سوريا

مهلة 15 يوم لتنفيذ خمسة بنود تُجنب مدينة تلبيسة بريف حمص الحل الأمني

أجرى وفدٌ من أهالي ووجهاء مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي اجتماعاً مطولاً مع عدد من ضباط المخابرات التابعين للحكومة السورية في مدينة حمص، وعلى رأسهم اللواء حسام لوقا رئيس شعبة المخابرات العامة في دمشق، عقب توجيه دعوة لهم من أجل الوقوف على المشاكل الأمنية التي شهدتها المدينة خلال الفترة الماضية.

أكد المرصد السوري حضور كل من العميد محمد سليمان قنا رئيس فرع المخابرات العسكرية /261/ بالإضافة لرئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في محافظة حمص وقائد الفيلق الثالث اللواء جمال محمود يونس، ورئيس فرع مخابرات أمن الدولة العميد مدين ندة.

وطالب المجتمعون بوفد وجهاء مدينة تلبيسة، بتنفيذ خمسة بنود لتجنيب المنطقة حصول أي عمل أمنية خلال الفترة القادمة تمثلت بما يلي:

-العمل على إنهاء عمل تُجار المخدرات الذين نشطت تجارتهم في الأعوام الثلاثة الماضية بشكل تام.
-العمل على إنهاء ظاهرة أعمال الخطف بقصد طلب الفدية.
-العمل على إنهاء ظاهرة انتشار السلاح في المدينة وتسليمها للجهات الأمنية أصولاً.
-العمل على إنهاء ظاهرة أعمال السرقة والسلب بقوة السلاح التي تطال سائقي السيارات والشاحنات أثناء عبورهم أوتوستراد مدينة حمص-حماة.

-تجهيز قائمة بأسماء الرافضين للشروط السابقة تمهيداً لتنفيذ خطة ترحيل من المدينة نحو الشمال السوري.

وهدد اللواء حسام لوقا خلال ترأسه للاجتماع الذي جرى أول أمس الأربعاء في مدينة حمص بورود تعليمات من العاصمة السورية دمشق تتيح خلالها للأجهزة الأمنية وقوات الحكومة السورية بالبدء بعملية أمنية تهدف لتمشيط المدينة عقب إنتهاء المهلة التي تم تحديدها بخمسة عشر يوماً، وذلك في حال فشل الوجهاء بإيجاد حلّ لتنفيذ الخمسة شروط المقدمة من قبلهم.

في ذات السياق تحدث أعضاء لجنة الوجهاء لرؤساء الأفرع الأمنية والمجتمعين معهم أن ميليشيا حزب الله اللبناني هي المورد الأبرز للحبوب المخدرة ومادة الحشيش التي يتم إدخالها للمدينة بهدف الإتجار بها، وأنه يترتب على تلك الأجهزة الأمنية تحمل مسؤولياتها تجاه الشخصيات المعروفة للجميع وعلى رأسهم المدعو “جعفر جعفر” من أبناء قرية الحازمية، والذي يحظى بمكانة مقربة من رجال ميليشيا حزب الله اللبناني، والذي يمدّه بالسلاح والذخائر فضلاً عن الحماية الأمنية التي يوفرها له لعدم ملاحقته من قبل أفرع المخابرات.

وأضاف وفد الوجهاء أن عمليات الخطف التي تجري بمدينة تلبيسة يتم التنسيق خلالها مع المدعو “شجاع العلي” الذي ينحدر من قرية حديدة بريف حمص الغربي المعروف بقربه من ضباط الفرقة الرابعة، والمسؤول الأول عن عملية تسليم المخطوفين لذويهم مقابل حصوله على مبالغ مالية تتراوح ما بين 10-30 ألف دولار أمريكي عن الشخص الواحد.

محمد أبو علي أسم وهمي لأحد وجهاء المدينة تم التحفظ على هويته لدواع أمنية قال: “إن اللواء حسام لوقا وباقي رؤساء أفرع المخابرات تنصلوا من جميع الحقائق التي تمّ اطلاعهم عليها بما يخص عمليات الخطف وإدخال المخدرات للمدينة على الرغم من المعطيات والبراهين التي لا تدع مجالاً للشك بها”.

وأشار إلى أن الوفد الأمني حذّر الوجهاء من مغبّة الاستمرار بالحديث عن ضلوع ميليشيا حزب الله وضباط الفرقة الرابعة بعمليات الخطف والمخدرات، وطالبوا بتشكيل اجتماع طارئ لعوائل مدينة تلبيسة وحثّهم على تسليم أبنائهم للسلطات الأمنية، أوالعمل على إقناعهم بالخروج من المنطقة في وقت لاحق.

وشهدت كتيبة القوات الخاصة المتركزة على أطراف مدينة تلبيسة الجنوبية والمقابلة لمعسكر ملوك تغييرات على مستوى القيادة العسكرية خلال النصف الأول من الشهر الجاري بعدما تم تعين ضابط رفيع برتبة لواء لإدارة شؤون الكتيبة الأمر الذي اعتبره الأهالي بمثابة تحضير مسبق لعمل عسكري قد تشهده المدينة في حال فشل المفاوضات ما بين الضباط الأمنيين ووجهاء المدينة.

إلى ذلك تعول شريحة واسعة من أبناء مدينة تلبيسة على أن المنطقة تخضع لاتفاق تسوية روسية الذي تم ابرامه في الخامس عشر من شهر مايو/ أيار للعام 2018 الماضي والذي نصّ بموجبه بعدم حصول أي عمل عسكري على المدينة في حال قبلت بالدخول بتسوية مع النظام السوري الذي سيطر على كامل الريف الحمصي آنذاك، وهو الأمر الذي سيحول بينهم وبين عودة عمليات القصف واقتحام المنطقة “بحسب تعبيرهم”.

يشار إلى أن الموقع الاستراتيجي الذي تحظى به مدينة تلبيسة المتاخم لـ اوتوستراد حمص-حماة الذي يعتبر الشريان الرئيسي الذي يصل بين محافظات حلب وإدلب وحماة مع عقدة باقي محافظات الساحل والعاصمة السورية دمشق أكسب أبناءها ميّزة الضغط على الأفرع الأمنية التي تخشى من حصول أي تهديد أمني قد يسفر عن توقف عمله بفعل تهديد أبناءها، إلا أن تكرار عملية السطو المسلح على الشاحنات والسيارات المدينة دفع بالأجهزة الأمنية لمطالبة وجهاءها بإيجاد حلّ ينهي مخاوفهم من أي تطور على الصعيد الأمني.

مشاركة المقال عبر