شمال وشرق سوريا

تركيا ومنظمات خليجية إخـ ـوانية تواصل بناء المستوطنات في منطقة عفرين

تواصل تركيا تغيير ديمغرافية عفرين، عبر المستوطنات التي تقوم ببنائها من خلال منظمات سورية تشكلت في تركيا وأخرى خليجية وخاصةً القطرية والكويتية منها بالإضافة إلى منظمات فلسطينية، وكذلك منظمات تركية جميعها تتبع لتنظيم الإخوان المسلمين، ولذلك لتطبيق المخطط التركي في تغيير ديمغرافية الشمال السوري الذي تسيطر عليه وخاصةً منطقة عفرين.

ومنذ سيطرة تركيا والفصائل المولية لها على عفرين وريفها في الـ18 مارس / آذار 2018، تعمل على تغيير ديمغرافية المنطقة، حيث تنشأ المستوطنات وتستولي على أملاك السكان الأصليين لعفرين بعد تهجير قسم كبير منهم، والعمل على إجبار من تبقى منهم على النزوح، واستمراراً لهذه السياسة، أقدمت تركيا وعبر الجمعيات المرتبطة بها إلى تحويل المخيم الواقع بين قريتي “يلانقوز ـ بافلور” بناحية جنديرس في عفرين إلى مستوطنة، بعد توسيع المخيم في الآونة الأخيرة، وبحسب المعلومات التي وصلت لموقع “فوكس برس” فالأرض التي تم إنشاء المستوطنة عليها كانت تضم أكثر من 325 شجرة زيتون، والتي يعود ملكيتها للمواطن “نبيه خليل مراد” من أهالي قرية “كفر صفرة” التابعة لناحية جنديرس بريف مدينة عفرين.

ويتخوّف أهالي منطقة عفرين الأصليين من ازدياد نشاط بناء المستوطنات على خلفية اسـتغلال تركيا كارثة الزلزال بحجة إيواء المتـضررين، إذ يؤكدون أن الهدف الحقيقي وراء ذلك هو استمرار عملية التغيير الديمغرافي و تغيير هوية التركيبة السكانية للمنطقة.

وفي الـ 12 فبراير 2023، أعلنت مؤسسة قطر الخيرية عن مشروع جديد لبناء مستوطنة في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، بعد الزلـزال الذي ضرب مناطق سوريّة عدة.

وأطلقت المؤسسة على المستوطنة المراد بناؤها في مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها اسم “مدينة الكرامة” تحت غطاء إعادة إعمار مناطق تضررت جراء الزلزال.

وعبّر الأكاديمي والخبير الاقتصادي السوري “جلنك عمر” في مقابلة أجرتها وكالة ميديا نيوز التي تنشر باللغة الانكليزية عن المخاوف من اسـتغلال تركيا فيما تسميها بجهود الإعمار في أعقاب الدمار الكبير الذي حدث، لا سيما في منطقة جنديرس والقرى المحيطة بها، والتي لن تكون لصالح السكان المحليين الحقيقيين الكورد الذين ما زالوا في المنطقة.

وأضاف أنه والأرجح أنه سيتم الاستيلاء عليها وإقامة المستوطنات هناك، بهدف توطين العرب والتركمان من خارج المنطقة، بهدف ترسيخ الهندسة الديمغرافية للمنطقة، وتوطين اللاجئين السوريين المرحلين من تركيا.

وأشار “عمر” أن هناك خشية من مصادرة الممتلكات من هؤلاء الكورد الذين بقوا في المنطقة وتركهم مشردين.

واعتبر نشطاء وصحفيين من منطقة عفرين، أن مرحلة ما بعد الزلزال هي الأخطر، خاصةً مع توجّه العديد من المنظمات والفرق القطرية الحكومية بالدخول للمنطقة وتوجيه أغلب إمكانياتهم إلى المناطق الكوردية الخاضعة لسيطرة تركيا وعلى رأسها جنديرس المنكوبة.

وأشار النشطاء والصحفيين الكورد أن ما يُقال عن إعادة إعمار من قبل تلك المنظمات، ما هي إلا بداية مرحلة جديدة من مشاريع الاستـيطان والتغيير الديمغرافي، خاصةً وأن تلك المنظمات بدأت تعرض على سكان المنطقة الكورد بالخروج من منازلهم التي لا تزال بعضها صامدة في مدينة جنديرس وإعطائهم خيم بعيدة عن منازلهم بدلاً منها.

الجدير ذكره أنه منذ سيطرة تركيا على عفرين أقدمت على تغيير أسماء الساحات الرئيسية بمركز عفرين مثل ساحة آزادي (الحرية) إلى ساحة أتاتورك ودوار نيروز إلى صلاح الدين، والدوار الوطني إلى دوار 18 آذار، ودوار كاوا الحداد إلى دوار غصن الزيتون، وفي إطار تغيير أسماء القرى غيّرت تركيا اسم قرية قسطل مقداد الى سلجوق اوباسي، وقرية كوتانا إلى ظافر اوباسي، وكرزيله إلى جعفر اوباسي.

ورافق تغيير أسماء الأماكن الاستراتيجية والكوردية إلى أسماء عثمانية ووضع العلم التركي وصور أردوغان في كل مكان وعلى لوحات الدلالة في كل قرية وناحية ومركز المدينة، فضلاً عن تعليم اللغة التركية في المدارس ووضع العلم التركي على ألبسة الطلبة.

مشاركة المقال عبر