الأخبار

وزير الداخلية التركي: سننقذ سوريا والعراق من أيدي الولايات المتحدة وأوروبا… ولكن…!

تعاني المناطق الخاضعة للنفوذ التركي في سوريا التي دخلتها خلال عمليات عسكرية تحت مسمى “درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام” فلتانٌ أمني كبير، حيث تشهد بشكل مستمر عمليات اغتيال وتفجيرات وتضييق للحريات العامة والمعتقدات الدينية واعتقال المدنيين وتعذيبهم.

مركز الأخبار _ فوكس برس

قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، يوم أمس السبت، أن “تركيا ستجلب السلام إلى سوريا والعراق وتنقذ البلدين من أيدي الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا”.

كلام صويلو جاء في كلمة ألقاها خلال افتتاح “معرض الخير”، الذي نُظم تحت رعاية بلدية أسنلار ووزارة الداخلية التركية، في مدينة إسطنبول.

وأوضح صويلو أن بلاده تتواجد في عدة بلدان من الشرق الأوسط وقال، إن “تركيا تتواجد في ليبيا والعراق وأذربيجان والعديد من الأماكن الأخرى”.

وتابع وزير الداخلية التركي أن “تركيا لن تفعل مثل ما يفعل الغرب وأوربا، لم ولن تمييز بين الأطفال على أساس لون شعرهم أو لون عيونهم، نحن نساعد الجميع حول العالم، من بنغلاديش إلى أفريقيا، نحن فخورون بذلك نحن نساعد أوكرانيا و العراق ولبنان وليبيا وأذربيجان”.

ويرى مراقبون أن تصريحات صويلو رسالة أخرى لغزو مناطق جديدة من العراق وسوريا.

انتهاكاتٌ خطيرة وسجونٌ سريّة

وتعاني المناطق الخاضعة للنفوذ التركي في سوريا التي دخلتها خلال عمليات عسكرية تحت مسمى “درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام” فلتانٌ أمني كبير، حيث تشهد بشكل مستمر عمليات اغتيال وتفجيرات وتضييق للحريات العامة والمعتقدات الدينية واعتقال المدنيين وتعذيبهم.

ونشرت العديد من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان المحلية منها والدولية تقارير تؤكد تورط تركيا في انتهاكات خطيرة ضد المدنيين.

ومؤخرا نشرت جريدة The Jerusalem Post الإسرائيلية تقريراً عن “الانتهاكات المنهجية والخطيرة لحقوق الإنسان، والتي ارتكبتها الفصائل المدعومة من تركيا في شمال غرب سوريا”، والانتهاكات الجسيمة بحق المُحتجزين في السجون، بما في ذلك الاعتداء الجنسي والقتل”.

وبحسب التقرير فقد تم احتجاز 8590 شخصاً ضمن سجون فصائل مدعومة من تركيا عام 2018، واختفى منهم 1500 دون وجود أي سجل يُثبت مكان وجودهم.

وأشار تقرير The Jerusalem Post إلى أنّ” تركيا تمكنت بالتعاون مع الفصائل الإسلامية من احتلال منطقة عفرين، وهجرت 300 ألف ساكن إلى أجزاء أخرى من سوريا، معظمهم من الأكراد والإيزيديين”.

وعملت تركيا على احتجاز المخطوفين ضمن مجموعة من السجون غير الرسمية، التي تمتد بين إدلب وعفرين غرباً مروراً بأعزاز ومارع، وصولاً إلى جرابلس والباب شرقاً، بحسب The Jerusalem Post.

وأشارت الجريدة إلى أنّ تركيا تحتجز المواطنين السوريين ضمن هذه السجون دون أي رقابة قانونية، وفي زنازين قذرة، ويتعرض الجميع للتعذيب بالصدمات الكهربائية والتجويع والضرب بشكل منهجي، كما يعتبر الاعتداء الجنسي على المحتجزين من الذكور والإناث أمراً دائماً في هذه السجون.

اللاجئين السوريين ملفٌ للمساومة

وفيما يخص تصريحاته بخصوص التعامل بدون تمييز مع أحد والمساعدات المقدمة للعديد من الدول حسب قوله؛ فالمثال الأقرب هو ورقة اللاجئين السوريين والتي تعتبر ملف مساومة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومعارضيه، والتي عادت للواجهة من جديد مع قرب الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في يونيو (حزيران) 2023.

وتصاعدت مشاعر العداء للاجئين في تركيا في السنوات الأخيرة، مع قيام عدد من السياسيين بحملات لفرض قيود أكثر صرامة على اللاجئين، مما ساهم في ازدياد مشاعر الكراهية تجاه اللاجئين وخاصة السوريين منهم كونهم يشكلون النسبة الأكبر في البلاد.

هذه المشاعر وردود الفعل المتزايدة، ليست وليدة ليلة وضحاها، بل دأبت الأحزاب السياسية التركية على تغذيتها منذ بضع سنوات، مستخدمة ذلك كورقة رابحة من أجل تحقيق مكاسب سياسية وكسب المزيد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، فتحول السوريون في هذه الخلافات إلى وقود حرب سياسية بين الأطراف المتنافسة، ووصل الحال مؤخراً إلى اقتراح لرئيس بلدية مدينة بولو تانجو أوزجان المنتمي لحزب الشعب الجمهوري أن تفرض البلدية رسوم تزيد بنسبة 10 أضعاف على فواتير المياه الخاصة بالسوريين.

وتبنت أحزاب أخرى قومية وإسلامية مثل حزب “السعادة” الإسلامي وحزب “الحركة القومية”، موقف كمال كليجدار في ضرورة إعادة اللاجئين إلى بلادهم.

وسائل إعلام تركية تهاجم اللاجئين السوريين

وفي الـ30 فبراير من العام الحالي شنَّ عدد من وسائل الإعلام التركية هجومًا لاذعًا ضدّ اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضيها، واتهمت هذه الوسائل اللاجئيين بأنهم “فضلوا الهروب من سوريا”، بدلاً من البقاء في أرضهم للدفاع عنها، كما “فعل الشعب في أوكرانيا”. حيث عنونت صحيفة “yenicag” التركية خبرها في مقارنة اللاجئين السوريين مع الشعب الأوكراني قولها “بينما كان رجالٌ سوريون فارون من الحرب يُدخّنون الشيشة على شواطئنا… ماتت الجندية الأوكرانية إيرينا تسفيلا من أجل وطنها”…

في حين نشر موقع “haberay” صورة مقاتلة أوكرانية، وقال: “بينما يفر رجال سوريا من الحرب، تدافع نساء أوكرانيا عن أرضهن”.

مشاركة المقال عبر