القطـ ـاع الصحي في إدلب يواجـ ـه خـ ـطـ ـر الانـ ـهيـ ـار بسـ ـبب توقـ ـف الدعم الدولي

سلطة دمشق عاجزة عن تقديم الخدمات الصحية في إدلب

يواجـ ـه القطـ ـاع الصحي في مدينة إدلب وريفها خـ ـطـ ـر الانـ ـهيـ ـار الشامل، مع توقـ ـف الدعم المقدم من قبل المنـ ـظـ ـمـ ـات الدولية، ما يـ ـنـ ـذر بكـ ـارثـ ـة إنسانية وصحية غيـ ـر مسـ ـبوقة في منطقة تعـ ـاني أصلاً من هشـ ـاشة البنية التحتية الصحية، والضغـ ـوط الاقتصادية المتـ ـفاقـ ـمة على سكانها.

واقع القطاع الصحي: تمويل متوقف وأبواب تغلق

وتشير التقارير الميدانية إلى أن أكثر من 150 مركزًا صحيًا موزعة في مدينة إدلب وريفها، باتت مهددة بالإغلاق بسبب انقطاع الدعم المالي بشكل كلي أو جزئي، ما أدى إلى توقف عدد كبير من هذه المراكز عن تقديم خدماتها الطبية، وتراجع جودة الرعاية الصحية في تلك التي لا تزال تعمل.

ويأتي ذلك في وقت حرج، حيث تعجز سلطة دمشق عن سد الفجوة التمويلية بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة والعجز المالي الكبير، مما فاقم معاناة السكان في واحدة من أكثر المناطق السورية تضررًا من الحرب.

الضغط على المشافي المتبقية

وبسبب توقف الدعم، تشهد المشافي الكبرى كـ “مشفى الأمومة” و”المشفى الجامعي” في إدلب ضغطًا شديدًا يفوق قدرتها الاستيعابية، نتيجة توافد المرضى من إدلب ومن محافظات أخرى بعد سقوط النظام، في ظل غياب البدائل العلاجية المجانية.

وبات العاملون في المجال الصحي يعانون من الإنهاك، ويعملون بأقل الإمكانيات، في بيئة تفتقر إلى الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.

شهادات من الميدان: المرضى في مواجهة الخطر

ويقول (ع.ح)، ممرض في أحد المشافي المتأثرة بانقطاع الدعم، في حديث للمرصد السوري: “الأوضاع مأساوية، هناك نقص حاد في الأدوية والمستلزمات، ولا يمكننا تقديم الحد الأدنى من الرعاية الصحية، في ظل تزايد أعداد المرضى يومًا بعد يوم”.

بينما يروي (م.ب)، مريض بفشل كلوي، جانبًا من معاناته قائلاً: “كنت أتلقى علاجي في إدلب بانتظام، لكن الآن اضطررت للذهاب إلى دارة عزة بريف حلب، الأمر مرهق ومكلف وخطير على صحتي، خاصة مع تأخر مواعيد الغسيل أحيانًا، وغياب بعض العلاجات”.

أثر الأزمة على السكان: خطر انتشار الأوبئة وتدهور الصحة العامة

ولا يقتصر تأثير هذه الأزمة على المرضى فحسب، بل يمتد ليشمل كامل المجتمع، حيث يؤدي غياب الخدمات الصحية الأولية إلى زيادة خطر تفشي الأمراض والأوبئة، لا سيما في بيئة مكتظة وتعاني من ضعف في خدمات المياه والصرف الصحي. وقد تتحول إدلب إلى بؤرة صحية هشة، إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.

نداء عاجل من الأهالي والكوادر الصحية

ويأمل الأهالي أن تستجيب سلطة دمشق لندائها الإنساني العاجل، لإعادة الأمل لمدينة يعاني سكانها من أعباء الحياة اليومية وظروف النزوح، دون توفر الحد الأدنى من الرعاية الصحية.

إن استمرار تجاهل الأزمة الصحية في إدلب قد يؤدي إلى انهيار المنظومة الطبية في المنطقة بالكامل، ويترك مئات الآلاف من المدنيين دون رعاية، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى الخدمات الصحية الطارئة.

 

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى