تركيا سوريا

حصار نازحي عفرين في “الشهباء”… إحدى نتائج ملف التقارب بين الحكومة السورية وتركيا

أكدت تصريحات المسؤولين الأتراك المتلاحقة منذ فترة، استعداد أنقرة لفتح مسار تقارب مع الحكومة السورية، حيث يسعى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان من خلال إعادة تطبيع العلاقات للتخلّص من ملف اللاجئين السوريين في بلاده والتي تعتبر أبرز ورقة ضغط في يد المعارضة لإسقاط الرئيس التركي في الانتخابات الرئاسية، منتصف العام المقبل 2023، إلى جانب فقدان شعبيته نتيجة الأوضاع السيئة التي يمر بها البلاد اقتصادياً في الداخل والعزلة السياسية من الخارج.

مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق يأتي في إطار استحقاقات سياسية تركية، ورغبة الحكومة السورية في العودة للمجتمع الدولي والسيطرة على مناطق في ادلب، فضلًا عن دور روسي محوري في جهود التقارب، إلا أن هذا التقارب وفق محللين سياسيين لن يجلب الحل إلى سوريا بل سيزيد من تعميق الأزمة بشكل أكبر على حساب مناطق جديدة.

وبحسب مراقبين فإن تركيا والحكومة السوريّة توصلتا إلى تنفيذ عدّة مخططات لتحقيق التقارب والتطبيع، تمثلت بتعهد أنقرة للجانب السوري بالتخلي عن الائتلاف السوري وإفراغ ادلب من تحرير الشام على مراحل ليتم اختيار منطقة عفرين بديلاً لها بهدف جعل ادلب لقمة سهلة لقوات الحكومة السورية.

ولعلّ التحركات والتصعيد من قبل قوات الحكومة السورية وروسيا ميدانيًا في جبهات ريف إدلب وجنوب غربي حلب، عبر القصف المدفعي والصاروخي وعمليات التسلل إلى جانب الطيران الحربي مؤشر قوي أن ما يحصل ناجم عن اتفاقيات بين الأطراف المذكورة.

مقابل ذلك؛ يشير مراقبون أن الحصار المشدد التي تفرضه قوات الحكومة السورية على نازحي عفرين المتواجدين في منطقة الشهباء بريف حلب الشمالي والموزعين على خمس مخيمات ومنازل شبه مدمرة، عبر منعها دخول صهاريج المازوت وشاحنات الأدوية والمواد الغذائية، ما هو إلا عامل ضغط على النازحين لترك هذه المنطقة تمهيدًا لتسليمها إلى القوات التركية في إطار الصفقة التركية _ السورية وبرعاية روسيا.

مشاركة المقال عبر