الأخبار

المعارضة التركية: أردوغان استسلم للسعودية

قال رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليجدار أوغلو، بخصوص طلب إحالة القضية المتعلقة بقتل الصحفي جمال خاشقجي إلى السعودية، “سيرسلون الآن ملف خاشقجي إلى السعودية. مكان القتل إسطنبول .. لقد استسلموا للسعودية. هذا يعني الدوس على سمعة تركيا ”.
وكان زعيم أكبر أحزاب المعارضة التركية يقدم تقييمه الأسبوعي جدول أعمال اجتماع داخلي لحزبه، مواصلا سلسلة انتقادات لاذعة لأردوغان تشمل السياستين الداخلية والخارجية، فيما يبدو أنها استعدادات مبكرة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في يونيو 2023.
وعلّق كليجدار أوغلو “لا يوجد شيء لا يستطيع الرئيس الملكي (أردوغان) التضحية به من أجل مصلحته الخاصة.”

وذكّر أيضاً بحادثة سفينة مافي مرمرة، حيث زعم أردوغان أنه يدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني، بينما إسرائيل رفضت دفع تعويضات أو الاعتذار، لكنّ الرئيس التركي “استسلم! هل هناك زعيم عالمي يسير خلف شخص ما ويتوسل ويستجدي شخصًا ما؟ بحق الله، هل من يدوس على سمعة البلد يصبح زعيمًا؟”

كتم مدعي عام إسطنبول طلب قبل أيام “إغلاق ملف” قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي وإحالته إلى السعودية، فيما أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن “خطوات مهمة” لتحسين العلاقات مع المملكة.

وأشار المدعي العام إلى مطالبة النيابة السعودية برفع قرارات المذكرة الحمراء بحق المتهمين الـ26، وأفاد بأنه ونظرا لكون المتهمين مواطنين أجانب، فإنه لم يتم القبض عليهم بعدُ وبالتالي لم يتم أخذ إفاداتهم، ما أدى إلى عدم إحراز تقدّم في الملف.

ومع الإعلان عن مقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع أكتوبر 2018، أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أوامر بإعفاء عدد من المسؤولين من مناصبهم، وأعلنت المملكة لاحقا توقيف 18 سعوديا على ذمة القضية.

وبعد تحقيقات كثيفة، أعلنت النيابة السعودية أحكاما رادعة ونهائية بحق المتهمين، لتسدل بموجب الأحكام الستار على القضية التي شغلت الرأي العام العربي والدولي.

وحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استغلال حادثة مقتل خاشقجي لابتزاز السعودية، ما دفع المملكة إلى مواجهة ذلك بحزم شديد، فقامت بفرض حظر غير رسمي على البضائع التركية وتنظيم حملة مقاطعة للرحلات السياحية إلى البلاد.

وفي ظل الصعوبات الاقتصادية الخطيرة التي تواجهها سعت أنقرة منذ بضعة أشهر إلى التقرب من الرياض، من خلال رسائل مباشرة وجهها أردوغان للمملكة، بقوله “نريد تعزيز علاقاتنا مع السعودية، ونرغب في دفع حوارنا الإيجابي معها قدما بخطوات ملموسة في الفترة المقبلة”.

وعمّت الفوضى حسابات قيادات جماعة الإخوان على موقع تويتر إثر طلب مدعي عام إسطنبول “إغلاق ملف” قضية خاشقجي. وبدا الخطاب الذي عادة ما يكون موحدا في حسابات الشخصيات الإخوانية ولو بطرق مختلفة تجاه القضايا التي تكون تركيا طرفا فيها مرتبكا ومشوشا.

وفيما اختار البعض تجاهل الخبر عبّر آخرون عن صدمتهم. وفي المقابل انبرى قسم للدفاع عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسوق تبريرات واهية بينما انقلب آخرون للضد ليتهموا أردوغان بنهاية المتاجرة بقضية خاشقجي.
أحوال تركية

مشاركة المقال عبر