الأخبار سوريا

محلل سياسي: ولي العهد السعودي قدّم هدية للحكومة السورية ولا علاقة له بما حدث في سوريا…!

اعتبر المحلّل السياسي نضال السبع، أن ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» ليس له أي علاقة بكل ما حدث في سوريا، وأنّه بالعكس (ولي العهد) لعب دورًا إيجابيًا وخاض معركة ضد تنظيم الإخوان، وشجع على فتح الخطوط الثنائية مع دمشق.

وأضاف “السبع” في تغريدة ثانية عبر “تويتر”: «ثقافة الأمير محمد هي ثقافة سلام وحوار، وهو يفضل إقامة علاقات مع دول وحكومات وليس مع معارضات وخاصة إن كانت إخوانية».

وأردف: «خلال زيارة اللواء حسام لوقا الأخيرة إلى الرياض، أبلغ المسؤولين السعوديين بأن دمشق تعاني من نقص في قطع غيار الطائرات، فبادر الأمير محمد بن سلمان إلى تقديم هدية عبارة عن ثلاثة طائرات مدنية للحكومة السورية، في سوريا هناك امتنان كبير وتقدير للأمير محمد بن سلمان ، إنه زمن الرجال».

وفي الـ 7 ديسمبر 2022، كشف المحلل السياسي اللبناني والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط والخليج العربي “نضال السبع”، في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”، أن مدير المخابرات في الحكومة السورية اللواء “حسام لوقا” زار العاصمة السعودية الرياض عبر مطار بيروت قبل 12 يومًا، وقد استمرت زيارته أربعة أيام.

مصادر خاصة أكدت حينها لموقع “فوكس برس” أن مدير المخابرات السورية “حسام لوقا” التقى خلال زيارته رئيس الاستخبارات السعودية “خالد الحمدان”.

وأضافت المصادر أن “لوقا” طلب من نظيره السعودي فتح مجال الدعم المادي السعودي للحكومة السورية.

يأتي ذلك، في وقت تشهد فيها مناطق الحكومة السوريّة أزمة اقتصادية خانقة إلى جانب أزمة وقود حادة، على الرغم من وجود آبار للنفط ضمن مناطقها والتي تنتج نحو 80 ألف برميل يوميًا. الأمر الذي اعتبره مختصون في الشأن السوري بتخلّي حلفاء دمشق “روسيا وإيران” عن دعمه اقتصاديًا على الرغم من استنجاد الحكومة السورية بهما.

والأحد الماضي، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية نقلاً عن مصادر مطلعة، أن إيران تنوي الحد من تزويد الحكومة السورية بالنفط مخفض السعر.

وأشارت الصحيفة أن طهران طلبت من دمشق دفع ثمن النفط مقدماً، رافضة طلبات جديدة للإمدادات عن طريق الائتمان.

وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الإيرانيين أخبروا نظراءهم في الحكومة السورية مؤخراً أنه سيتعين عليهم بعد ذلك دفع المزيد مقابل إمدادات النفط الإضافية وسط بداية ذروة الطلب في فصل الشتاء، وأبلغوهم بمضاعفة السعر وصولاً لسعر السوق لأكثر من 70 دولارا للبرميل.

الجدير بالذكر أن العلاقات الثنائية بين الحكومة السورية والمملكة العربية السعودية بدأت تسير في منحى مغاير تمامًا، عما كانت عليه خلال سنوات الاحتجاجات في سوريا، وباتت في الفترة الأخيرة أكثر ودًا.

وشهدت العلاقات الثنائية تدهورًا كبيرًا على خلفية انخراط السعودية في مشروع تغيير النظام في سوريا منذ بداية الاحتجاجات وإغلاق سفارتها في دمشق وطرد السفير السوري عام 2011، ومساهمتها في زيادة حدة الصراع في سوريا عبر دعمها بعض الفصائل في الجيش الوطني السوري بالمال والسلاح ودعمت وصول جهاديين إلى سوريا، لتساهم بذلك السعودية في تدمير سوريا وتهجير سكانها، إلا أن ذلك لم يكن عائقًا في أن يتجه رئيس الاستخبارات السورية إلى الرياض وكأنّ شيئًا لم يكن، في سيناريو شبيه ما يحصل بعلاقات الحكومة السورية مع تركيا التي تشهد تقاربًا بعد أن كانت تعيش في خلافات عميقة، ليتضح بأن الشعب السوري هو الخاسر الأكبر سواءً قبل انقطاع العلاقات أو بعده.

ليس هذا فحسب، فالسعودية كانت من إحدى الدول العربية الفاعلة في الصراع السوري، ومارست تأثيرًا قويًّا على المعارضة السياسية والعسكرية، كما أنها زودت مقاتلي المعارضة بالسلاح (دبابات، صواريخ مضادة للدبابات، رشاشات هجومية)، إلى جانب تقديم رواتب شهرية لهم باليورو والدولار في سبيل الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

يذكر أن الاجتماع بين مسؤول الاستخبارات السورية مع نظيره السعودي، ليس الأول من نوعه، فعلى هامش “المنتدى العربي الاستخباري” الذي جرى في العاصمة المصرية القاهرة والذي جرى افتتاحه في 9 من تشرين الثاني 2021، التقى “حسام لوقا” مع “خالد الحميدان” أيضًا.

وشكّل الاجتماع ردود فعل غاضبة لدى الشارع السوري في مناطق الحكومة السورية الذين اتهموا الحكومة السورية بأنها تبحث عن مصالحها الضيقة فقط من خلال الجلوس مع طرف رئيسي (السعودية) تسبب في دمار سوريا وقادت حربًا بالوكالة فيها من خلال دعم جماعات معارضة.

فيما اتهمت أطراف في المعارضة السورية خلال السنوات السابقة، السعودية بأنها عملت على دعم جماعات دون غيرها، وأزكت عداوات داخل مكونات قوى الثورة والمعارضة السورية.

مشاركة المقال عبر