سوريا

مناورات جوية مشتركة بين الجيشين الروسي والسوري… فما هي الرسائل…؟

أعلن الأدميرال أوليغ غورينوف، رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، مساء أمس الثلاثاء 4 يوليو / تموز 2023، إجراء مناورات عسكرية مشتركة للقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي الروسية والسورية.

وقال غورينوف إن الإجراءات التدريبية ستبدأ في سوريا اعتباراً من اليوم الأربعاء وتستمر لمدة ستة أيام.

وستشمل الإجراءات المشتركة سلاح الجو وقوات ووسائل الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية وتحاكي المناورات التصدي للضربات الجوية، وفقاً لغورينوف.

من جانبٍ آخر قال غورينوف إن حميميم سجلت 9 خروقات منهجية لبروتوكولات تجنب الصدام والمذكرة الثنائية بشأن أمن الطيران في سوريا من قبل التحالف الدولي فوق المناطق الشمالية من سوريا بواسطة مسيرات.

وذكر أن هذه الزيادة في الطلعات غير المنسقة للطائرات المسيرة التابعة للتحالف الدولي “تؤدي إلى تصعيد التوتر ولا تساهم في التعاون المتبادل والبناء”، مضيفاً: “نذكركم أن الجانب الروسي غير مسؤول عن سلامة الرحلات الجوية غير المنسقة للمسيرات”.

اللافت أن المناورات السورية الروسية تأتي بعد يوم من إنهاء القوات الأمريكية مناورات مشتركة مع فصائل محلية تابعة لها في منطقة 55عند مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية والتي تشتمل على قاعدة التنف الأمريكية.

وشملت المناورات الأمريكية التدريب على أنظمة رصد واستطلاع، إضافة إلى استخدام أسلحة مضادة للطيران ورشاشات متوسطة وثقيلة.

تصعيد عملي روسي

قال ضابط برتبة عميد في قوات الحكومة السورية لموقع «فوكس برس» أنَّ المناورة العسكرية الروسية – السورية في هذا التوقيت بالتحديد هي رسالة ذو جانبين للولايات المتحدة الأمريكية، الأول نتيجة خروقاتها الجوية المستمرة في سوريا ووضع حد لذلك.

ويضيف أن الرسالة الثانية يأتي في سياق التصعيد ضد الوجود الأمريكي في سوريا حيث هناك توافق رباعي بين دمشق وموسكو وطهران وأنقرة حول ذلك وسبق أن تم الاتفاق بين الدول الأربعة لطرد القوات الأمريكية من سوريا سواءً في قمة طهران أو في قمة موسكو.

في حين يرى خبير عسكري سوري أن المناورة الروسية – السورية المشتركة تأتي بعد تمرد مجموعة فاغنر شبه العسكرية بقيادة يفغيني بريغوجين على القيادة العسكرية الروسية، لذلك تحتاج موسكو لإرسال رسالة للعالم أنها مسيطرة على الوضع بالملفات ذات الصلة وأهمها سوريا.

ويضيف الخبير أن روسيا بدأت في قص جناحي قوات مجموعة فاغنر في سوريا، بعد قيام قائدها بعملية التمرد.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، قد توجه إلى دمشق قبل مدة لإيصال رسالة شخصياً إلى الرئيس السوري، بشار الأسد، مفادها أن قوات مجموعة فاغنر لن تعمل هناك بشكل مستقل، وحث الأسد على منع مقاتلي فاغنر من مغادرة سوريا دون إشراف موسكو.

يشار إلى أن أول ظهور لمجموعة فاغنر في سوريا كان أواخر أيلول في عام 2015، مع التدخل العسكري الروسي المباشر إلى جانب قوات الحكومة السورية، حيث اعتمدت القوات الروسية على مجموعة فاغنر لتقليل الخسائر ضمن القوات الروسية النظامية في تنفيذ المهام الأمنية في سوريا، إضافة إلى المهام العسكرية ضد الفصائل المعارضة وتنظيم “الدولة الإسلامية”.

تموضع جديد للتحالف الدولي

شهدت مناطق شمال وشرق سوريا مؤخراً تحركات متزايدة لقوات التحالف الدولي وزيارات إلى مناطق انسحبت منها عام 2019، وسط الحديث عن تحضيراتها لإعادة افتتاح قواعدها في ريف عين عيسى وكوباني والرقة.

وكانت مصادر عسكرية في شمال وشرق سوريا قد قالت أن «التحالف الدولي»، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، تعمل على إعادة تموضع جديد لقواتها في سوريا، بعد أربعة أعوام ونصف عام على قرار الرئيس السابق دونالد ترامب الانسحاب من سوريا، وتراجعه لاحقاً عن القرار، والاكتفاء بالانتشار في محيط حقول النفط والغاز.

وظهرت عملية إعادة التموضع من خلال نشاط مستجد لقوات التحالف الدولي في عين عيسى والرقة منتصف حزيران الفائت، إذ دخل رتل عسكري أمريكي برفقة جنود بريطانيون إلى عين عيسى في ريف الرقة الشمالي مؤلفة من 5 سيارات مصفحة من نوع “جيب”، ويرافقها مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي “الأسايش”، حيث تفقدت النقاط العسكرية واجتمعت مع المجالس في المنطقة.

ويأتي توجه الدورية الأمريكية إلى عين عيسى بعد تجوالها بيوم واحد في مدينة الرقة وريفها وزيارتها للسجون التي تضم معتقلي تنظيم الدولة الإسـلامية وكذلك النقاط الأمنية في المنطقة.

وأشارت المصادر إلى التحالف الدولي يجري تحضيرات مكثفة للعودة إلى جميع قواعدها العسكرية في ريف عين عيسى وكوباني ومدينة الرقة.

ويرى خبراء عسكريون أن عودة التحالف إلى قواعده الذي انسحب منها عام 2019 قبل أيام من إطلاق تركيا عملية “نبع السلام”، التي سيطرت خلالها على مدينتي تل أبيض ورأس العين في ريفي الحسكة والرقة الشماليين من ضمن الاستراتيجية العسكرية الجديدة التي تتّبعه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

ويعتبر الخبراء العسكريون أن هذه العودة هي رسالة لكل الأطراف وعلى رأسهم إيران بأن التمدد في شرق الفرات خط أحمر، بالإضافة إلى أن إعادة التموضع في كوباني تحمل دلالات جديدة فهي بالمحصلة تصب في صالح قوات سوريا الديمقراطية وزيادة تأثيرها في المنطقة لعدم ترك ساحة فارغة لاتفاقيات روسية تركية وإيرانية سورية التي تقود جهوداً أوسع لطرد القوات الأمريكية من سوريا والتي جرى الاتفاق عليها خلال الاجتماعات الرباعية في موسكو بالإضافة إلى أنها ستقطع الطريق أمام أي اتفاقيات بين الأطراف المذكورة للتوغل التركي في سواءً في كوباني أو منبج.

مشاركة المقال عبر