل في شراء الأسلحة في تاريخ تركيا. قد يسجل التاريخ صفقة حزب العدالة والتنمية الفاشلة باعتبارها أغلى صفقة مبيعات أسلحة في العالم على الإطلاق.”
وبالتوازي مع ذلك، فإنّ فقدان الجيل الخامس من مقاتلات “إف 35” التابعة للناتو، إثر طرد أنقرة من قبل واشنطن من برنامج التصنيع، يحمل مخاطر أمنية غير مقبولة لتركيا.
وبفضل أسطولها من الطائرات النفاثة من الجيل الجديد، يمكن لليونان أن تتفوق في المجال الجوي وتزيد من مياهها الإقليمية إلى 12 ميلاً (19.3 كيلومترًا) وتفرض سيطرتها الكاملة على بحر إيجه. يمكن أيضًا قلب التوازن في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، بما في ذلك قبرص، رأسًا على عقب.

وكالات

مشاركة المقال عبر