سوريا: اعتـ ـقال المقـ ـاتلين الأجانب إصلاح داخلي أم استجابة لمطالب إقليمية ودولية

حراك جدي في دمشق لتحييد الأجانب عن المشهد

أطلق الأمن العام السوري حملة أمنية استهدفت مقاتلين أجانب ومن جنسيات عربية في صفوفها في عدد من المحافظات السورية، في محاولة من الإدارة السورية الانسجام مع مطالب عربية وغربية.

وذكرت وسائل إعلام سورية أن جهاز الأمن العام السوري أطلق قبل أيام حملة أمنية واسعة في محافظتي إدلب وحماة ضد الفصائل الأجنبية، حيث جرت مداهمات واعتقالات بحق مقاتلين ينتمون إلى جنسيات عربية وأجنبية .

وطالت الحملة بحسب مصادر وتقارير إعلامية مقاتلين يحملون جنسيات فلسطينية ومصرية وتونسية، إضافة إلى آخرين من جنسيات أجنبية غير معروفة، ويشتبه بانتمائهم إلى مجموعات متشددة.

وكشفت التقارير عن اعتقال الفلسطيني شامل الغزي، وهو قيادي في “العصائب الحمراء” التابعة لهيئة تحرير الشام والتي كانت رأس الحربة في معركة “ردع العدوان” ضد جيش النظام السابق.

والغزي، كما يشير اسمه من مدينة غزة، وهو جهادي سابق قاتل في ليبيا و مصر و انتمى إلى “داعش”. وعُرف بخطابه التحريضي ضد العلويين في الساحل السوري.

وتتوقع أوساط سياسية أن يكون هناك حراك جدي في دمشق لتحييد الأجانب عن المشهد، وإيقاف دمجهم المعلن في وزارة الدفاع، واعتقال بعضهم في حال تسبب ظهورهم بالحرج.

وجاءت هذه الحملة ضد المقاتلين الأجانب، بحسب مراقبين، بعد ساعات من لقاء الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض، والذي دعاه بحسب البيت الأبيض إلى طرد “جميع الإرهابيـين الأجانب”، وبشكل خاص الفصائل الفسلطينية.

وقبل يومين اشاد السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توماس باراك، بما أسماه “الخطوات الملموسة التي اتخذها لتنفيذ توصيات الرئيس ترمب فيما يتعلق بالمقاتلين الإرهابيين الأجانب”.

وكان الشرع أعلن في خطاب عقب لقائه بترامب، أن “سوريا لن تكون بعد اليوم ساحة لتصفية الحسابات، ولا منصة للأطماع “.

فيما يرى مراقبون أن إدارة الشرع لن تفوت الفرصة التي منحها إياها الرئيس الأمريكي وكذلك الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق برفع العقوبات، بالإضافة إلى الدعم السعودي والخليجي بشكل عام. وأن إجراءات إدارة الشرع ستكون غالباً على حساب الفصائل الأجنبية والمقاتلين الأجانب والعرب وبشكل خاص الفلسطينيين.

ويشكل المقاتلون الأجانب نسبة كبيرة في البنية الأمنية والعسكرية لسوريا ما بعد الأسد، فبحسب التقديرات الغربية، يتراوح عددهم بين 10 و12 ألف مقاتل في صفوف قوى المعارضة ، أي ما يعادل نحو 10 إلى 20% من إجمالي هذه القوات في أواخر عام 2024.

ومن الأمثلة على هذه الفصائل “الحزب الإسلامي التركستاني”، الذي يُقدّر عدد مقاتليه في سوريا بنحو 3 آلاف، وهو تنظيم نشأ في أفغانستان ولا يزال زعيمه، عبد الحق التركستاني، مقيما هناك، بحسب تقرير لفريق مراقبة التنظيمات الإرهابية في الأمم المتحدة صدر في 13 فبراير/ شباط 2025.

كم أن هؤلاء المقاتلون ينتمون إلى خلفيات عقائدية أكثر تطرفا مقارنة بنظرائهم السوريين، كما أنهم يشكلون نخبة قتالية مخضرمة؛ إذ أمضى معظمهم قرابة عقد في ساحات المعارك السورية. الأمر الذي تخشاه العديد من القوى الإقليمية والدولية فيما إذا ازداد نفوذ الفصائل الأجنبية في صفوف الجيش السوري.

 

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى