سوريا

المعارضة تستنكر تصريحات “أوغلو” ومخاوف من اتفاق تركي _ سوري بتسليم بعض المعارضين

فوكس برس _ كشفت تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أمس الخميس، بشأن المصالحة بين المعارضة والحكومة السورية وضرورة منع انقسام سوريا، عن انقلاب شامل في الموقف التركي وسط حديث عن تسوية بين الرئيس التركي أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد، فيما ترى أوساط المعارضة السورية أنها طعنة تركية لهم.

وبُعيد هذه التصريحات شن معارضون سوريون هجومًا على أردوغان ووصفوا تصريحات وزير خارجيته بأنها «طعنة» تركية للمعارضة، وأنها كانت متوقعة من “رئيس منافق” مستعد لبيع أي قضية من أجل الوصول إلى أهدافه.

وعلى الأرض لاقت تصريحات وزير الخارجية التركي “تشاووش أوغلو”، مساء أمس موجة من ردود الأفعال الغاضبة لسوريين في مختلف المناطق الخاضعة للنفوذ التركي منددين بهذه التصريحات ورافضين لفكرة التصالح مع الحكومة السورية، وكتب المتظاهرون شعارات من قُبيل «تسقط تركيا ويسقط النظام» «تركيا خائنة»، إضافةً إلى قيام المتظاهرين بإنزال العلم التركي في عدة مناطق وحرقها واعتراض رتل تركي في بلدة كفر جنة بمدينة عفرين.

ويعتبر مراقبون سوريون أن تصريحات وزير الخارجية التركي هي إعلان عن تخلي تركيا عن المعارضة وتنصّلها من التزامها تجاه الملايين من اللاجئين الذين فروا إليها بحثًا عن الأمن، وأنها تخلت عن الملف ككل من أجل تحقيق مصالحة مع الأسد مقابل ضمانات منه ومن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن محاصرة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

وفي قضية مشابهة لما يجري اليوم، يقول مراقبون أن التطبيع التركي مع الحكومة السورية، شبيهة إلى حدٍ كبير في موضوع التقارب “المصري _ التركي” والتي تخلّت بموجبها تركيا عن قسم كبير من الإخوان المسلمين في مصر والذين كانوا يتخذون من أنقرة  اسطنبول مقرات لهم، وعليه فإن التخلي عن الائتلاف السوري الذي سيصبح ورقة محروقة لدى تركيا في حال اتفاقها مع الحكومة السورية، سيكون أمراً يسيراً لدى تركيا.

وتوقّع مراقبون أن تطلب تركيا من قيادات المعارضة مغادرة أراضيها ووقف كل اجتماعاتها وأنشطتها، ولم يستبعدوا أن يتم تسليم أخطر المطلوبين للحكومة السورية خاصة من القيادات العسكرية المنشقة.

ومن المرجح أن تخرج مظاهرات شعبية اليوم الجمعة أيضاً على غرار يوم أمس، أمام نقاط المراقبة التركية وفي الساحات العامة للتعبير عن الرفض الشعبي القاطع لإجراء مصالحة مع الحكومة السورية وللتنديد بالموقف التركي الذي بات مؤخراً يذهب باتجاه “التطبيع العلني” مع الحكومة السورية.

مشاركة المقال عبر