سوريا

مناطق الحكومة السورية .. تدهور اقتصادي تدفع من تبقى من السوريين نحو براثن الفقر

يوماً بعد يوم تزدد معاناة المواطنين في مناطق سيطرة الحكومة السورية، وخصوصاً بعد رفع الدعم عن بعض أنواع المازوت والبنزين ورفع أسعار الخبز مع بقاء الرواتب على حالها.
وتشهد مناطق سيطرة الحكومة السورية غلاءا فاحشاً في أسعار السلع الغذائية بعد الزيادات التي فرضتها الحكومة على أسعار المازوت والبنزين، وتبعات ذلك على أسعار النقل والإنتاج.
ورفعت الحكومة السورية منذ مطلع العام الجاري، أسعار المحروقات وخصوصاً البنزين 4 مرات، وكانت البداية في شهر يناير/كانون الثاني الماضي عندما رفعت سعر البنزين المدعوم إلى 475 ليرة ارتفاعاً من 450 ليرة.
وفي منتصف شهر مارس/آذار تم رفع سعر البنزين العادي المدعوم إلى 750 ليرة، كما تم رفع سعر البنزين غير المدعوم والذي يعرف بالأوكتان ثلاث مرات خلال العام الجاري آخرها بداية شهر يوليو/تموز الماضي ليصل إلى 3 آلاف ليرة بزيادة 500 ليرة.
وفي آخر إجراءاتها رفعت الحكومة السورية سعر ليتر البنزين الممتاز أوكتان 90 المدعوم المستلم على البطاقة الإلكترونية إلى 1100 ليرة سورية، في خطوة يرافقها رفع في تكلفة النقل والأعمال.
وفي حزيران/يونيو رفعت الحكومة السورية سعر ليتر المازوت ليصبح 500 ليرة سورية بعدما كان محدداً بـ180 ليرة لمعظم القطاعات و135 ليرة للأفران أي بزيادة تجاوزت 170 في المئة.
كما ضاعفت سعر ربطة الخبز ليصبح مئتي ليرة سورية مقارنة بمئة ليرة سابقاً.
وهذه الأسعار هي الأسعار التي تدعمها الحكومة، ولكن المنتجات لا تكون متوفرة سواء في محطات المحروقات أو المخابز، وهذا ما يدفع المواطنين إلى التوجه لشرائها من السوق السوداء، وبأسعار أعلى من ذلك بكثير.
وعادة ما يلجأ الضباط لدى قوات الحكومة السورية بشراء هذه المنتجات بالسعر المدعوم وبيعها للفقراء في السوق السوداء، مستفيدين من حالة الفساد المستشري في جميع مفاصل مؤسسات الحكومة السورية وسط غياب تامة للرقابة والمحاسبة.
ومع هذا الارتفاع تبقى الراتب والأجور على حالها، حيث يقبض الموظف في مناطق سيطرة الحكومة السورية وسطياً 70 ألف ليرة كحد أدنى و200 ألف كحد أعلى، أي ما يتراوح بين 20 – 60 دولاراً شهرياً، في حين تحتاج الأسرة الواحدة المؤلفة من 4 أشخاص شهرياً إلى ما لا يقل عن مليون ليرة سورية أي حوالي 300 دولار.
وبحسب التقارير الأممية، يعيش 90 % من السوريين تحت خط الفقر، وقال تقرير للأمم المتحدة مؤخراً أن 83 % من السوريين لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبة الطعام القادمة.
وأمام هذا الوضع، ورغم إرسال مساعدات إنسانية من قبل الأمم المتحدة إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، لكن الضباط في قوات الحكومة إما يوزعونها على أفراد المتطوعين مع المجموعات المنضوية ضمن التشكيلات المسلحة بمختلف مسمياتها، أو يتم بيعها في الأسواق وبشكل علني للمواطنين.

مشاركة المقال عبر