التحالف الدولي وقسد يعـ ـززان الوجود العسـ ـكري في دير الزور والحسكة
نشر قوات خاصة وقناصة على ضفة نهر الفرات لمراقبة تحركات الخلايا

شهدت مناطق شمال وشرق سوريا، خصوصاً ريف دير الزور والحسكة، اليوم تعـ ـزيزات عسـ ـكرية كبيرة من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، في إطار جهود تثبيت السيـ ـطرة وتأمين خطوط التمـ ـاس على ضفاف نهر الفرات خصوصاً ضـ ـد خـ ـلايا د..ا..عـ ـش.
تعزيزات عسكرية نوعية
ووصلت إلى قاعدة قسرك شمال مدينة الحسكة تعزيزات ضخمة تشمل أسلحة نوعية ومواد لوجستية، حيث هبطت صباح اليوم طائرة شحن عسكرية أمريكية محملة بمضادات جوية ومعدات عسكرية متقدمة، إلى جانب رتل يضم 25 شاحنة محمّلة بالأسلحة والعربات العسكرية والمواد اللوجستية والصهاريج، قادماً عبر معبر وليد الحدودي مع إقليم كوردستان العراق.
كما هبطت بعد منتصف ليل الأحد – الاثنين طائرة شحن أمريكية في قاعدة خراب الجير بريف رميلان شمال الحسكة، برفقة مروحية، محملة بشحنات من الذخائر والأسلحة ومعدات دعم لوجستية إضافية.
وتعد هذه التعزيزات من أبرز عمليات الإمداد الأخيرة التي يشهدها ريف الحسكة، في ظل تصاعد نشاط التحالف الدولي لضمان استقرار المنطقة.
تكثيف قوات “قسد” على خطوط التماس
وفي سياق تعزيز الأمن، قامت قوات النخبة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (TOL) بنشر نحو 3 آلاف عنصر على طول خطوط التماس في ريف دير الزور، بالإضافة إلى نشر 800 قناص على ضفة نهر الفرات، في محاولة لوقف أي تحركات محتملة لخلايا تنظيم “داعش” وتأمين مناطق المدنيين.
الشراكة بين التحالف الدولي وقسد
وتقوم العلاقة بين التحالف الدولي وقسد على تعاون عسكري ولوجستي واستخباراتي مكثف، حيث يقدم التحالف الدعم بشكل مباشر لقسد عبر الإمدادات العسكرية، التدريبات الميدانية، واستخدام الطيران الاستراتيجي لتأمين المناطق الحساسة.
وتتمثل أهم أبعاد الشراكة، في تأمين التدريب والتأهيل العسكري، حيث تدرب قوات التحالف عناصر قسد على استخدام الأسلحة المتقدمة والتكتيكات الخاصة بمكافحة الإرهاب، بما في ذلك مكافحة الهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة.
وأيضاً عبر الدعم اللوجستي والاستخباراتي الذي يشمل تزويد قسد بالذخائر، العربات العسكرية، الصهاريج، وأنظمة الاتصالات، بالإضافة إلى مشاركة معلومات استخبارية حاسمة لتحديد مواقع الخلايا والتحركات على الضفة الأخرى لنهر الفرات.
فضلاً عن الانتشار والتنسيق العملياتي، حيث يتم نشر قوات النخبة وقناصي قسد بالتنسيق مع التحالف على طول نهر الفرات، لضمان استجابة سريعة لأي تهديد.
إلى جانب تقديم التحالف للحماية الجوية والاستراتيجية، حيث يوفر التحالف غطاءً جوياً للتدخل عند الحاجة، مع مراقبة التحركات الميدانية وتحليل التهديدات المحتملة.
ويشير خبراء عسكريون إلى أن هذه الشراكة تجعل من قسد قوة شبه رسمية قادرة على تنفيذ مهام عسكرية معقدة، مع الاعتماد على التحالف الدولي في الحماية والدعم المستمر، ما يزيد من قدرة قسد على الردع ومواجهة التهديدات على اختلاف أنواعها وخصوصاً من خلايا تنظيم “داعش”.
وفي سياق آخر، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جميع الهجمات والعمليات المسلحة التي تشهدها المنطقة خلال الفترة الأخيرة نفذتها خلايا تنظيم “داعش”، مستهدفة العسكريين المدنيين على حد سواء.
ووثّق المرصد السوري منذ مطلع العام 2025، 161 هجوماً شنته خلايا داعش في مناطق شمال وشرق سوريا، 135 هجوماً منها وقع في ريف دير الزور.
وتشير هذه التحركات العسكرية المكثفة إلى استمرار دعم التحالف الدولي لقسد في المنطقة، وتعكس نشاط خلايا داعش المستمر. فيما تأتي تعزيزات الأسلحة ونشر القوات على خطوط التماس بهدف ضمان الاستقرار وحماية المدنيين.